الجمعة، 21 نوفمبر 2014

باقر البطون ....الحلقه 18



تجلس ريم فى غرفتها تفكر فيما حدث.....وتحدث نفسها متسائله ...هل حقا مازن هو من يفعل ذلك ....هو الجانى ؟ هو من قتل كل هؤلاء...أم هذه أوهام ...والجرح والدماء التى كانت على قميصه ما سببه؟ ...تشعر بأنها لم تعد قادر على التفكير....تريد أن تنام بعد هذا اليوم المتعب وقررت أن تقابل يوسف صباحا حتى تنفذ خطتها لتتأكد من أن كان مازن هو الفاعل أم لا  ....تذكرت يوسف الذى لم تعلم كيف دخل حياتها وتسلل إلى قلبها بهذه السرعه ....تستنكر مشاعرها له وترفض أن تحب شخصا لا تعرف عنه شيئا....ترفض أن تحب شخصا لا يحمل لها أى مشاعر ...وكل ما يربطها به هو القضيه والجرائم ....تحاول ان تواسى نفسها قائله ....من الممكن أن يكون يحمل نفس الشاعر لى ولكنه ينتظر الوقت المناسب ل يعلن لى عن حبه ....نظراته ...أبتسامته ...نبرة صوته ...كل هذه يشعرنى بما يحمله لى  ....ثم تعود وتقل لنفسها ....يجب أن ان أتأكد من مشاعره والا سوف أنسى ما أشعر به داخلى ...فا انا لن أستطيع ان اعيش إلم الحب من طرف واحد ....
                  *****************
فى غرفة تبديل الملابس تجلس شاديع على أحدى المقاد فى زوايا الغرفه وتنظر إلى شيماء التى تبدل ملابسها لتذهب إلى هذا الشخص المجهول وتقنعه بأنها شاديه....ساد الصمت قليلا ثم قالت شاديه ...
"شيماء ؟"
"نعم"
"بلاش تخرجة مع الراجل ده ....كفايه اللى أحنا فيه ...أن مش مطمنه للموضوع ده "
"مش مطمنه ليه ...يعنى هيعمل فيا أيه ...هيقتلنى ...طب ما أحنا كده كده هنتقتل "
"ليه بتقولى كده ...فى ايه يا شاديه ....انا مبقتش قادره أفهمك ...أوقات بحس انك قويه ومش بتخافى من أى حاجه حتى الموت ...واوقات بحس انك خايفه من كل حاجه وضعيفه ....واوقات بحس انك يائسه من الحياه وبتتمنى الموت "
"أنا كمان مش فاهمه نفسى ....انا محتاجه أنى أعمل أى حاجه تنسينى اللى بيحصل ...خلاص مش قادره أستحمل "
" فى ايه يا شيماء ....فى حاجه حصلت وانتى مخبيه عليا "
صمتت شيماء ولا تعرف بماذا تجيبها ....لتكرر شاديه سؤالها
"حصل ايه يا شيماء ؟"
"مفيش حاجه "
 تقول شيماء هذه الجمله بعدما انتهت من تغير ملابسها وبدأت فى وضع بعض مساحيق التجميل على وجهها عسى أن تخفى هذه المساحيق الحزن الظاهر على وجهها.... بينما ساد صمت لفتره قليله تتسلل دمعه من عيني شيماء رغما عنها ..تنهض شاديه وتقترب منها بعدما رأتها وهى تحاول ان تخفى دموعها ....ربتت على كتفها واخذتها على صدرها فانفجرتشيماء فى البكاء بطريقه لم تراها شاديه من قبل ....
"فى ايه ...ايه اللى حصل ...مالك يا شيماء....حصل حاجه لما خرجتى الصبح ؟ ...طب حصل حاجه منى زعلتك ؟...."
لم تستطع شاديه ان تتماسك بعدما رأت شيماء تبكى بهذه الطريقه فأخذت تشاركها البكاء برغم أنها لم تعلم سبب ... ظلت كل منهما تبكى حتى شعرا ببعض الارتياح الناتج عن تفريغ الشحنات فى البكاء ....حاولت شاديه ان تعرف ما حدث ولماذا بكت شيماء بهذه الطريقه ولكن شيماء لم تبوح لها بشئ....فهى لا تريد ان تحزنها أكثر بمعرفتها ما حدث ل رامى وحاتم ...ولكنشايده مازالت مصره أن تعر ما حدث وما سبب هذا البكاء ....
"أنا مش هسيبك تخرجى الا لما تقوليلى أيه اللى حصل "
قالت شاديه هذه الجمله بينما أبتعدت شيماء عنها لتكمل وضع المساحيق وتحول أخفاء اثار البكاء والحزن عن وجهها ...
"الظاهر أن مفيش مفر وان الدور علينا "
قالت شيماء هذه الجمله بعد أن أصرت شاديه على معرفة الحقيقه ...
"قصدك أيه ؟"
"قصدى أنك لازم تبقى مستعده لاى حاجه ممكن تحصل لنا فى الايام الجايه "
"شيماء ...أنا بدأت أخاف من كلامك ...أنتى تعرفى أيه أنا معرفوش ؟"
بعد أن أنهت شيماء رسم وجهها بدأت وضع أدوات التجميل فى حقيبتها وأخدت هاتفها لتضعه فى الحقيبه ... بينما شاديه لم تعد تستطيع الانتظار وتريد ان تعرف كل شئ ....
"شيماء ...."
"حاتم ورامى ماتوا "
"...........!!!!!"
"عملوا حادثه بالعربيه وماتوا....مبقاش فاضل غيرنا ....أنا وانتى بس "
"أنتى بتقولى أيه...ماتوا ؟"
وكعادة شاديه بدأت مره أخرى فى البكاء وهى تحاول أستيعاب ما حدث وتحاول ان تعرف من شيماء تفاصيل ما حدث ...كانت شيماء بحاجه للتحدث مع أحد وبرغم انها كانت لا تريد ان تقول ل شاديه الا ان أصرارها على معرفة الحقيقه هو ما دفعها لقول كل ما حدث ....بدأت شيماء فى قص كل ما حدث وكل عرفته بخصوص رامى وحاتم ....كانت شاديه تستمع اليها والدموع تسيل من عيناها ....
"هو ده كل اللى حصل ...يعنى القاتل لو بينتقم يبقى مش فاضل قدامه غيرى انا وانتى بس "
قالت شيماء هذة الكلمات وهى تقترب من باب الغرفه .... لترد شاديه عليها ...
"واحنا هنعمل ايه ؟"
"ولا حاجه ....هنعيش حياتنا بشكل طبيعى ...لحد القاتل ما يقرر مصيرنا "
تنظر شاديه إلى شيماء وهى لا تصدق ما تقوله ولا تستوعب أستسلامها لما يحدث ....لم تكن شيماء بهذه السلبيه من قبل ...ماذا حدث لها ؟ .... وضعت شيماء يدها على مقبض الباب وهى تقول .....
"انا لازم أمشى عشان ما أتاخرش .... "
لم تجيب شاديه...ففتحت شيماء الباب وخرجت وتركت شاديه فى صدمتها ....ولتحاول هى ان تتجاوز ما حدث وما سوف يحدث معهم ...
                *******************
فى غرفه مظلمه يجلس مازن يفكر فيما سوف يحدث له اذا علم الجميع بما حدث ....أذا علم الجميع ما فعله ....يحدث نفسه قائلا ...لن يشعر أحد بما شعرت به ....لن يستطيعوا معرفة ما حدث لى بعد معرفة الحقيقه ....لن يشعر القاضى بما شعرت به عندما فعلت ما فعلته ....لن يضع نفسه مكانى ولو للحظه واحده ....ما حدث لم يكن بأرادتى ولكن دافع الانتقام هو ما فعل بى هكذا ...لم أستطيع التحكم بنفسى ...اى شخص كان سيتصرف مثلما تصرفت أنا ...انا فعلت الشئ الطبيعى ....ولكن القانون لا ياخذ بالاحاسيس والمشاعر ولكنه يأخذ بالادله والبراهين .... ولن يلتمسوا أى عذر لرجل تمت خيانته  ....رجل أراد الانتقام لما حدث .... ظل يفكر قليلا ثم نهض من مقعده وهو يحدث نفسه ....لن أجلس حتى يأتوا للقبض علي ....لا أستطيع ان أنتظر حكما بالاعدام ....لن أطيق السجن يوما واحدا ....لا يوجد حل أخر سوى الهروب ...نعم انه الحل الوحيد ...لن أنتظرهم ...سوف أسافر إلى أى بلد ...سوف أضيعبين الناس لن أجعل يشعر بوجودى ...ساعيش فى هذه الدنيا مثل الاشباح لن يرانى أحد ولن أتعامل مع أحد ...سوف أكمل حياتى بطريقتى ...كان مازن يحدث نفسه بهذه الكلمات وهو يخرج ملابسه من الخزانه ويضعها فى الحقيبه الكبيره الموضوعه على فراشه بدما أشعل الاضاءه الخافته الموجوده بجانب فراشه ...
              *********************
يجلس خالد فى منزله ...سماعة الهاتف على أذنه وعلى الطرف الاخر يوجد مدحت يتحدث معه فى الهاتف ...
"أهدى بس وقولى ايه اللى حصل بالظبط "
"مش قادر أتكلم دلوقتى ....لما اشوف بكره الصبح هبقى أقولك ايه اللى حصل ...أنا دماغى خلاص هينفجر من التفكير"
"خلاص أهدى ...نام وبكره نتكلم "
"ماشى ...تصبح على خير "
"وانت من أهله "
وضع خالد السماعه واخذ يتذكر ما حدث معه بعدما ذهبت ريم لأخذ العينه ....وخرج هو بعد أن كانت القوه تنتظر بالخارج لمداهمة منزل الدكتور جلال ...جلال الشربينى
...فلاش باك...
يقف خالد أمام شقة جلال  يقف خلفه جمع من العساكر والمخبرين ومنهم المخبر سعد ....طرقات مستمره على الباب ...لا أحد يجيب ن الداخل...تستمر الطرقات...ولا يجيب أحد ...يأمر خالد بكسر الباب ...فيسمع صوت ياتى من الداخل ...
"مين اللى بيخبط بالشكل ده ؟"
ليرد خالد عليه ....
"أفتح يا أستاذ جلال "
بعد لحظات يُفتح الباب ويظهر جلال من خلفه وهو يرتدى ملابس منزليه ...فيقول فور رؤيته ل خالد والعساكر من حوله ....
"خالد بيه !! ...خير ايه اللى حصل "
"جاتلنا أخبار أن فى خطر على حياتك ...ف ..فا جينا نأمن المكان "
"خطر!! ...خطر أيه ؟ ...وعرفتوا أزاى ....هو القاتل شاف مرسال غيرى ولا ايه ؟"
لم يعرف خالد بماذا يجيب...بماذا يكمل كذباته ....لم يجد ألا جمله واحده تقال فى مثل هذه المواقف ....
"للأسف يا أستاذ جلال مينفعش أقولك عرفنا منين ...دى حاجات سريه "
لكن جلال لم يكف عن طرح الاسئله وكان عقله سار يعمل بشكل جيد الان ....
"وليه كل العساكر دول "
قال جلال هذه الجمله وهو ينظر اليهم وهم يبحثوا فى جميع الغرف ....واستكمل كلامه قائلا ....
"ممكن اعرفوا هم بيعملوا أيه بالظبط "
"زى ما قولتلك يا استاذ جلال ...بيأمنوا المكان ...عشان القاتل ميقدرش يعملك حاجه "
"هو أنت مش قولتلى أن القاتل مش هيلمسنى طول ما هو مستفيد من وجودى وانى بعمل اللى هو عايزه ؟"
"لازم نعمل احطياتاتنا ....مانضمش القاتل بيفكر أزاى ؟...أهم حاجه عندنا هى أننا نحافظ على أرواحكوا"
"طبعا ...طبعا "
قال جلال هذه الكلمه وهو ينظر اليهم وهم يخرجوا من غرفه ويدخلوا الاخرى ثم يبحثوا فى كل مكان بالشقه ...ثم خرجوا جميعا ووقفوا أمامهم .... ثم تكلم سعد بشئ من الحرص ...
"تمام يافندم "
ليجيبه خالد ...
"لقيتوا حاجه ؟"
"لا يافندم ....كل حاجه تمام ...ونفذنا كل اللى قولت عليه "
ينظر خالد إلى جلال ويقول له ....
"أستاذ جلال ...أحنا أسفين ل أزعاجك ....عايزين حضرتك تطمن خالص ...أن هسيب أتنين عساكر على باب العماره عشان حضرتك تطمن "
"مفيش لزوم يا خالد بيه ...كفايه المخبر اللى ورايا "
نظر له خالد دون أن يجيب ....ثم خرج وخرجت خلفه القوه ...بعد خروجهم ...وقف خالد ونظر ل سعد ....
"عملت اللى قولتلكوا عليه ؟"
"كله تمام يافندم ....حضرتك هتقدر تسمع كل كلمه بيقولها "
"ما شوفتوش أى حاجه غريبه فى الشقه ...أى حاجه "
أجابه الجميع بالنفى ....ليكمل خالد كلامه بصوت منخفض وكأنه يحدث نفسه ....
"الراجل ده عارف حاجه ومخبيها ...لازم أعرفها "
أمر خالد القوه بالرجوع إلى القس مره أخرى بينما أتجه هو إلى منزله ...وهو يفكر فيما سوف يفعله
 نهض خالد بعد مكالمته واقترب من الحمام ليأخذ حمامً دافئ قبل أن ينام عسى أن يريحه قليلا...
                    *******************
بعد أن بدلت شاديه ملابسها بعد خروج شيماء .....أخذت حقيبتها وخرجت بعدما أتت زميلتها لتبدأ فترة العمل الليليه ...كانت شاديه تسير فى طريقها للخروج من الفندق بينما كانت تفكر فيما سوف يحدث لهم .....تخشى أن يكون القاتل فى أنتظارها بالخارج ....ماذا سوف يفعل أخواتها وأمها من بعدها ....هل ستتركهم ..لن تراهم بعد ذلك ...مشاعر متضاربه من الخوف من المستقبل والحزن والندم على الماضى ...لا تعرف كيف ستكمل حياتها وهى تحمل هذا الذنب على عاتقها ....وقفت امام الفندق تنتظر سياره أجره ...أقتربت منها سيارة أجرة بعد قليل فصعدت إليه بسرعه وظلت تنظر للسائق نظرات متكرره....لم تعد تثق بأحد ولم تعد تشعر بألامان .....شردت قليلا وتذكرت صلاح وعرض العمل الذى عرضه عليها ...تذكرت كلامه بأنه لا يعرف هذا الزبون المجهول ...ولم يقابله من قبل ....تذكر كل الحوار الذى دار بينها وبين صلاح وشيماء ...وتذكرت القاتل ...جالت بخاطره بعض الافكار التى توحى بان القاتل أراد أستدراجها لقتلها ....وبينما كانت ستساق إلى قدرها المحتوم تدخلت شيماء لتستعجل قدرها وذهبت بدلا منها .....حاولت ان تفكر فى شيئاً أخر ولكن هذه الفكره ظلت مسيطره على عقلها بدأ الشك يراودها ...وبدأ الخوف على شيماء يتسلل إلى قلبها ...أرادت أنها هذا القلق بالاتصال ب شيماء لتطمئن عليها ...فاذا أجابت فأنها بخير وأن لم تجيب فهى حتماً مقتوله .... أخرجت هاتفها من حقيبتها بسرعه وبدأت الاتصال ب شيماء .... ظلت تنتظر أن تجيبها ولكنها لم تسمع رداً ....أنتهى الاتصال ولم تجيب ...زاد القلق والخوف ...قررت الاتصال مره اخرى ومع كل صوت يأتى من الطرف الاخر يزاداد قلقها وخوفها وتبدأ فى الاقتناع بنظريتها التى جالت بخاطرها منذ قليل ....
"أفتحى يا شيماء ...ياترى أيه اللى حصل بالظبط  "
وقبل أن ينتهى الاتصال سمعت صوت ياتيها من الطرف الاخر ....
"الو "
"الو...شيماء سمعانى "
"أيوه سمعاكى ...فى ايه ؟"
"أنتى كويسه ؟"
"أه كويسه ...فى حاجه حصلت ؟"
"لا ...أنا كنت بتصل أطمن عليكى ولما ماردتيش قلقت "
"ما تقلقيش ..أنا كويسه ...هخلص وارجع علطول ..خلى بالك من نفسك "
"وانتى كمان..... "
"سلام "
"أستنى .....قفلت "
أنهت شاديه المكالمه وأطمئنت قليلا بعد سماع صوت شيماء ولكنها ستظل تشعر بالخوف حتى تعود شيماء من هذه المهمه .....حاولت تشتيت تفكيرها فحدثت نفسها قليلا...
"بكره الصبح لازم أبعت الفلوس ل ماما ....أكيد محتاجاهم ...أنا أتأخرت عليهم أوى الشهر ده "
فتسمح صوت سائق السياره ....
"بتقولى حاجه يا أنسه ؟"
"هاا ...لالا..."
صمتت شاديه وبدات تنظر إلى الخارج من نافذة السياره
                *********************
فى صباح اليوم التالى كانت ريم تنتظر يوسف أمام الجريده ....وعد مرور نصف ساعه رأته يدخل باب الجريده ولكنه لم يراها .....سارت خلفه مسرعه وهى تنادى عليه ..
"يوسف "
لم ينتبه وظل يسير فى طريقه إلى المصعد ...ولكنها نادت عليه مره أخرى بعد ان أقتربت منه ....
"أستاذ يوسف ..."
التفت أليها يوسف قبل أن يصل إلى المصعد وتفاجأ من رؤيتها فى هذا الوقت فى الجريده ...
"ريم ...خير فى أيه ؟"
"مالك فى ايه ...أهدى ...أحنا مش كنا متفقين نتقابل الصبح "
"ايوه ....أنا كنت هطلع اشوف الشغل وكنت هتصل بيكى عشان نتقابل "
"أنا بقى قولت أوفر عليك المكامه وأجيلك بنفسى "
"أهلا بيكى "
"وبصراحه فى موضوع مهم كنت عايزه أقولك عليه "
"موضوع ايه ....تعالى نتكلم فوق "
فتح باب المصعد فدخلت ريم ثم دخل هو خلفها واغلق الباب ....بعد أن وصلوا للطابق الثانى سار يوسف وسارت ريم خلفه تنظر اليه ...رأت شخصا يقترب من يوسف ثم قال له ....
"صباح الخير يا أستاذ يوسف "
"صباح الخير ياعم عبده ...بقولك ايه ...عايز أتنين قهوه مظبوط من أيديك الحلوه دى "
"من عنيا الاتنين "
أختفى هذا الرجل بعد لحظات وظلت تسير خلف يوف حتى وصل إلى مكتبه فجلس عليه وطلب منه الجوس ....
"معلش بقى المكتب على أده "
"بالعكس المكتب حلو أوى ....أمبارح كنت بكلمك وانا بعل تحليل عشان يعرفوا الدم اللى على هدوم ميار دمى ولا لا ؟"
"والنتيجه طلعت ايه ؟"
"أكيد هطلع مش دمى ...تفتكر أنى ممكن أعمل حاجه زى دى ؟"
"أنا أسف ...ما اقصدش ...أنا قصدى يعنى ان اتحليل يثبتلهم أنهم غلطانين "
"كان  فى موضوع تانى كنت عايزه اقولك عليه ...بس أنت مكنتش فاضى "
"أمبارح ....أها ...كان ورايا شغل كتير "
"ربنا يقويك "
"المهم كنت عايزانى فى ايه ؟"
"كنت عايزه أقولك ......."
دخل الساعى وهو يحمل فنجانين من القهوه على صينيه صغيره ....
"أتفضل يا أستاذ يوسف ...أتفضلى يا أستاذه "
"تسلم أيدك "
"فى واحد جه الصبح وسابلك ملف فى ورق هنا يا أستاذ يوسف ...حطه فى أول درج "
"ملف!! ...أها ...ماشى ..شكره يا عم عبده "
دار هذا الحوار بين يوسف وعبده الساعى ...بينما كانت ريم تنظر اليهم ....أبتعد الساعى بينما فتح يوسف أحد أدراج المكتب واخرج ملف أبيض يوجد به بعض الاوراق ...
"أنتى عارف ملف أيه ده "
"ملف ايه ؟"
"ده فيه المعلومات اللى كنتى عايزه تعرفيها عن الرائد خالد وحبيبته "
"بجد !!...طب أٌقرا كده وقولى وصلنا لحاجه ولا لا "
فتح يوسف الملف وظلت عينيه تتحرك ولكن لم يظهر على وجهه اى تعابير تدل على الوصول ل شئ هام .....التعبير الوحيد الذى ظهر هو خيبة الامل ...
"ايه ...مكتوب ايه ؟"
لم يتكلم يوسف واعطى الملف ل ريم لتقرأه ....أخذت ريم الملف وبدأت فى القرأه وظره على وجهها نفس التعبير على وجه يوسف ...ثم بعد مرور 10 دائق وضعت الملف امامها ....وهى تقول ...
"أنا كنت حاسه أنه مش هو القاتل ...بس قولت يمكن يوصلنا لحاجه "
قالت ريم هذه الكلمات ليرد عليها يوسف ....
"والبنت اللى كان بيحبها ماتت فى حادثه من 15 سنه ....يعنى مها صحابها كانوا لسه أطفال ...اللى كان سايق العربيه أخد 3 سنين سجن "
"يعنى مفيش دافع عشان ينتقم ولا له علاقه بالللى بيحصل "
"على العموم أحنا لازم نشوف سكك تانيه ندور فيها ....لازم نوصل ل أى حاجه قبل ما حد تانى يتقتل ..."
"عندك حق "
"أنتى عملتى ايه مع شيماء وشاديه "
" ولا حاجه ...أنا عايزاك تساعدنى فى حاجه تانيه ...أنا حاسه أنها هتوصلنا للقاتل "
"حاجة ايه ...وأساعدك أزاى ؟"
"مش هينفع الكلام هنا ...اشرب قهوتك وتعالا نقعد فى مكان مفيش حد سمعنا فيه "
                ********************
استيقظت شاديه بعد أن رأت كاوبس مزعج ...شربت القليل من الماء ...وبعد ان رأت نور الشمس نهضت من فراشها بسرعها واتجهت إلى غرفة شيماء لتطمئن انها عادت ... ولكنها وجدت غرفتها كما هى ....فعلمت انها لم تعد منذ البارحه ....عادت لإلى غرفتها بسرعه ...اخذت تبحث عن هاتفها ....وجدته بجانب الوساده على الفراش ...أمسكته بسرعه واتصلت ب شيماء ....انتظرت ان تجيبها كما حدث بالامس ولكنها لم تجيب ...كررت المحاوله أكثر من مره ولكنها سمعت فى المره الاخيره .....
"الهاتف المطلوب مغلق او غير متاح حاليا "
شعرت بأن شئ سئ قد لحق بها ....وأنا ما كانت تفكر به بالامس تحقق ....ظل تتحرك فى الغرفه ذهابا وإيابا وهى تكرر الاتصال ولكنها تسمع نفس الرساله المزعجه ...لم تعد تعرف ماذا تفعل وكيف تطمئن انها بخير ....تذكرت صلاح ....أتصلت به فمن الممكن أن يكون يعرف شيئا عنها ...ولكنه لم يجيب هو الاخر ....
"الله ياخدك أنت كمان "
كررت الاتصال به مره أخرى وفى نهاية الاتصال سمعت صوت ناعس ياتيها من الطرف الاخر ...
"الو ...صلاح "
"صباح الخير يا سنيوره "
"شيماء كلمتك ؟"
"شيماء مين "
"صلاح فوق وركز معايا ...شيماء من ساعة ما خرجت بعد أنت ما مشيت ومرجعتش لحد دلوقتى ....."
"أزاى الكلام ده ...هى بتتأخر كده ولا أول مره "
"كانت بتتأخر بس أنا قلقانه عليها ....بقولك ايه أدينى عنوان الزبون ده وانا هروح أسأل عليها هناك "
"معرفوش "
"يعنى ايه ؟"
"معرفش الزبون ده ساكن فيها ....الاتفاق بينا كان عن طريق التليفون وبعتلى فلوسى كمان مع واحد أول مره اشوفه ...لكن الزبون نفسه معرفوش ولا شوفته ....كل اللى بينى وبينه تليفون "
"طب أبعتلى رقم تليفونه "
"حاضر يا سنيوره ....هدور عليه وابعتهولك فى رساله "
أنهت شاديه المكالمه وظلت تتحرك فى الغرفه وتدعى الله ان تطمئن عليها والا يصيبها مكروه ...بعد بضع دقائق أستقبل هاتفها رساله من صلاح برقم هاتف الزبون المجهول .... بأت شاديه فى الاتصال بالرقم ولكنها اصيب بخيبة أمل بعدما اتصلت وسمعت الرساله المزعجه ....
"الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح حاليا "
وبمرور الوقت ومحاولات اتصالها ب شيماء والبزن التى لم تحصل منها على نتيجة ....تأكدت ان شيماء حدث لها شيئاً ...بدأت دموعها تسيل من الخوف وقلة الحيله لم تعد تعرف ماذا تفعل أو لمن تذهب لكى يساعدها ....تشعر بالعجز ...خوفها عطل قدرة عقلها على التفكير ...لم تعد تعرف ماذا تفعل ....جلست على فراشها واستمرت فى البكاء
                   ****************
أقترب مدحت من مكتب خالد وسأل العسكرى الواقف امام مكتبه عن ه فأجابه انه بالدخل ...ففتح مدحت باب المكتب ودخل ...
"ايه يا خالد ...كنت فين ..سألت عليك الصبح أول ما جيت ...قالولى انك لسه ما جيتش ...مش عادتك يعنى تتأخر كده "
"كان فيه مشوار مم لازم أعمله قبل ما أجى "
"مشوار ايه ؟"
"روحت جامعة القاهره "
"روحت الجامعه ليه ...."
"سألت على الى أتقتلوا .....كل اللى عرفته انهم كانوا صحاب ولم سألت على أى حد يعرفهم وصلت ل بنت ...بنت أسمها هاجر فى السنه الاخير فى كلية الاداب ...بس للأسف قالولى بقالها كام يوم مابتحضرش ومقدرتش أخد معلومات عنها ...لازم أذن رسمى ..."
"وفيها أيه ...ما تاخد أذن رسمى وتعرف اللى أنت عايزه "
"بصراحه أنا مش عايز حد يعرف اللى بعمله وف الاخر موصلش لحاجه "
"ربنا معاك ....ماقولتليش ...أيه الل حصل أمبارح ...ايه اللى كان مضايقك ؟"
"بدأ خالد فى قص ما حدث بالامس على مدحت ...بينما مدحت دأ فى طرح الاسئله محاولا مساعدته ....
"يا مدحت بقولك ...أنا متأكد أن الراجل ده مخبى حاجه ...أو عارف حاجه عن اللى بيحصل "
"يابنى ما انت فتشت شقته وملقتش حاجه وحطيت أجهزه تصنت وبتقول أن التسجيلان مفيهاش اى حاجه مش طبيعيه "
"أنا عايز أعرف الرسايل بتوصله أزاى ....ماهو يا عفريت بيوصلوا الرسايل ...يا أما هو اللى بيكتبها ...."
"طب ما انتوا دورتوا فى الشقه لو هو اللى بيكتبها أكيد كنتوا هتلاقوا جهاز الكزمبيوتر اللى بيكتبها عليه وبيطبعها "
"أنا هتجنن ومش عارف اعمل ايه ... "
"اهدى بس ...وخليك وراه ...يمكن تسمع حاجه او يعمل حاجه ....وممكن النت اللى بتقول عليها دى توصلك لحاجه ...أو تكون تعرف حاجه مهمه "
"يارب يا مدحت ...أنا نفسى أخلص القضيه دى ....دى بقت كابوس بالنسبه لى "
"أن شاء الله هتخلصها وهتقبض على القاتل وتاخد ترقيه كمان "
قال مدحت هذه الجمله وهو يبتسم محاولا تغير حالة خالد النفسيه ...نظر له خالد وابتسم أبتسامه بسيطه ...
                    ***************
فى مكان مفتوح على النيل ...تجلس ريم وبجانبها يوسف .... بعد ان أنتهت ريم من قص ما تود فعله للحصول على عينة الدم من مازن ...ظل يوسف ينظر إليها فى دهشه ثم قال ...
"تفتكرى أن مازن هيصدق كلامك ده ؟"
"أكيد هيصدق ...لو هو اللى عملها هيحاول يتصرف بشكل طبيعى عشان مفيش حد يشك فيها وهيوافق على اى حاجه اقوله عليها ..."
"تفتكرى يكون بيعمل كده ليه ؟"
"مش عارفه ....بس الدم اللى كان على هدومه وارتباكه أول ما سألته عليه ....فى حاجت لازم أتاكد منها ولما نتأكد هو أكيد هيعترف بكل حاجه "
"تفتكرى انه يعترف بسهوله "
"لا طبعا مش بسهوله ...بس فى النهايه مش هيستحمل وهيقول كل حاجه "
"ده ظابط وعارف ايه اللى هيحصله ...يعنى مستحيل حد يجبره انه يقول حاجه "
"انا كل اللى خايفه منه ان يقرر يهرب قبل ما حد يكشفه "
"عشان كده احنا لازم ننفذ اللى انتى قولت عليه فى اسرع وقت "
قبل ان تكمل ريم كلامها تسمع صوتها هاتفها ....تخرجه من الحقيبه لتجد مكتوب على الشاشه "المنزل "...
"دى ماما ...بعد أذنك "
"أتفضلى "
أبتعدت ريم قليلا عن يوسف ....
"ايوه يا ماما ...خير يا حبيبتى ...أنتى كويسه ؟ ...طب طمنينى حصل حاجه ؟ ...حاضر ..جايه علطول ...مع السلامه "
عادت مره أخرى ل يوسف ووقفت امامه ...
"أنا لازم أمشى دلوقتى "
"خير فى حاجه ..."
"ماما عايزانى وبتقولى لازم أروح لها ضرورى "
"هى كويس "
"مش عارفه ...لازم أمشى "
"أبقى طمنينى "
"حاضر "
أبتعدت ريم عن يوسف ثم أستقت سياره أجرى واختفت عن أنظار يوسف ...
                      ****************
يجلس مازن فى غرفته وأمامه ورقه بيضاء ويمسك قلما فى يده ...بدأ فى الكتابه وبعد ان انتهى ...قام بطى الورقه ووضع القلم عليها ...وظل يفكر ويحدث نفسه ....أجازه ...هى الحل الامثل لكى استطيع أن أخرج من البلد دون أن يمنعنى أحد ...دون ان يشك أحد بى ....ولكن لابد ألا أذهب بها بنفسى ...والا لن يوافقوا عليها ...لابد من أقناع أبى بأن يذهب لتقديهما ....لكن لاد أن أقنعه ان هذه الاجازه ستريح أعصابى وتجعلنى أفكر بشكل صحيح وبعدها استطيع ان اعود لعملى مره أخرى ...لابد ان أقنعه بذلك ولا لن يذهب وان ذهب لن يستطيع أقناعهم ....أخذ مازن الورقه وفتح باب غرفتخ ليبحث عن والده ليعطيه أياها ...
                 ****************
وصلت ريم امام منزلها ...نزلت بسرعه من السياره بعد ان أعطت الحساب للسائق ...دخلت العماره بسرعه ...صعدت درجات السلم ثم أقتربت من باب الشقه ...فتحت حقيبتها تبحث عن المفتاح ...أخرجته ثم وضعته فى المزلاج وادارته ففتحت الباب ...وعندما دخلت سمعت صوت بكاء وصوت والدتها وهى تقول ...
"بس يا بنتى ...بطلى عياط ..."
أغلقت ريم باب الشقه ثم نادت على والدتها ....فاجابتها والدتها فعرفت انها تجلس فى غرفة استقبال الضيوف ...وعندما دخلت وجدت والدتها جالسه على احدى المقاعد وبجانبها فتاها تضع وجهها بين كفيها وتبكى ....
"فى أيه يا ماما "
عندما قالت ريم هذه الجمله فرفعت الفتاه رأسها...فنظرت ريم إليها فوجدتها شاديه ....فقالت ريم وهىتنظر اليها ...
"مالك؟ ...أيه اللى حصل ؟"
                     *******************  

الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

باقر البطون ....الحلقه 17



تسير فى أحدى الشوارع الجانبيه والدموع تسيل من عيناها .....بعد أن أخذت سياره أجره من الشركه التى كان يعمل بها حاتم حتى مكان قريب من المسجد الذى سترفع منه الجنازه ....تسير بخطوات بطيئه ومتردده تخطو خطوه للأمام وعشره للخلف ولكنها تريد ان تعرف كيف تم هذا.... كيف مات حاتم؟
وصلت أمام المسجد فوجدت الرجال يقفوا متراصين امام باب المسجد وبجوار المسجد توجد دار مناسبات صغيره يقام بها عزاء السيدات ....تقترب منها وتقف أمامها ...لا تعرف أتدخل وتعرف ما حدث له أم تعود فلن تستفيد شيئا بما ستعرفه ....نظرت اليها أحدى السيدات القريبه من باب الدخول فشعرت بالاحراج من وقوفها امام الباب بهذا الشكل ...أقتربت وقام بعزاء بعض السيدات ثم جلست على أقرب كرسى ....نظرت إلى اليمين واليسار فوجدت بعض السيدات الصمت يخيّم عليهم والبعض الاخر يتهامسن فييم بينهن .... كات شيماء تنظر اليها بينما دموعها تغرق عينيها ....اقتربت منها سيده تجلس بجانبها وربتت على ظهره ....
"ألبقاء لله يا بنتى ...الله يرحمه "
نظرت اليها شيماء دون ان تجيب ولكن دموعها تسيل كما هى ...فاكملت المرأه كلامها ....
"أهدى يا بنتى ...أدعيله .... أنتى تقريب له أيه ؟"
"انا ...انا زميلته فى الشغل "
قالتها شيماء بصوت باكى...
"ربنا يصبر كل اللى يعرفوه ....أتخطف فى عز شبابه...ربنا يصبر أهله وأهل صحبه "
"أهل صحبه ؟!! ..."
قالتها  شيملء مستفهمه ....لترد عليها المرأه الاخرى ...
"ما هو الله يرحمه مكنش فى العربيه لوحده "
"هو مين؟ ...ممكن تقوليلى ايه اللى صل بالظبط وحاتم مات أزاى ؟"
"أنتى متعرفيش أنه عمل حادثه بعربيته ومات هو وصحبه علطول ؟....أهله بيقولوا أنهم كانوا مسافرين وعملوا حادثه ....العربيه أنفجرت بيهم هم الاتنين ....ربنا يحفظ ولادنا يارب "
لم تعرف شيماء ماذا تفعل أو بماذا تفكر ...نظرت للمرأه مره أخرى وسألتها ....
"أسمه أيه صاحبه ؟"
"مش فاكره والله يا بنتى ....متهيئلى رامز ...رامى ...حاجه زى كده "
"رامى ؟!!!!!!! "
"أنتى تعرفيه يابنتى ؟"
لم تجيب شيماء على المرأه وخرجت مسرعه ...سارت فى الشارع لم تعرف إلى أين تذهب أو ماذا تفعل ...زاد بكائها لم تعد ترا أمامها من الدموع وقفت مكانها تلتقط أنفاسها وتحاول أن تتمالك نفسها ....
                       **************
ظل خالد ينظر إلى ريم منتظر رد بعدما طلب منها اخذه عينه منها لتحليلها ومطابقتها بالدم الموجود على ملابس ميار ... لاحظ خالد ان ميار تهمس بصوت غير مسموع وتقول شئ لم يتمكن من سماعه ....
"بتقولى حاجه "
أنتبهت ريم لصوت خالد فنظرت له....
"ها ....لا لا مابقولش حاجه "
"فى أى حاجه عايزه تقوليها قبل ما ننهى التحقيق ؟"
تنظر ريم إلى خالد وإلى الكاتب الذى يوجد بجانبه ...لا تعرف ماذا تقول ...أتقول ما تعرفه عن عن مازن...ولكنها تخشى ان يكون ما تفهمه خاطئ ....راجعت نفسها وقررت الا تقول شئ الا عندما تتأكد منها ....تجد ريم بعد سكوت طويل ...
"أنا شوفت ميار فى اليوم اللى أتقتلت فيه ؟"
"شوفتيها ؟! ..."
                 *******************
تقف شيماء مكانها.....تتمنى الهروب ولكنها لا تستطيع ....إلى أين ستذهب وتترك شاديه بمفردها ....تفكر قليلا وتسأل نفسها ...هل الهروب حل ؟ ....اهرب لمتى وإلى أين ....أين يمكن الهروب من القدر ....يقطع تفكير شيماء صوت هاتفها المحمول ...تخرجه من حقيبتها فتجد على الشاشه أسم شاديه ....لا تعرف أتجيب أم لا ....أتخبرها بما حدث أم تخفي عنها ...مع أستمرار صوت الهاتف تقرر أن تجب والا تخبرها بما حدث الا عندما تكون بجانبها حتى تقلل من ردة فعلها ....تأخذ نفس عميق وتحاول أن تبدو طبيعيه وكأن شاديه ستراها من خلال الهاتف ....
"الو ..أيوه يا شاديه ....أنتى فى الفندق دلوقتى ؟ ...هى الساعه كام ؟ ...4؟ ....أستاذ حسام سأل عليا كمان ؟ ...خلاص أنا جايه علطول ...مسافة السكه ..سلام "
تنظر شيماء يمينا ويساره عسى ان تجد سياره تنقلها إلى الفندق بسرعه ولكنها لم تجد ...فسارت فى أحدى الشوارع الضيقه بخطوات سريعه حتى وصلت إلى الشارع الرئيسى ...فوجدت سياره أجرى فصعدت ألأيها وأمرت سائقها أن يتوجه إلى الفندق بسرعه بعد أن أخبرته بالعنوان ...
               *******************
جلس مازن أمام والده ووالدته فى الانتريه ...ينظر إليه والديه فى انتظار أن يسمعا ما يريد أن يخبرهم به.....ينظران إلى بعضهما ثم ينظران إليه ثم يتكلم والده متسائلا ...
"خير يابنى فى ايه ...والدتك قالتلى انك عايزنا فى موضوع ؟"
يرد مازن بصوت متردد وكأنه يتكلم رغما عنه ....
"أيوه يا بابا ...فى قرار مهم عايز أخد رأيكوا فيه ؟"
لترد الام بلهفه لمرعفة القرار ....
"قرار ايه ؟"
نظر مازن إليهم وكأنه يشفق عليهم لما سيسمعونه منه ....ثم تكلم قائلا ....
"انا قررت انى أسيب الخدمه "
نظره والديه إلى بعضهما متعجبين ثم نظروا إليه ...وتكلم والده ...
"خدمة أيه يابنى اللى عايز تسيبها "
"قررت أقدم أستقالى يا بابا ....مش هقدر أكمل فى الشغل ده"
قالت الام وهى ترجوه ....
"ما تستعجلش يانى ...فكر كويس ...دى كانت أمنيتك انك تدخل كلية الشرطه "
ليرد مازن عليها ...
"أنا فكرت كويس يا ماما .....ده الحل الوحيد اللى لقيته عشان أقدر أكمل حياتى "
تنظر الام إلى والده عسى ان يقول شئ ....صمت الاب طويلا ثم تكلم .....
"انا عايز أعرف حاجه واحده بس ....ليه كل ده "
"ليه أيه يا بابا "
"ليه الحزن اللى انت فيه ده ....وعشان مين تضيع مستقبلك ....كون أنك كنت بحب واحده واتقتلت ده مش ذنبك "
"مش عايز أسمع حاجه "
"وكون انها مش محترمه ومقدرتش تحافظ على نفسها ده كمان مش ذنبك ....ولا ذنبنا أحنا كمان ..."
"قولت مش عايز أسمع حاجه ...حرام عليكوا ...أنتوا مش حاسين بيا ....أنا كل يوم بموت بسبب اللى حصل...حرام عليكوا بقى ...سيبونى أعمل اللى أنا عايزه ..."
يبكى مازن بصوت عالِ فتنهض والدته من مقعدها وتجلس بجانبها وتأخذه على صدره محاوله تهدئته .....
"بس يابنى ...متعملش فى نفسك كده ...أبوك بيتكلم لمصلحتك"
فيرد مازن وهو يبكى ...
"غصب عنى ...صدقونى غصب عنى "
لترد الام وهى تربت على كتفه ....
"عارفين يابنى انه غصب عنك ....بس أنت لازم تقاوم ...لازم تقف على رجليك ...لازم تكمل حياتك "
فيتكلم الاب قائلا ....
"سيبيه ...خليه يعمل الل هو عايزه ....بكره يندم على كل اللى بيعمله ده ....وف الاخر هيعرف انه ضيع مستقبله عشان خاطر حد ما يستهلش "
ينهض والده بعد قوله هذه الكلمات ويدخل غرفته ...بينما يظل مازن على صدره ام يبكى ويتذكر ما حدث له .....بسبب هذه المسماه .... "ميار"
                  ******************
"هو ده كل اللى حصل بينى وبينها وبعدها ركبت تاكسى ومشيت "
"معرفتيش كانت رايحه تقابل مين ؟"
"لا ...أحتمال تكون رايحه تقابل مازن "
"مازن!! "
"أنا بقول ممكن بس مش متأكده "
"يعنى أنتى شوفتيها وحاولت تاخدى منها المذكرات بس هى انكرت انها معاهاوهددتك بالفضيحه لو مبعدتيش عنها وبعدها سابتك ومشت "
"بالظبط هو ده اللى حصل "
"عندك حاجه تانيه عايز تظيفيها ؟"
"لا يا فندم "
"تقدرى تمضى على ؟أقوالكوالعسكرى مستنيكى على الباب هتروحى معاه وناخد العينه وبعدا حضرتك تقدرى تروّحى"
نهضت ريم واقتربت من الكاتب واخذت القلممنه لتطبع أسمها على أقوالها ثم أستأذنت وخرجت ....نظر اليها خالد حتى خرجت ثم رفع سماعة الهاتف وطلب رقمً داخليا ثم قال ...
"قولهم يجهزوا القوه عشان خارجين "
م نهضت وارتدى جاكيت البذله الخاص به وتم على سلاحه ثم خرج من المكتب ...
                **********************
يجلس يوسف على مكتبه فى الجريده يحاول ترتيب بعض الاوراقثم يسمع صوت جرس هاتف المكتب ...يرفع السماعه ليجيب ....
"الو...نعم ...حاضر ...جاى لحضرتك "
وضع يوسف سماعة الهاتف ثم زفر نفسا وقام مسرعا متجها إلى غرفة رئيسه فى العمل  ...يفتح الباب بعد ان طرق عليه ثلاث طرقات ....عندما رأه رئيسه طالب منه الاقتراب ...
"تعالا يا يوسف "
"خير يافندم ...فى حاجه حصلت "
يتكلم رئيسه بصوت خفيض ....
"أيه اللى انت بعتهولى ده"
"فى ايه يافندم الورق اللى بعتهولك فيه حاجه غلط "
"يوسف ...الكلام اللى انت كاتبهولى ده خطير جدا وممكن يودينا فى ستين داهيه لو طلع كذب ..."
"يافندم أحنا مش هننشر حاجه الا لما نتأكد ...أهم حاجه أنك تكون واثق فيا "
"المشكله ان اللى انت بتتهمه ده حد من الداخليه ودى تبقى مصيبه .... يافندم أنا وريم بنحاول نوصل للحقيقه سوا ...وانا بسجل كل اللى بيحصل وببعته لحضرتك "
"لازم تخلى بالك يا يوسف ...مش عايز حد يشم خبر عن الموضوع ده ...الموضوع ده لو طلع حقيقى وطلع فعلا ان ظابط فى الداخليه هو اللى بيقتل ..... مش هقولك الخبر ده هيعمل ايه وطبعا القضيه دى مفيش حد يعرف تفاصيلها غيرك وكل ده بفضل معرفتك ب ريم "
"يا فندم انا اللى يهمنى أن اقدم حاجه للعداله ونقدر نوصل للقاتل فعلا .... أنا عارف اننا مش هنقدر ننشر أى حاجه عن القضيه دلوقتى عشان ما نفضحش الداخليه وعشان الرأى العام ما يهجش عليهم ....انا مستغرب أزاى مش قادرين يوصولوا للقاتل ده لحد دلوقتى "
"الموضوع ده أحنا هنزله على أجزاء ...ده هيعمل نقله للجريده ...وليك انت كمان طبعا "
"يارب يافندم ...يارب "
"مره تانيه خلى بالك ...وعايزك تتأكدلى من المعلومات اللى انت بعتها دى "
"بكره الصبح يافندم هبعت لحضرتك كل المعلومات اللى حضرتك محتاجها "
"ربنا يوفقك ...لو أحتجت أى حاجه قولى "
"حاضر يافندم ...بعد أذن حضرتك "
"أتفضل "
نهض يوسف وخرج من غرفة رئيسه واخذ نفسها عميقا وابتسم ....اقترب من مكتبه فسمع صوت هاتفه المحمول فى أحد أداراج مكتبه ...أسرع قليلا ليلتقطه قبل تنتهى الرنه ....عد ان اخرجه كان مكتوب على الشاشه "أمى"...
"الو ....مساء الخير يا ماما ...يا حبيبتى اعمل ايه ...حاضر ...هعدى عليكى النهارده ....بابا!! ...لا مش عارف ...حاضر هبلغه ..حاضر يا ماما "
شعر يوسف بأهتزاز هاتفه فى يده دليل على وجود شخص أخر يتصل به ...فرفع هاتفه عن أذنه ليرى على الشاشه مكتوب "ريم "....
"سلام دلوقتى يا ماما ...عشان معايا ويتنج ...حاضر هعدى عليكى ...مع السلامه "
أغلق يوسف مع والدته...و بدأ مكالمته مع ريم ....
"الو ...أيوه يا ريم ...لا لسه ...بكره الصبح أن شاء الله هيكون عندى كل المعلومات اللى محتاجينها ....أنتى فى البيت ؟ ...بتعملى أيه عندك ...عينه دم ؟!! ...أنا مش فاهم حاجه ...لا مش هقدر أشوفك النهارده ....بكره الصبح نتقابل وتقوليلى على كل حاجه ...مش عايزه حاجه ...خلى بالك من نفسك ...مع السلامه "
أغلق يوسف هاتفه ثم جلس على مكتبه مره أخرى ...
                    ******************
بعد مرور بضع ساعات تقف شيماء فى الاستقبل بجانب شاديه ...لاحظت شاديه شرود شيماء فاقتربت منها ...
"مالك يا شيماء ؟"
"مفيش "
"فى حاجه حصلت ...مقولتليش ..قابلتى حاتم ورامى "
"ها ...أه ...كويسين "
"أومال مالك أنتى بقى ...أوعى تكونى زعلانه عشان أستاذ حسام خصملك نص يوم "
"أنا كنت عارفه أنه هيعمل كده ...دى العادى منه ...متقلقيش عليا انا كويسه "
نظرت شاديه فى أتجاه مدخل الفندق ثم أدرت وجهها وقالت ...
"وده ايه اللى جابه ده كمان "
لتنظر ريم وهى تسألها ...
"مين ؟"
"سى صلاح ...أكيد هيتكلم عن الشغل تانى "
"مساء الخير على أحلى بنات مصر"
قال صلاح هذه الجمله وهو ينظر اليهم ...لترد شاديه ...
"عايز ايه "
"عايزك فى شغل "
"بص ...مش هينفع الكلام هنا ...أستنانى جوه وانا جايه وراك"
سار صلاح فى أحدى الممرات متجهاً إلى غرفة الخدمات .....نظرت شيماء ل شاديه ....
"هتعملى ايه ؟"
"هشوفه عايز ايه الظبط مننا ....خلى بالك لحد ما أرجع "
أبتعدت شاديه عن شيماء لتسير خلف صلاح ....تصل إلى غرفة الخدمات فتفتحها وتدخل لتجد صلاح يجلس على أحد المقاعد ...
"خير يا صلاح "
"كل خير يا سنيوره ...مصلحه أنما أيه ...لوووز "
"انت مش كلمتنى قبل كده وقولتلك انى مش هشتغل تانى "
"يا شوشو ده طالبك بالاسم ...الظاهر حد من زباينك رشحك ليه "
"انا مليش دعوه بالكلام ده ....انا قولتلك انى مش هشتغل..حل عنى بقى ....وياريت ما تكلمنيش فى الشغل تانى "
"ليه كده بس يا سنيوره...حد يقول للخير لا "
"أنا يا صلاح ...كفايه بقى حرام عليك ...أنت مستخسر أن واحده تتوب ...حرام عليك يا أخى "
خرجت شايده بعد انا قالت تلك الكلمات لصلاح ...ليخرج خلفها صلاح محاولا أسترضاءها ....وصلت شاديه فسألتها شيماء ...
"كان عايزك فى شغل ؟"|
"بيقول واحد كالبنى بالاسم ...بس أنا قولتله مش خارجه مع حد "
أقترب منهم صلاح ونظر إلى شيماء ....
"قوليلها يا شوشو توافق ....ده باين عليك زبون جيبه مليان ....دى فرصه حرام تضيعها "
لترد شاديه ....
"بقولك ايه ...."
فتوقفها شيماء ....
"أستنى يا شاديه ....خلاص يا صلاح أنا هخرج بدالها "
"كان على عينى يا سنيوره ...لكنه طالبها بالاسم "
"يعنى لو رحت انا هيقول لا ؟"
"مش عارف ...."
"هو يعرف شيماء "
"ماعتقدش ...اللى حسيته ان حد من صحابه هو الى رشحها له "
"خلاص سيبنى انا أروح مكانها وبعدين بم انه ميعرفهاش هبقى أقوله أنى أسمى شاديه "
"خلاص بيكيفك يا سنيوره "
نظرت شيماء إلى شاديه ....
"خلاص أنا هروح "
                       ********************