بدأت تشعر بشىء غامض خلف هذه الصوره ....بالأخصّ بعدما
رأتها ميار وارتبكت وتغيرت تعبيرات وجهها ....ولكن ماذا يحدث ....كان تشعر
بداخلها بأنها تحترق لما حدث ل أختها ....لم تكن تتوقع ان تكون أختها
مرتبطه ب شاب ...بل وانها فقدت عذريتها أيضا ....وبأنها ماتت بعد ذلك
...تشعر وكانها داخل كابوس تكاد تختنق ....لم تعد لديها قدره على البكاء
بعد الان ....ولكن حزنها تحول الى دافع للأنتقام ... لا تعرف الانتقام مِن
مَن ولكنها لابد أن تسترد حق أختها ... ولتعلم هل حدث شىء تستحق أختها هذا
العقاب عليه ...كانت تشعر بأن ميار تكذب وكان ذلك واضحا من تعبيرات جسدها
وحركات يديها ....ف ريم ماهره جدا فى قرأت لغة الجسد ....فتذكرت ما حدث
بينها وبين ميار ..
...فلاش باك ...
فتحت ريم حقيبتها لتخرج منها الصوره التى قامت بتجميعا بالامس بعد أن ثبتتها بالشريط اللاصق ....ثم قامت بوضع الصوره أمام وجه ميار ....
"مين اللى متصور مع مها ده...وأيه علاقته ب مها بالظبط"
نظرت ميار الى الصوره ثم نظرت إلى ريم ...ثم نظرت فى الفراغ وهى تلمس أنفها بيديها وتحيد عن النظر فى وجه ريم ....
"وانا هعرفه ازاى ووشه مش باين ؟"
"مها كانت صاحبتك ...أكيد انتى كنتى عارفه هى كانت بتحب مين ...أو ليها علاقه ب مين "
"صدقينى معرفش ....مها كانت كتومه ومكنتش بتتكلم عن حياتها الخاصه كتير معانا .....كان فى واحده بس هى اللى ممكن تكون كانت عارفه مها بتحب مين "
"مين دى ؟...واوصلها أزاى ؟"
"للأسف مش هتقدرى توصليلها ....لانها ...ماتت "
"قصدك مين؟"
"ريهام الله يرحمها "
"أشمعنى ريهام ؟"
"مها وريهام كانوا قريبين أووى من بعض ...وكانوا بيحكوا كل حاجه لبعض "
"متأكده انك متعرفهوش "
"أيوه متأكده ...هو فى حاجه "
ظلت تفكر ريم والحيره تلعب برأسها هل تخبرها بما عرفته عن مها أم تصمت ولكنها فضلت الصمت ....
"لالا ...مفيش ....شكرا يا ميار "
"لو أحتجتى حاجه كلمينى "
"أكيد "
وسارت كل منها فى طريقها مبتعده عن الاخرى
ظلت ريم جالسه فى مكتبها تفكر فيما حدث بينها وبين ريم وهى تقول ل نفسها ....
"ان حاسه انها مخبيه حاجه ....ليه وشها اتغير بعد ما شافت الصوره ....وف نفس الوقت قالتلى معرفوش ...لما هى متعرفوش وشها اتغير ليه ....هوصله ازاى ده ...المذكرات !! ...أكيد مها كتبت عنه فى المذكرات "
*************
ظل مازن ينظر الى خالد منتظرا ردا على سؤال ....نظر اليه خالد مطولا ثم قال ل....
"لا ...مفيش حد معين ....بس أن مستغرب جدا ...ماهو يا أما القاتل زكى جدا وعارف أحنا بنشتغل أزاى يا أما حد بيساعده من عندنا ....يا أحنا مش بنشوف شغلنا كويس "
"ليه بتقول كده يافندم ...أحنا بنحاول نوصل ل أى حاجه ...ممكن يكون القاتل زكى شويه بس أكيد هيُقع ...مفيش جريمه كامله ومفيش مجرم هيفضل هربان طول عمره "
"والسفاح اللى انت قولتلى عليه ...اللى سكوتلاند يارد معرفتش تقبض عليه "
"يافندم أكيد مات أو أنتحر ....مش معقول مقدروش يوصلوا له لو هو حى ....أنا عندى أحساس أننا هنقدر نوصل للقاتل قريب ...وقريب أووى كمان "
"تفتكر ؟"
"أن شاء الله يا فندم ...."
يُطرق الباب ثم يفتح ويدخل العسكرى ويقول ل مازن ...
"مازن باشا ...فيه واحده اسمها الاستاذه ريم مستنيه حضرتك فى المكتب "
"انا جاى حالا ...شوفها تشرب أيه لحد ما أجى "
ينظر مازن الى خالد ...
"بعد أذن حضرتك يافندم هستأذن اشوفها عايزه أيه "
"مين الاستاذه ريم دى يا مازن "
"دى أخت القتيله اللى جت من كام يوم وأتعرفت علي الجثه"
"اها ...ياريت بعد كده يا مازن أى حاجه ليها علاقه بالقضيه تتم عن طريقى أنا .. "
"خير يافندم هو حصل حاجه منى أو قصرت فى اى حاجه "
"بالعكس ... أنت وصلت ل نتايج كويسه فى القضيه ...بس افضل ان كل حاجه تتم عندى ....ياريت أشوف الاستاذه ريم قبل ما تمشى "
"حاضر يا فندم "
قالها مازن وهو متردد ويقول لنفسه ....
"هو بيعمل معايا كده ليه ...يكون شاكك فيا ...لالا معتقدش "
خرج مازن من مكتب خالد بينما ظل خالد ينظر اليه نظرات شك بعد الكلام الذى سمعه من زميله مدحت على العشاء بالأمس ....
...فلاش باك ...
خالد يجلس اما م مدحت فى أحد المطاعم ...
"ما تاكل يا خالد..ولا انا جايبك عشان تتفرج عليا وانا باكل"
"قولتلك انا مش عايز أجى أنت اللى أصريت "
"كل ده بسبب القضيه ؟"
"متعرفش القضيه دى مجننانى أد ايه ...خصوصا بعد الكلام الى مازن قاله "
"مش عارف ليه أنا مش مرتاح للظابط الجديد ده "
"قصدك مازن "
"أيوه ....شكله غريب ..نظراته غريبه ومش بيتكلم ولا له علاقه بحد فى القسم غيرك "
"بس بيحب شغله جدا وواضح انه هيكون زكى ...بيحاول يوصل لحاجه فى القضيه دى "
"قضية ايه دى اللى عامله فيكوا كده "
بدأ خالد فى قص ما حدث منذ تلقيه الاتصال من مازن يبلغه فيه عن الجريمه ....أنصت مدحت له بأهتمام محاولا أستيعاب ما يقوله خالد وففى نفس الوقت الخروج منه بمعلومه او محاولة المساعده واكتشاف شىء ربما يساعدهم ...
"بس يا سيدى ..هى دى القضيه ...ولو فعلا حصل اللى مازن بيقول عليه والقاتل بدأ يبعتلنا رسايل بالجرايم اللى هيرتكبها بعد كده دى تبقى مصيبه ...يبقى كده بيستهزئ بينا والصحافه هتبهدلنا "
"عندك حق ...بس في حاجه مش فاهمها ...ليه مازن ده هو اللى بيكتشف وبيقول نظريات وبتطلع صح ....وموضوع السفاح بتاع انجلترا وقاتله للعاهرات ....كل ده أشمعنى هو اللى عارفه "
"هو بيقول أنه قرا قصة السفاح ده قبل كده ....وبعد الجواب ما اتبعت ربط القصتين ببعض وطلع عنده حق فعلا ...البنتين طلعوا مش عذراء "
"وليه الجواب جاله هو ومجاش ليك "
"قصدك ايه يا مدحت ...عايز توصل ل أيه "
"مش عارف أقولك أيه ....بس أحساس أو توقع بيقول أنه ممكن يكون الظابط ده هو اللى بيعمل كده "
"أيه !!!!! ....الكلام اللى بتقوله ده خطير يا مدحت "
"ده أحساس ....ممكن يكون عنده عقده نفسيه أو عاوز يشهر نفسه فعمل موضوع السفاح ده عشان يشغل نفسه بيه ...أنا متأكد أن القضيه دى هتاخده شهرتها ووقتها وهتعدى من غير ما تقبضوا على القاتل "
"لالا ..أنت أكيد أتجننت ....واضح ان قضايا المخدرات اثرت على مخك ...الكلام اللى بتقوله ده ممكن يحصل فى الافلام والقصص وبس ..لكن فى الحقيقه لا "
"أرمى كلامى ورا ضهرك ...بس من هنا ورايح ماتخليهوش يكون مسئول عن حاجه فى القضيه لواحده ...واى حاجه يعملها يعملها بتكليف منك ....دى أول قضيه كبيره يمكسها "
ظل خالد ينفى أفكار مدحت ولكن عقله كان يفكر بنفس طريقة تفكير مدحت ولكنه كان يحاول ان يكذب نفسه أيضا...نظر خالد الى الباب الذى اغلقه مازن بعد خروجه وهو يقول ....
"لازم احرس الفتره الجايه...منك لله يا مدحت...ربنا يستر "
نادى خالد على العسكرى الواقف أمام مكتبه فيدخل العسكرى منتظر أوامر خالد ....
"نادى لى العسكرى المسئول عن مكتب الظابط مازن "
"حاضر يافندم "
"أما أشوف الجواب ده فعلا حد بعته ولا مازن اللى أخترعه "
************
فتحت شاديه باب غرفة شيماء التى كانت مستغرقه فى نومها .....أقتربت منها ببطئ ...ظلت تنظر أليها عدة دقائق وهى تشفق عليها وعلى نفسها مما حدث لهم وهم مازالوا فى هذ السن الصغير ... فقالت بصوت خافت ...
"يا ترى الدنيا مخبيلنا أيه تانى "
فترى شيماء وهى تفتح عينيها ببطئ ثم تصرخ وتفزع ثم تهدأ بعدما تتأكد أنها شاديه ...
"أنتى ايه اللى موقفك كده "
"مفيش كنت عايزه أتكلم معاكى ...معلش خضيتك "
" عايزه تتكلمى معايا فى ايه ؟"
"اصحى الاول وأغسلى وشك عبال ما اعملك نسكافيه عشان يفوقك "
تخرج شاديه من الغرفه وتتجه الى المطبخ بينما تنهض شيماء ببطى وتسير وهى تتمايل ألى أن تصل الى الحمام ....بعد 5 دقائق تخرج شيماء وتتجه الى المطبخ وتفتح الثلاجه وتأخذ زجاجة مياه لتشرب ثم تاخذ النسكافيه من شاديه وتخرج الى الانتريه وخلفها شاديه
"خير بقى يا شوشو ...مصحيانى بدرى كده ليه "
"أنتى اتخضيتى ليه لما شوفتينى فى الاوضه "
"أبداً ...كنت بحلم حلم مرعب شويه واتخضيت لما شوفتك واقفه جنب السرير "
"المهم فى كلام مهم لازم اقولهولك "
"أكيد هتكلمينى بخصوص ميار "
"أيوه "
"شوشو يا حبيبتى أنتى مبتزهقيش ...من أمبارح وأنتى بتكلمينى وانا قولتلك أن ده الحل الوحيد ...مفيش حل تانى ...عاجبك يعنى أنها كل شويه تيجى وتهددنا وممكن كلنا نروح فى ستين داهيه بسببها ...وبصراحه أنا مقدرش أستحمل السجن يوم واحد "
"انا خايفه أوووى يا شيماء ...أقولك ما تيجى نسافر .."
"نسافر فين ؟"
"أى مكان ..نسافر شرم او الغردقه ...نشتغل ونعيش هناك ..وكده مش هتقدر توصلنا ولا هتعرف مكانا "
"تصدقى عندك حق ....ده أحنا نعمل احلى شغل هناك ...بس فيه مشكله بردو "
"مشكلة ايه ؟"
"المتخلفه اللى اسمها ميار لو عرفت أننا هربنا وأخت مها دى لو هددتها وميار اعترفت علينا يبقى كده هيجبونا لو روحنا فين ...لالا مفيش حل غير أننا نتخلص من ميار "
"حرام عليكى ...نتخلص من ميار ببساطه كده ....هوالقتل بقى حاجه سهله عندك كده "
"فى حل تانى "
"أيه ؟"
"المجنون اللى بيكلمك وبيهددك ده ....يقتلها هى ويخلصنا منها ...ساعتها يبقى ربنا بيحبنا "
"طب بصى بقى ....قتل أنا مش هقتل ...ولو عايزه تخلصى منها أخلصى منها انتى واللى معاكى "
"الموضوع ده مش بمزاج حد فينا ده غصب عننا كلنا ...لازم تفهمى اننا لازم نعمل كده عشان نحمى نفسنا "
"انا مش هقدر أستحمل أعمل كده ...دى مهما كانت ميار ...أنتى ناسيه أحنا كنا قريبن من بعض أزاى وكنا بنحب بعض أزاى ...ايه اللى حصلنا ....من يوم الحادثه دى وحياتنا كلها أتقلبت ....أنا حاسه أنى بقيت واحده تانيه ...وانتى كمان ..أيه اللى حصلك ...ليه بقيتى آسيه كده ....أنا خايفه يجى يوم وتخلصى منى انا كمان "
"ما تقوليش كده ..انا مقدرش أعيش من غيرك ..."
"شيماء ...فاكره ايه اللى حصلنا بعد اليوم المشئوم ده ...قعدنا مكتئبين فتره كبيره ومش قادرين نتكلم ولا نعمل حاجه وحسينا أننا هنموت وكرهنا كل حاجه فى حياتنا ...."
"بصى أنا مش قادره أفكر ولا اخد قرار دلوقتى ....كلامك ده تعبلى دماغى "
"أنتى كلمتيهم ؟"
"كلمت حاتم وهو قالى هيكلمهم ويقنعهم وهيظبط كل حاجه ....على العموم عندنا فرصه ل بليل نفكر وناخد قرار نهائى "
***********
تجلس ريم امام خالد فى مكتبه ....
"اهلا يا استاذه ريم "
"أهلا يا خالد بيه ....أنا متشكره جدا ...انا عرفت انك مهتم جدا بالقضيه ...أن شاء الله تقدر توصل للقاتل فى اقرب فرصه "
"أن شاء الله ....أولا البقاء لله ...ثانيا تأكدى تمام أن القاتل هيتقبض عليه فى اسرع وقت ...أحنا مش ساكتين ...أستاذه ريم فى كام سؤال كده محتاج منهم أجابه منك "
"أتفضل حضرتك "
"ظروفكوا الماديه عامله ايه ؟ ....أنا عارف أن سؤالى غريب بس أحب اسمع ردك "
"يعنى عاديه ...أوقات بتبقى صعبه واوقات بتبقى كويسه "
"أثناء دراسة المجنى عليها ...كانت الظروف كويسه ؟"
"فى أول سنه كانت الظروف صعبه لانى كنت فى أخر سنه وكنت محتاجه مصاريف كتير وماما كانت بتشتغل فى مصنع وكانت تاخد فلوس بسيطه ...بعد كده انا أتخرجت واشتغلت وجت ماما تعبت فا غلبية الفلوس بنصرفها على العلاج ...الحمد لله مستوره "
"ملاحظتيش أى أنحراف فى سلوك أختك ؟"
"أيه !! "
"قصدى يعنى مصاريفها زادت ...كانت بتلبس ازاى ...كانت بتتأخر برا البيت "
فهمت ريم المغزى من كلام خالد فحاولت أن تعرف هل يعلم بعدم عذريتها أم لا ...
"ممكن حضرتك تتكلم بوضوح أكتر "
"استاذه ريم ...الطب الشرعى اثبت أن أختك مش عذراء "
حاولت ريم أن تستجمع قواها وان تتماسك لم تعرف بماذا تجيبه ...
"أنا عارف أن الموضوع صعب ...وانك ممكن تكونى أتصدمتى ...بس الحاجات دى مهمه ولازم نعرف أجابتها "
تنظر ريم ألى خالد وتقول له ...
"أنا مش فاهمه حاجه ومش فاهمه حضرتك بتسألنى الاسئله دى ليه ؟"
بدأ خالد بقص القصه التى رواها مازن له على ريم ...فاخذت ريم تنتبه لما يقوله خالد ....
"ومش هى لواحدها ...جثة صاحبتها كمان الطب الشرعى أكد انها مش عذراء ...واضح أنهم كانوا شبكه والقاتل بيحاول يتخلص منهم لسبب معين انا معرفش ايه هو "
صمتت ريم من صدمة ما سمعته فهى كانت تظن أن أختها تم الغدر بها ...ولكن كانت تعمل فى شبكه للدعاره فهذا من رابع المستحيلات ....نظرت الى خالد مره أخرى وطلبت منه الاستأذان ...فسمح لها خالد مقدر حالتها النفسيه بعد الكلام الذى سمعته ...وعندما أقتربت من الباب نادى عليها...
"استاذه ريم "
"نعم ؟"
"مازن قالى أنك أخدت صورة المجنى عليها التانيه وانك هتحاولى توصلى لحد من أهلها ...أتمنى أول ما توصلى ل أهلها تبلغينا علطول "
"أن شاء الله "
قالتها ريم ثم خرجت مسرعه .... خرجت من القسم سارت فى الشارع المجاور للقسم ...لم تكن تدرى ولا تشعر بالعالم من حولها ....تسأل نفسها وتحاول أن تجد أجابه تريحها ...هل كانت ريم تعمل حقا بالدعاره أم أن شخصا ما خدعها ....لم تكن ترى الطريق امامها ...لا تستطيع أن تخطوا خطوه أخرى ...ولا تستطيع أن تفتح عينيها ...لا تعلم مالذى يحدث اليها ...وفجأه لم تعد تشعر بأى شئ
**************
يجلس حاتم فى مكتبه ويحاول الاتصال ب صديقه أسلام ولكنه لا يجيب ....يحاول الاتصال ب رامى ....فيجيبه رامى ...
"الوو ...أيوه يارامى ...لا مقولتلوش ...مش عارف أوصله ....بتصل بيه على موبايله وتليفون البيت ومش بيرد .... هنروحله البيت مفيش حل تانى ...هخلص كمان 10 دقايق ...خلاص استنانى كمان نص ساعه قدام العماره اللى ساكن فيها ...مش هتاخر ....مع السلامه "
نظر حاتم الى الصوره الموجوده على مكتبه والتى تجمع بينه وبين رامى واسلام ...فبرغم ماحدث وبرغم هذا الفراق ولكنه مازال يشتاق اليهم ...
"اللقا نصيب ....واحنا لينا نصيب نتجمع تانى "
بعد نصف ساعه يصل حاتم أمام عمارة أسلام فيجد رامى يجلس فى سيارته ...ينزل كل منهما من سيارته ويقترب من الاخر .... يقترب حاتم من رامى ويحاول أن يسلم عليه ويعانقه فيبتعد عنه رامى ويكتفى بالسلام عليه باليد فقط ...فيحاول حاتم أن يتدارك الموقف ويقول ل رامى ...
"بقالنا كتير ماتقابلناش "
"كده أحسن ...شيماء مقالتلكش عايزانا فى ايه ؟"
"ماقالتش ..كل اللى قالته اننا لازم نتجمع والا هنروح فى ستين داهيه ونبهت عليا أنكوا لازم تحضروا ..."
"هنتجمع تانى ...مش كفايه الى حصل "
"هنروح نشوف حصل أيه ونرجع مش هنخسر حاجه "
"شيماء دى ميجيش من وراها الا الشر "
"دلوقتى بقت كده ...مش دى شيماء اللى كنت بتتحايل عليا عشان اعرفك عليها "
"كنت غلطان ...بقولك ايه ...يلا نشوف الحيوان ده راح فين هو كمان وكفايه كلام عن اللى فات "
"عندك حق "
دخل كل منهما ألى مدخل العماره ...فوجدوا رجل عجوز يجلس على كرسى فى مدخل العماره فقاموا بالقاء السلام عليه وصعدوا الى شقة أسلام على السلم نظرا لتعطل المصعد ......
أمام شقة أسلام يقف كل منهم أحدهما يضغط زر الجرس والاخر يطرق على الباب وينادى على اسلام ...برغم ذلك لم يأتيهم أى رد من الداخل ...فنظر حاتم ألى رامى وقال له ..
"يمكن يكون سافر ل أبوه وأمه فى السعوديه "
"وتليفونه بيرن أزاى ....ممكن يكون نايم "
"نايم من أمبارح ؟ "
"بقولك ايه ...أنزل اسأل البواب عليه وانا هخبط عليه تانى "
"ماشى "
استمر رامى فى الطرق على الباب بينما نزل حاتم ليسأل البواب ...بعد 5 دقائق يعود حاتم والقلق يظهر على وجهه ..
"فى ايه ؟ ..البواب قالك ايه ؟"
"قالى أن أخر مره شافه فيها كانت من يومين ....وكان معاه واحده ...وبعدها ما شافوش تانى ....وبيقول أنه خبط عليه كتير عشان ياخد منه فلوس تصليح الاسانسير بس مفيش حد بيرد ..."
"أنا بدأت اقلق ...هيكون راح فين "
"أنا خايف يكون أتقتل "
"أيه ؟ ...أتقتل ؟ "
"شيماء قالتلى ان مها لقيوها مقتوله فى الشارع وان فى واحد بيهدد شاديه بالقتل ..مش هى لوحدها ...بيهددها انه هيقتلنا كلنا "
"أنت بتقول ايه ؟.....واحد مين وبيعمل فينا كده ليه ؟"
"معرفش "
"ومقولتش ليه "
"هو انا بشوفك عشان أقولك وبعدين شيماء قالتلى أنه ممكن يكون حد بيعاكس وبيعمل كده "
"بيعاكس هيهدد بالقتل ؟ ....بقولك أيه أكسر معايا الباب ده "
"أنت بتقول ايه "
"بقولك اكسر الباب "
تراجع كل من حاتم ورامى الى الخلف ثم أقتربوا من الباب بسرعه وقاموا بدفعه فلم يفتح ...فقاموا بتكرارها أكثر من مره ....وفى أخر مره فتح الباب وسقطوا على الارض ...نهض كل منهم وهو لا يرى شيئا ....فقد كانت الشقه مظلمه ....سار كل منهم محاولا الوصول ل مفتاح الكهرباء ..فيتعثر حاتم وهو يسير فيسقط على الارض..فيقول ل رامى .....
"ايه المايه اللى انا وقعت فيها دى "
فى نفس الوقت يرفع رامى مفتاح الكهرباء لتضئ جميع المصابيح الموجود بالشقه ....فينظر حاتم الى يديه فيجدها هى وملابسه ملطخه بالدماع فيصرخ ...فينظر رامى بسرعه الى حاتم وما يوجد خلفه ...وكل منهما يتراجع الى الخلف فى صمت
***********
تستيقظ ريم لتجد نفسها نائمه على سرير فى أحدى المستشفيات ويجلس بجانبها مازن ....
"حمد لله على السلامه "
"الله يسلمك ...ايه اللى حصل ...انا جيت هنا أزاى "
"مفيش خرجت من القسم وان ماشى بعربيتى لقيتك واقعه على الارض ...أخدتك على المستشفى ...الدكتور طمنى عليكى ... وقالى انك كويسه ...ضغطك نزل فجأه عشان كده أغمى عليكى ...حمدلله على السلامه مره تانيه "
"انا عايزه اخرج من هنا ...انا مبحبش المستشفيات "
"الدكتور قال انك ممكن تخرجى بعد المحلول ما يخلص "
"شنطتى فين "
"متقلقيش شنطتك أهى ...متخافيش متسرقتش "
تذكرت ريم ما حدث فى القسم قبل أن يغمى عليها ....فكرت أنها لابد وان تعرف هل ما سمعته حقيقى أم لا ...هل أختها مظلومه أم ظالمه ....شريفه وتم خداعها أم كان ذلك بكامل أرادتها ....نظرت الى مازن ...فقال مازن اليها ...
"فى حاجه ...لو عايزه اى حاجه قوليلى "
"خالد بيه قالى على كل حاجه "
"أنا أسف ...مقدرتش أقولك لانى كنت عارف أن الموضوع هيكون صعب عليكى "
"مش قادره اصدق أنى أختى تعمل كده ...انا حاسه أنها مظلومه وان فيه حد ضحك عليها "
"لازم يكون ف دليل عشان نقدر نثبت انه اتضحك عليها وانها مكنتش بتشتغل بالدعاره "
"فى شخص واحد هو اللى هيقدر يأكدلى الموضوع ده "
"مين !!!"
**************
...فلاش باك ...
فتحت ريم حقيبتها لتخرج منها الصوره التى قامت بتجميعا بالامس بعد أن ثبتتها بالشريط اللاصق ....ثم قامت بوضع الصوره أمام وجه ميار ....
"مين اللى متصور مع مها ده...وأيه علاقته ب مها بالظبط"
نظرت ميار الى الصوره ثم نظرت إلى ريم ...ثم نظرت فى الفراغ وهى تلمس أنفها بيديها وتحيد عن النظر فى وجه ريم ....
"وانا هعرفه ازاى ووشه مش باين ؟"
"مها كانت صاحبتك ...أكيد انتى كنتى عارفه هى كانت بتحب مين ...أو ليها علاقه ب مين "
"صدقينى معرفش ....مها كانت كتومه ومكنتش بتتكلم عن حياتها الخاصه كتير معانا .....كان فى واحده بس هى اللى ممكن تكون كانت عارفه مها بتحب مين "
"مين دى ؟...واوصلها أزاى ؟"
"للأسف مش هتقدرى توصليلها ....لانها ...ماتت "
"قصدك مين؟"
"ريهام الله يرحمها "
"أشمعنى ريهام ؟"
"مها وريهام كانوا قريبين أووى من بعض ...وكانوا بيحكوا كل حاجه لبعض "
"متأكده انك متعرفهوش "
"أيوه متأكده ...هو فى حاجه "
ظلت تفكر ريم والحيره تلعب برأسها هل تخبرها بما عرفته عن مها أم تصمت ولكنها فضلت الصمت ....
"لالا ...مفيش ....شكرا يا ميار "
"لو أحتجتى حاجه كلمينى "
"أكيد "
وسارت كل منها فى طريقها مبتعده عن الاخرى
ظلت ريم جالسه فى مكتبها تفكر فيما حدث بينها وبين ريم وهى تقول ل نفسها ....
"ان حاسه انها مخبيه حاجه ....ليه وشها اتغير بعد ما شافت الصوره ....وف نفس الوقت قالتلى معرفوش ...لما هى متعرفوش وشها اتغير ليه ....هوصله ازاى ده ...المذكرات !! ...أكيد مها كتبت عنه فى المذكرات "
*************
ظل مازن ينظر الى خالد منتظرا ردا على سؤال ....نظر اليه خالد مطولا ثم قال ل....
"لا ...مفيش حد معين ....بس أن مستغرب جدا ...ماهو يا أما القاتل زكى جدا وعارف أحنا بنشتغل أزاى يا أما حد بيساعده من عندنا ....يا أحنا مش بنشوف شغلنا كويس "
"ليه بتقول كده يافندم ...أحنا بنحاول نوصل ل أى حاجه ...ممكن يكون القاتل زكى شويه بس أكيد هيُقع ...مفيش جريمه كامله ومفيش مجرم هيفضل هربان طول عمره "
"والسفاح اللى انت قولتلى عليه ...اللى سكوتلاند يارد معرفتش تقبض عليه "
"يافندم أكيد مات أو أنتحر ....مش معقول مقدروش يوصلوا له لو هو حى ....أنا عندى أحساس أننا هنقدر نوصل للقاتل قريب ...وقريب أووى كمان "
"تفتكر ؟"
"أن شاء الله يا فندم ...."
يُطرق الباب ثم يفتح ويدخل العسكرى ويقول ل مازن ...
"مازن باشا ...فيه واحده اسمها الاستاذه ريم مستنيه حضرتك فى المكتب "
"انا جاى حالا ...شوفها تشرب أيه لحد ما أجى "
ينظر مازن الى خالد ...
"بعد أذن حضرتك يافندم هستأذن اشوفها عايزه أيه "
"مين الاستاذه ريم دى يا مازن "
"دى أخت القتيله اللى جت من كام يوم وأتعرفت علي الجثه"
"اها ...ياريت بعد كده يا مازن أى حاجه ليها علاقه بالقضيه تتم عن طريقى أنا .. "
"خير يافندم هو حصل حاجه منى أو قصرت فى اى حاجه "
"بالعكس ... أنت وصلت ل نتايج كويسه فى القضيه ...بس افضل ان كل حاجه تتم عندى ....ياريت أشوف الاستاذه ريم قبل ما تمشى "
"حاضر يا فندم "
قالها مازن وهو متردد ويقول لنفسه ....
"هو بيعمل معايا كده ليه ...يكون شاكك فيا ...لالا معتقدش "
خرج مازن من مكتب خالد بينما ظل خالد ينظر اليه نظرات شك بعد الكلام الذى سمعه من زميله مدحت على العشاء بالأمس ....
...فلاش باك ...
خالد يجلس اما م مدحت فى أحد المطاعم ...
"ما تاكل يا خالد..ولا انا جايبك عشان تتفرج عليا وانا باكل"
"قولتلك انا مش عايز أجى أنت اللى أصريت "
"كل ده بسبب القضيه ؟"
"متعرفش القضيه دى مجننانى أد ايه ...خصوصا بعد الكلام الى مازن قاله "
"مش عارف ليه أنا مش مرتاح للظابط الجديد ده "
"قصدك مازن "
"أيوه ....شكله غريب ..نظراته غريبه ومش بيتكلم ولا له علاقه بحد فى القسم غيرك "
"بس بيحب شغله جدا وواضح انه هيكون زكى ...بيحاول يوصل لحاجه فى القضيه دى "
"قضية ايه دى اللى عامله فيكوا كده "
بدأ خالد فى قص ما حدث منذ تلقيه الاتصال من مازن يبلغه فيه عن الجريمه ....أنصت مدحت له بأهتمام محاولا أستيعاب ما يقوله خالد وففى نفس الوقت الخروج منه بمعلومه او محاولة المساعده واكتشاف شىء ربما يساعدهم ...
"بس يا سيدى ..هى دى القضيه ...ولو فعلا حصل اللى مازن بيقول عليه والقاتل بدأ يبعتلنا رسايل بالجرايم اللى هيرتكبها بعد كده دى تبقى مصيبه ...يبقى كده بيستهزئ بينا والصحافه هتبهدلنا "
"عندك حق ...بس في حاجه مش فاهمها ...ليه مازن ده هو اللى بيكتشف وبيقول نظريات وبتطلع صح ....وموضوع السفاح بتاع انجلترا وقاتله للعاهرات ....كل ده أشمعنى هو اللى عارفه "
"هو بيقول أنه قرا قصة السفاح ده قبل كده ....وبعد الجواب ما اتبعت ربط القصتين ببعض وطلع عنده حق فعلا ...البنتين طلعوا مش عذراء "
"وليه الجواب جاله هو ومجاش ليك "
"قصدك ايه يا مدحت ...عايز توصل ل أيه "
"مش عارف أقولك أيه ....بس أحساس أو توقع بيقول أنه ممكن يكون الظابط ده هو اللى بيعمل كده "
"أيه !!!!! ....الكلام اللى بتقوله ده خطير يا مدحت "
"ده أحساس ....ممكن يكون عنده عقده نفسيه أو عاوز يشهر نفسه فعمل موضوع السفاح ده عشان يشغل نفسه بيه ...أنا متأكد أن القضيه دى هتاخده شهرتها ووقتها وهتعدى من غير ما تقبضوا على القاتل "
"لالا ..أنت أكيد أتجننت ....واضح ان قضايا المخدرات اثرت على مخك ...الكلام اللى بتقوله ده ممكن يحصل فى الافلام والقصص وبس ..لكن فى الحقيقه لا "
"أرمى كلامى ورا ضهرك ...بس من هنا ورايح ماتخليهوش يكون مسئول عن حاجه فى القضيه لواحده ...واى حاجه يعملها يعملها بتكليف منك ....دى أول قضيه كبيره يمكسها "
ظل خالد ينفى أفكار مدحت ولكن عقله كان يفكر بنفس طريقة تفكير مدحت ولكنه كان يحاول ان يكذب نفسه أيضا...نظر خالد الى الباب الذى اغلقه مازن بعد خروجه وهو يقول ....
"لازم احرس الفتره الجايه...منك لله يا مدحت...ربنا يستر "
نادى خالد على العسكرى الواقف أمام مكتبه فيدخل العسكرى منتظر أوامر خالد ....
"نادى لى العسكرى المسئول عن مكتب الظابط مازن "
"حاضر يافندم "
"أما أشوف الجواب ده فعلا حد بعته ولا مازن اللى أخترعه "
************
فتحت شاديه باب غرفة شيماء التى كانت مستغرقه فى نومها .....أقتربت منها ببطئ ...ظلت تنظر أليها عدة دقائق وهى تشفق عليها وعلى نفسها مما حدث لهم وهم مازالوا فى هذ السن الصغير ... فقالت بصوت خافت ...
"يا ترى الدنيا مخبيلنا أيه تانى "
فترى شيماء وهى تفتح عينيها ببطئ ثم تصرخ وتفزع ثم تهدأ بعدما تتأكد أنها شاديه ...
"أنتى ايه اللى موقفك كده "
"مفيش كنت عايزه أتكلم معاكى ...معلش خضيتك "
" عايزه تتكلمى معايا فى ايه ؟"
"اصحى الاول وأغسلى وشك عبال ما اعملك نسكافيه عشان يفوقك "
تخرج شاديه من الغرفه وتتجه الى المطبخ بينما تنهض شيماء ببطى وتسير وهى تتمايل ألى أن تصل الى الحمام ....بعد 5 دقائق تخرج شيماء وتتجه الى المطبخ وتفتح الثلاجه وتأخذ زجاجة مياه لتشرب ثم تاخذ النسكافيه من شاديه وتخرج الى الانتريه وخلفها شاديه
"خير بقى يا شوشو ...مصحيانى بدرى كده ليه "
"أنتى اتخضيتى ليه لما شوفتينى فى الاوضه "
"أبداً ...كنت بحلم حلم مرعب شويه واتخضيت لما شوفتك واقفه جنب السرير "
"المهم فى كلام مهم لازم اقولهولك "
"أكيد هتكلمينى بخصوص ميار "
"أيوه "
"شوشو يا حبيبتى أنتى مبتزهقيش ...من أمبارح وأنتى بتكلمينى وانا قولتلك أن ده الحل الوحيد ...مفيش حل تانى ...عاجبك يعنى أنها كل شويه تيجى وتهددنا وممكن كلنا نروح فى ستين داهيه بسببها ...وبصراحه أنا مقدرش أستحمل السجن يوم واحد "
"انا خايفه أوووى يا شيماء ...أقولك ما تيجى نسافر .."
"نسافر فين ؟"
"أى مكان ..نسافر شرم او الغردقه ...نشتغل ونعيش هناك ..وكده مش هتقدر توصلنا ولا هتعرف مكانا "
"تصدقى عندك حق ....ده أحنا نعمل احلى شغل هناك ...بس فيه مشكله بردو "
"مشكلة ايه ؟"
"المتخلفه اللى اسمها ميار لو عرفت أننا هربنا وأخت مها دى لو هددتها وميار اعترفت علينا يبقى كده هيجبونا لو روحنا فين ...لالا مفيش حل غير أننا نتخلص من ميار "
"حرام عليكى ...نتخلص من ميار ببساطه كده ....هوالقتل بقى حاجه سهله عندك كده "
"فى حل تانى "
"أيه ؟"
"المجنون اللى بيكلمك وبيهددك ده ....يقتلها هى ويخلصنا منها ...ساعتها يبقى ربنا بيحبنا "
"طب بصى بقى ....قتل أنا مش هقتل ...ولو عايزه تخلصى منها أخلصى منها انتى واللى معاكى "
"الموضوع ده مش بمزاج حد فينا ده غصب عننا كلنا ...لازم تفهمى اننا لازم نعمل كده عشان نحمى نفسنا "
"انا مش هقدر أستحمل أعمل كده ...دى مهما كانت ميار ...أنتى ناسيه أحنا كنا قريبن من بعض أزاى وكنا بنحب بعض أزاى ...ايه اللى حصلنا ....من يوم الحادثه دى وحياتنا كلها أتقلبت ....أنا حاسه أنى بقيت واحده تانيه ...وانتى كمان ..أيه اللى حصلك ...ليه بقيتى آسيه كده ....أنا خايفه يجى يوم وتخلصى منى انا كمان "
"ما تقوليش كده ..انا مقدرش أعيش من غيرك ..."
"شيماء ...فاكره ايه اللى حصلنا بعد اليوم المشئوم ده ...قعدنا مكتئبين فتره كبيره ومش قادرين نتكلم ولا نعمل حاجه وحسينا أننا هنموت وكرهنا كل حاجه فى حياتنا ...."
"بصى أنا مش قادره أفكر ولا اخد قرار دلوقتى ....كلامك ده تعبلى دماغى "
"أنتى كلمتيهم ؟"
"كلمت حاتم وهو قالى هيكلمهم ويقنعهم وهيظبط كل حاجه ....على العموم عندنا فرصه ل بليل نفكر وناخد قرار نهائى "
***********
تجلس ريم امام خالد فى مكتبه ....
"اهلا يا استاذه ريم "
"أهلا يا خالد بيه ....أنا متشكره جدا ...انا عرفت انك مهتم جدا بالقضيه ...أن شاء الله تقدر توصل للقاتل فى اقرب فرصه "
"أن شاء الله ....أولا البقاء لله ...ثانيا تأكدى تمام أن القاتل هيتقبض عليه فى اسرع وقت ...أحنا مش ساكتين ...أستاذه ريم فى كام سؤال كده محتاج منهم أجابه منك "
"أتفضل حضرتك "
"ظروفكوا الماديه عامله ايه ؟ ....أنا عارف أن سؤالى غريب بس أحب اسمع ردك "
"يعنى عاديه ...أوقات بتبقى صعبه واوقات بتبقى كويسه "
"أثناء دراسة المجنى عليها ...كانت الظروف كويسه ؟"
"فى أول سنه كانت الظروف صعبه لانى كنت فى أخر سنه وكنت محتاجه مصاريف كتير وماما كانت بتشتغل فى مصنع وكانت تاخد فلوس بسيطه ...بعد كده انا أتخرجت واشتغلت وجت ماما تعبت فا غلبية الفلوس بنصرفها على العلاج ...الحمد لله مستوره "
"ملاحظتيش أى أنحراف فى سلوك أختك ؟"
"أيه !! "
"قصدى يعنى مصاريفها زادت ...كانت بتلبس ازاى ...كانت بتتأخر برا البيت "
فهمت ريم المغزى من كلام خالد فحاولت أن تعرف هل يعلم بعدم عذريتها أم لا ...
"ممكن حضرتك تتكلم بوضوح أكتر "
"استاذه ريم ...الطب الشرعى اثبت أن أختك مش عذراء "
حاولت ريم أن تستجمع قواها وان تتماسك لم تعرف بماذا تجيبه ...
"أنا عارف أن الموضوع صعب ...وانك ممكن تكونى أتصدمتى ...بس الحاجات دى مهمه ولازم نعرف أجابتها "
تنظر ريم ألى خالد وتقول له ...
"أنا مش فاهمه حاجه ومش فاهمه حضرتك بتسألنى الاسئله دى ليه ؟"
بدأ خالد بقص القصه التى رواها مازن له على ريم ...فاخذت ريم تنتبه لما يقوله خالد ....
"ومش هى لواحدها ...جثة صاحبتها كمان الطب الشرعى أكد انها مش عذراء ...واضح أنهم كانوا شبكه والقاتل بيحاول يتخلص منهم لسبب معين انا معرفش ايه هو "
صمتت ريم من صدمة ما سمعته فهى كانت تظن أن أختها تم الغدر بها ...ولكن كانت تعمل فى شبكه للدعاره فهذا من رابع المستحيلات ....نظرت الى خالد مره أخرى وطلبت منه الاستأذان ...فسمح لها خالد مقدر حالتها النفسيه بعد الكلام الذى سمعته ...وعندما أقتربت من الباب نادى عليها...
"استاذه ريم "
"نعم ؟"
"مازن قالى أنك أخدت صورة المجنى عليها التانيه وانك هتحاولى توصلى لحد من أهلها ...أتمنى أول ما توصلى ل أهلها تبلغينا علطول "
"أن شاء الله "
قالتها ريم ثم خرجت مسرعه .... خرجت من القسم سارت فى الشارع المجاور للقسم ...لم تكن تدرى ولا تشعر بالعالم من حولها ....تسأل نفسها وتحاول أن تجد أجابه تريحها ...هل كانت ريم تعمل حقا بالدعاره أم أن شخصا ما خدعها ....لم تكن ترى الطريق امامها ...لا تستطيع أن تخطوا خطوه أخرى ...ولا تستطيع أن تفتح عينيها ...لا تعلم مالذى يحدث اليها ...وفجأه لم تعد تشعر بأى شئ
**************
يجلس حاتم فى مكتبه ويحاول الاتصال ب صديقه أسلام ولكنه لا يجيب ....يحاول الاتصال ب رامى ....فيجيبه رامى ...
"الوو ...أيوه يارامى ...لا مقولتلوش ...مش عارف أوصله ....بتصل بيه على موبايله وتليفون البيت ومش بيرد .... هنروحله البيت مفيش حل تانى ...هخلص كمان 10 دقايق ...خلاص استنانى كمان نص ساعه قدام العماره اللى ساكن فيها ...مش هتاخر ....مع السلامه "
نظر حاتم الى الصوره الموجوده على مكتبه والتى تجمع بينه وبين رامى واسلام ...فبرغم ماحدث وبرغم هذا الفراق ولكنه مازال يشتاق اليهم ...
"اللقا نصيب ....واحنا لينا نصيب نتجمع تانى "
بعد نصف ساعه يصل حاتم أمام عمارة أسلام فيجد رامى يجلس فى سيارته ...ينزل كل منهما من سيارته ويقترب من الاخر .... يقترب حاتم من رامى ويحاول أن يسلم عليه ويعانقه فيبتعد عنه رامى ويكتفى بالسلام عليه باليد فقط ...فيحاول حاتم أن يتدارك الموقف ويقول ل رامى ...
"بقالنا كتير ماتقابلناش "
"كده أحسن ...شيماء مقالتلكش عايزانا فى ايه ؟"
"ماقالتش ..كل اللى قالته اننا لازم نتجمع والا هنروح فى ستين داهيه ونبهت عليا أنكوا لازم تحضروا ..."
"هنتجمع تانى ...مش كفايه الى حصل "
"هنروح نشوف حصل أيه ونرجع مش هنخسر حاجه "
"شيماء دى ميجيش من وراها الا الشر "
"دلوقتى بقت كده ...مش دى شيماء اللى كنت بتتحايل عليا عشان اعرفك عليها "
"كنت غلطان ...بقولك ايه ...يلا نشوف الحيوان ده راح فين هو كمان وكفايه كلام عن اللى فات "
"عندك حق "
دخل كل منهما ألى مدخل العماره ...فوجدوا رجل عجوز يجلس على كرسى فى مدخل العماره فقاموا بالقاء السلام عليه وصعدوا الى شقة أسلام على السلم نظرا لتعطل المصعد ......
أمام شقة أسلام يقف كل منهم أحدهما يضغط زر الجرس والاخر يطرق على الباب وينادى على اسلام ...برغم ذلك لم يأتيهم أى رد من الداخل ...فنظر حاتم ألى رامى وقال له ..
"يمكن يكون سافر ل أبوه وأمه فى السعوديه "
"وتليفونه بيرن أزاى ....ممكن يكون نايم "
"نايم من أمبارح ؟ "
"بقولك ايه ...أنزل اسأل البواب عليه وانا هخبط عليه تانى "
"ماشى "
استمر رامى فى الطرق على الباب بينما نزل حاتم ليسأل البواب ...بعد 5 دقائق يعود حاتم والقلق يظهر على وجهه ..
"فى ايه ؟ ..البواب قالك ايه ؟"
"قالى أن أخر مره شافه فيها كانت من يومين ....وكان معاه واحده ...وبعدها ما شافوش تانى ....وبيقول أنه خبط عليه كتير عشان ياخد منه فلوس تصليح الاسانسير بس مفيش حد بيرد ..."
"أنا بدأت اقلق ...هيكون راح فين "
"أنا خايف يكون أتقتل "
"أيه ؟ ...أتقتل ؟ "
"شيماء قالتلى ان مها لقيوها مقتوله فى الشارع وان فى واحد بيهدد شاديه بالقتل ..مش هى لوحدها ...بيهددها انه هيقتلنا كلنا "
"أنت بتقول ايه ؟.....واحد مين وبيعمل فينا كده ليه ؟"
"معرفش "
"ومقولتش ليه "
"هو انا بشوفك عشان أقولك وبعدين شيماء قالتلى أنه ممكن يكون حد بيعاكس وبيعمل كده "
"بيعاكس هيهدد بالقتل ؟ ....بقولك أيه أكسر معايا الباب ده "
"أنت بتقول ايه "
"بقولك اكسر الباب "
تراجع كل من حاتم ورامى الى الخلف ثم أقتربوا من الباب بسرعه وقاموا بدفعه فلم يفتح ...فقاموا بتكرارها أكثر من مره ....وفى أخر مره فتح الباب وسقطوا على الارض ...نهض كل منهم وهو لا يرى شيئا ....فقد كانت الشقه مظلمه ....سار كل منهم محاولا الوصول ل مفتاح الكهرباء ..فيتعثر حاتم وهو يسير فيسقط على الارض..فيقول ل رامى .....
"ايه المايه اللى انا وقعت فيها دى "
فى نفس الوقت يرفع رامى مفتاح الكهرباء لتضئ جميع المصابيح الموجود بالشقه ....فينظر حاتم الى يديه فيجدها هى وملابسه ملطخه بالدماع فيصرخ ...فينظر رامى بسرعه الى حاتم وما يوجد خلفه ...وكل منهما يتراجع الى الخلف فى صمت
***********
تستيقظ ريم لتجد نفسها نائمه على سرير فى أحدى المستشفيات ويجلس بجانبها مازن ....
"حمد لله على السلامه "
"الله يسلمك ...ايه اللى حصل ...انا جيت هنا أزاى "
"مفيش خرجت من القسم وان ماشى بعربيتى لقيتك واقعه على الارض ...أخدتك على المستشفى ...الدكتور طمنى عليكى ... وقالى انك كويسه ...ضغطك نزل فجأه عشان كده أغمى عليكى ...حمدلله على السلامه مره تانيه "
"انا عايزه اخرج من هنا ...انا مبحبش المستشفيات "
"الدكتور قال انك ممكن تخرجى بعد المحلول ما يخلص "
"شنطتى فين "
"متقلقيش شنطتك أهى ...متخافيش متسرقتش "
تذكرت ريم ما حدث فى القسم قبل أن يغمى عليها ....فكرت أنها لابد وان تعرف هل ما سمعته حقيقى أم لا ...هل أختها مظلومه أم ظالمه ....شريفه وتم خداعها أم كان ذلك بكامل أرادتها ....نظرت الى مازن ...فقال مازن اليها ...
"فى حاجه ...لو عايزه اى حاجه قوليلى "
"خالد بيه قالى على كل حاجه "
"أنا أسف ...مقدرتش أقولك لانى كنت عارف أن الموضوع هيكون صعب عليكى "
"مش قادره اصدق أنى أختى تعمل كده ...انا حاسه أنها مظلومه وان فيه حد ضحك عليها "
"لازم يكون ف دليل عشان نقدر نثبت انه اتضحك عليها وانها مكنتش بتشتغل بالدعاره "
"فى شخص واحد هو اللى هيقدر يأكدلى الموضوع ده "
"مين !!!"
**************
حلوه اوووووووي :)
ردحذفشكرا يا أمانى :) :)
ردحذفتحفه بجد
ردحذفجميله اوى والله راائع ومتألق دايما يا استاذ احمد ..علياء
ردحذفجـامده .. ^^
ردحذف