تسير
فى أحدى الشوارع الجانبيه والدموع تسيل من عيناها .....بعد أن أخذت سياره أجره من
الشركه التى كان يعمل بها حاتم حتى مكان قريب من المسجد الذى سترفع منه الجنازه
....تسير بخطوات بطيئه ومتردده تخطو خطوه للأمام وعشره للخلف ولكنها تريد ان تعرف
كيف تم هذا.... كيف مات حاتم؟
وصلت
أمام المسجد فوجدت الرجال يقفوا متراصين امام باب المسجد وبجوار المسجد توجد دار
مناسبات صغيره يقام بها عزاء السيدات ....تقترب منها وتقف أمامها ...لا تعرف أتدخل
وتعرف ما حدث له أم تعود فلن تستفيد شيئا بما ستعرفه ....نظرت اليها أحدى السيدات
القريبه من باب الدخول فشعرت بالاحراج من وقوفها امام الباب بهذا الشكل ...أقتربت
وقام بعزاء بعض السيدات ثم جلست على أقرب كرسى ....نظرت إلى اليمين واليسار فوجدت
بعض السيدات الصمت يخيّم عليهم والبعض الاخر يتهامسن فييم بينهن .... كات شيماء
تنظر اليها بينما دموعها تغرق عينيها ....اقتربت منها سيده تجلس بجانبها وربتت على
ظهره ....
"ألبقاء
لله يا بنتى ...الله يرحمه "
نظرت
اليها شيماء دون ان تجيب ولكن دموعها تسيل كما هى ...فاكملت المرأه كلامها ....
"أهدى
يا بنتى ...أدعيله .... أنتى تقريب له أيه ؟"
"انا
...انا زميلته فى الشغل "
قالتها
شيماء بصوت باكى...
"ربنا
يصبر كل اللى يعرفوه ....أتخطف فى عز شبابه...ربنا يصبر أهله وأهل صحبه "
"أهل
صحبه ؟!! ..."
قالتها
شيملء مستفهمه ....لترد عليها المرأه
الاخرى ...
"ما
هو الله يرحمه مكنش فى العربيه لوحده "
"هو
مين؟ ...ممكن تقوليلى ايه اللى صل بالظبط وحاتم مات أزاى ؟"
"أنتى
متعرفيش أنه عمل حادثه بعربيته ومات هو وصحبه علطول ؟....أهله بيقولوا أنهم كانوا
مسافرين وعملوا حادثه ....العربيه أنفجرت بيهم هم الاتنين ....ربنا يحفظ ولادنا
يارب "
لم
تعرف شيماء ماذا تفعل أو بماذا تفكر ...نظرت للمرأه مره أخرى وسألتها ....
"أسمه
أيه صاحبه ؟"
"مش
فاكره والله يا بنتى ....متهيئلى رامز ...رامى ...حاجه زى كده "
"رامى
؟!!!!!!! "
"أنتى
تعرفيه يابنتى ؟"
لم
تجيب شيماء على المرأه وخرجت مسرعه ...سارت فى الشارع لم تعرف إلى أين تذهب أو
ماذا تفعل ...زاد بكائها لم تعد ترا أمامها من الدموع وقفت مكانها تلتقط أنفاسها
وتحاول أن تتمالك نفسها ....
**************
ظل
خالد ينظر إلى ريم منتظر رد بعدما طلب منها اخذه عينه منها لتحليلها ومطابقتها
بالدم الموجود على ملابس ميار ... لاحظ خالد ان ميار تهمس بصوت غير مسموع وتقول شئ
لم يتمكن من سماعه ....
"بتقولى
حاجه "
أنتبهت
ريم لصوت خالد فنظرت له....
"ها
....لا لا مابقولش حاجه "
"فى
أى حاجه عايزه تقوليها قبل ما ننهى التحقيق ؟"
تنظر
ريم إلى خالد وإلى الكاتب الذى يوجد بجانبه ...لا تعرف ماذا تقول ...أتقول ما
تعرفه عن عن مازن...ولكنها تخشى ان يكون ما تفهمه خاطئ ....راجعت نفسها وقررت الا
تقول شئ الا عندما تتأكد منها ....تجد ريم بعد سكوت طويل ...
"أنا
شوفت ميار فى اليوم اللى أتقتلت فيه ؟"
"شوفتيها
؟! ..."
*******************
تقف
شيماء مكانها.....تتمنى الهروب ولكنها لا تستطيع ....إلى أين ستذهب وتترك شاديه
بمفردها ....تفكر قليلا وتسأل نفسها ...هل الهروب حل ؟ ....اهرب لمتى وإلى أين
....أين يمكن الهروب من القدر ....يقطع تفكير شيماء صوت هاتفها المحمول ...تخرجه
من حقيبتها فتجد على الشاشه أسم شاديه ....لا تعرف أتجيب أم لا ....أتخبرها بما
حدث أم تخفي عنها ...مع أستمرار صوت الهاتف تقرر أن تجب والا تخبرها بما حدث الا
عندما تكون بجانبها حتى تقلل من ردة فعلها ....تأخذ نفس عميق وتحاول أن تبدو
طبيعيه وكأن شاديه ستراها من خلال الهاتف ....
"الو
..أيوه يا شاديه ....أنتى فى الفندق دلوقتى ؟ ...هى الساعه كام ؟ ...4؟ ....أستاذ
حسام سأل عليا كمان ؟ ...خلاص أنا جايه علطول ...مسافة السكه ..سلام "
تنظر
شيماء يمينا ويساره عسى ان تجد سياره تنقلها إلى الفندق بسرعه ولكنها لم تجد
...فسارت فى أحدى الشوارع الضيقه بخطوات سريعه حتى وصلت إلى الشارع الرئيسى
...فوجدت سياره أجرى فصعدت ألأيها وأمرت سائقها أن يتوجه إلى الفندق بسرعه بعد أن
أخبرته بالعنوان ...
*******************
جلس
مازن أمام والده ووالدته فى الانتريه ...ينظر إليه والديه فى انتظار أن يسمعا ما
يريد أن يخبرهم به.....ينظران إلى بعضهما ثم ينظران إليه ثم يتكلم والده متسائلا
...
"خير
يابنى فى ايه ...والدتك قالتلى انك عايزنا فى موضوع ؟"
يرد
مازن بصوت متردد وكأنه يتكلم رغما عنه ....
"أيوه
يا بابا ...فى قرار مهم عايز أخد رأيكوا فيه ؟"
لترد
الام بلهفه لمرعفة القرار ....
"قرار
ايه ؟"
نظر
مازن إليهم وكأنه يشفق عليهم لما سيسمعونه منه ....ثم تكلم قائلا ....
"انا
قررت انى أسيب الخدمه "
نظره
والديه إلى بعضهما متعجبين ثم نظروا إليه ...وتكلم والده ...
"خدمة
أيه يابنى اللى عايز تسيبها "
"قررت
أقدم أستقالى يا بابا ....مش هقدر أكمل فى الشغل ده"
قالت
الام وهى ترجوه ....
"ما
تستعجلش يانى ...فكر كويس ...دى كانت أمنيتك انك تدخل كلية الشرطه "
ليرد
مازن عليها ...
"أنا
فكرت كويس يا ماما .....ده الحل الوحيد اللى لقيته عشان أقدر أكمل حياتى "
تنظر
الام إلى والده عسى ان يقول شئ ....صمت الاب طويلا ثم تكلم .....
"انا
عايز أعرف حاجه واحده بس ....ليه كل ده "
"ليه
أيه يا بابا "
"ليه
الحزن اللى انت فيه ده ....وعشان مين تضيع مستقبلك ....كون أنك كنت بحب واحده
واتقتلت ده مش ذنبك "
"مش
عايز أسمع حاجه "
"وكون
انها مش محترمه ومقدرتش تحافظ على نفسها ده كمان مش ذنبك ....ولا ذنبنا أحنا كمان
..."
"قولت
مش عايز أسمع حاجه ...حرام عليكوا ...أنتوا مش حاسين بيا ....أنا كل يوم بموت بسبب
اللى حصل...حرام عليكوا بقى ...سيبونى أعمل اللى أنا عايزه ..."
يبكى
مازن بصوت عالِ فتنهض والدته من مقعدها وتجلس بجانبها وتأخذه على صدره محاوله
تهدئته .....
"بس
يابنى ...متعملش فى نفسك كده ...أبوك بيتكلم لمصلحتك"
فيرد
مازن وهو يبكى ...
"غصب
عنى ...صدقونى غصب عنى "
لترد
الام وهى تربت على كتفه ....
"عارفين
يابنى انه غصب عنك ....بس أنت لازم تقاوم ...لازم تقف على رجليك ...لازم تكمل
حياتك "
فيتكلم
الاب قائلا ....
"سيبيه
...خليه يعمل الل هو عايزه ....بكره يندم على كل اللى بيعمله ده ....وف الاخر
هيعرف انه ضيع مستقبله عشان خاطر حد ما يستهلش "
ينهض
والده بعد قوله هذه الكلمات ويدخل غرفته ...بينما يظل مازن على صدره ام يبكى
ويتذكر ما حدث له .....بسبب هذه المسماه .... "ميار"
******************
"هو
ده كل اللى حصل بينى وبينها وبعدها ركبت تاكسى ومشيت "
"معرفتيش
كانت رايحه تقابل مين ؟"
"لا
...أحتمال تكون رايحه تقابل مازن "
"مازن!!
"
"أنا
بقول ممكن بس مش متأكده "
"يعنى
أنتى شوفتيها وحاولت تاخدى منها المذكرات بس هى انكرت انها معاهاوهددتك بالفضيحه
لو مبعدتيش عنها وبعدها سابتك ومشت "
"بالظبط
هو ده اللى حصل "
"عندك
حاجه تانيه عايز تظيفيها ؟"
"لا
يا فندم "
"تقدرى
تمضى على ؟أقوالكوالعسكرى مستنيكى على الباب هتروحى معاه وناخد العينه وبعدا حضرتك
تقدرى تروّحى"
نهضت
ريم واقتربت من الكاتب واخذت القلممنه لتطبع أسمها على أقوالها ثم أستأذنت وخرجت
....نظر اليها خالد حتى خرجت ثم رفع سماعة الهاتف وطلب رقمً داخليا ثم قال ...
"قولهم
يجهزوا القوه عشان خارجين "
م
نهضت وارتدى جاكيت البذله الخاص به وتم على سلاحه ثم خرج من المكتب ...
**********************
يجلس
يوسف على مكتبه فى الجريده يحاول ترتيب بعض الاوراقثم يسمع صوت جرس هاتف المكتب
...يرفع السماعه ليجيب ....
"الو...نعم
...حاضر ...جاى لحضرتك "
وضع
يوسف سماعة الهاتف ثم زفر نفسا وقام مسرعا متجها إلى غرفة رئيسه فى العمل ...يفتح الباب بعد ان طرق عليه ثلاث طرقات
....عندما رأه رئيسه طالب منه الاقتراب ...
"تعالا
يا يوسف "
"خير
يافندم ...فى حاجه حصلت "
يتكلم
رئيسه بصوت خفيض ....
"أيه
اللى انت بعتهولى ده"
"فى
ايه يافندم الورق اللى بعتهولك فيه حاجه غلط "
"يوسف
...الكلام اللى انت كاتبهولى ده خطير جدا وممكن يودينا فى ستين داهيه لو طلع كذب
..."
"يافندم
أحنا مش هننشر حاجه الا لما نتأكد ...أهم حاجه أنك تكون واثق فيا "
"المشكله
ان اللى انت بتتهمه ده حد من الداخليه ودى تبقى مصيبه .... يافندم أنا وريم بنحاول
نوصل للحقيقه سوا ...وانا بسجل كل اللى بيحصل وببعته لحضرتك "
"لازم
تخلى بالك يا يوسف ...مش عايز حد يشم خبر عن الموضوع ده ...الموضوع ده لو طلع
حقيقى وطلع فعلا ان ظابط فى الداخليه هو اللى بيقتل ..... مش هقولك الخبر ده هيعمل
ايه وطبعا القضيه دى مفيش حد يعرف تفاصيلها غيرك وكل ده بفضل معرفتك ب ريم "
"يا
فندم انا اللى يهمنى أن اقدم حاجه للعداله ونقدر نوصل للقاتل فعلا .... أنا عارف
اننا مش هنقدر ننشر أى حاجه عن القضيه دلوقتى عشان ما نفضحش الداخليه وعشان الرأى
العام ما يهجش عليهم ....انا مستغرب أزاى مش قادرين يوصولوا للقاتل ده لحد دلوقتى
"
"الموضوع
ده أحنا هنزله على أجزاء ...ده هيعمل نقله للجريده ...وليك انت كمان طبعا "
"يارب
يافندم ...يارب "
"مره
تانيه خلى بالك ...وعايزك تتأكدلى من المعلومات اللى انت بعتها دى "
"بكره
الصبح يافندم هبعت لحضرتك كل المعلومات اللى حضرتك محتاجها "
"ربنا
يوفقك ...لو أحتجت أى حاجه قولى "
"حاضر
يافندم ...بعد أذن حضرتك "
"أتفضل
"
نهض
يوسف وخرج من غرفة رئيسه واخذ نفسها عميقا وابتسم ....اقترب من مكتبه فسمع صوت
هاتفه المحمول فى أحد أداراج مكتبه ...أسرع قليلا ليلتقطه قبل تنتهى الرنه ....عد
ان اخرجه كان مكتوب على الشاشه "أمى"...
"الو
....مساء الخير يا ماما ...يا حبيبتى اعمل ايه ...حاضر ...هعدى عليكى النهارده
....بابا!! ...لا مش عارف ...حاضر هبلغه ..حاضر يا ماما "
شعر
يوسف بأهتزاز هاتفه فى يده دليل على وجود شخص أخر يتصل به ...فرفع هاتفه عن أذنه
ليرى على الشاشه مكتوب "ريم "....
"سلام
دلوقتى يا ماما ...عشان معايا ويتنج ...حاضر هعدى عليكى ...مع السلامه "
أغلق
يوسف مع والدته...و بدأ مكالمته مع ريم ....
"الو
...أيوه يا ريم ...لا لسه ...بكره الصبح أن شاء الله هيكون عندى كل المعلومات اللى
محتاجينها ....أنتى فى البيت ؟ ...بتعملى أيه عندك ...عينه دم ؟!! ...أنا مش فاهم
حاجه ...لا مش هقدر أشوفك النهارده ....بكره الصبح نتقابل وتقوليلى على كل حاجه
...مش عايزه حاجه ...خلى بالك من نفسك ...مع السلامه "
أغلق
يوسف هاتفه ثم جلس على مكتبه مره أخرى ...
******************
بعد
مرور بضع ساعات تقف شيماء فى الاستقبل بجانب شاديه ...لاحظت شاديه شرود شيماء
فاقتربت منها ...
"مالك
يا شيماء ؟"
"مفيش
"
"فى
حاجه حصلت ...مقولتليش ..قابلتى حاتم ورامى "
"ها
...أه ...كويسين "
"أومال
مالك أنتى بقى ...أوعى تكونى زعلانه عشان أستاذ حسام خصملك نص يوم "
"أنا
كنت عارفه أنه هيعمل كده ...دى العادى منه ...متقلقيش عليا انا كويسه "
نظرت
شاديه فى أتجاه مدخل الفندق ثم أدرت وجهها وقالت ...
"وده
ايه اللى جابه ده كمان "
لتنظر
ريم وهى تسألها ...
"مين
؟"
"سى
صلاح ...أكيد هيتكلم عن الشغل تانى "
"مساء
الخير على أحلى بنات مصر"
قال
صلاح هذه الجمله وهو ينظر اليهم ...لترد شاديه ...
"عايز
ايه "
"عايزك
فى شغل "
"بص
...مش هينفع الكلام هنا ...أستنانى جوه وانا جايه وراك"
سار
صلاح فى أحدى الممرات متجهاً إلى غرفة الخدمات .....نظرت شيماء ل شاديه ....
"هتعملى
ايه ؟"
"هشوفه
عايز ايه الظبط مننا ....خلى بالك لحد ما أرجع "
أبتعدت
شاديه عن شيماء لتسير خلف صلاح ....تصل إلى غرفة الخدمات فتفتحها وتدخل لتجد صلاح
يجلس على أحد المقاعد ...
"خير
يا صلاح "
"كل
خير يا سنيوره ...مصلحه أنما أيه ...لوووز "
"انت
مش كلمتنى قبل كده وقولتلك انى مش هشتغل تانى "
"يا
شوشو ده طالبك بالاسم ...الظاهر حد من زباينك رشحك ليه "
"انا
مليش دعوه بالكلام ده ....انا قولتلك انى مش هشتغل..حل عنى بقى ....وياريت ما
تكلمنيش فى الشغل تانى "
"ليه
كده بس يا سنيوره...حد يقول للخير لا "
"أنا
يا صلاح ...كفايه بقى حرام عليك ...أنت مستخسر أن واحده تتوب ...حرام عليك يا أخى
"
خرجت
شايده بعد انا قالت تلك الكلمات لصلاح ...ليخرج خلفها صلاح محاولا أسترضاءها
....وصلت شاديه فسألتها شيماء ...
"كان
عايزك فى شغل ؟"|
"بيقول
واحد كالبنى بالاسم ...بس أنا قولتله مش خارجه مع حد "
أقترب
منهم صلاح ونظر إلى شيماء ....
"قوليلها
يا شوشو توافق ....ده باين عليك زبون جيبه مليان ....دى فرصه حرام تضيعها "
لترد
شاديه ....
"بقولك
ايه ...."
فتوقفها
شيماء ....
"أستنى
يا شاديه ....خلاص يا صلاح أنا هخرج بدالها "
"كان
على عينى يا سنيوره ...لكنه طالبها بالاسم "
"يعنى
لو رحت انا هيقول لا ؟"
"مش
عارف ...."
"هو
يعرف شيماء "
"ماعتقدش
...اللى حسيته ان حد من صحابه هو الى رشحها له "
"خلاص
سيبنى انا أروح مكانها وبعدين بم انه ميعرفهاش هبقى أقوله أنى أسمى شاديه "
"خلاص
بيكيفك يا سنيوره "
نظرت
شيماء إلى شاديه ....
"خلاص
أنا هروح "
********************
7lwaa awee bgd :D :D
ردحذف