الجمعة، 31 أكتوبر 2014

باقر البطون ....الحلقه 16



فى صباح اليوم التالى دخلت ريم مكتبها ....وضعت حقيبتها على المكتب وجلست على المقعد أمام المكتب ...ضغطت زرا يوجد أمامها لتأتى سكرتيرتها بعد لحظات ....
"صباح الخير يا أستاذه "
"صباح الخير ...حد سأل عليا ؟"
"لا يا أستاذه .... بس النهارده عندك جلسه الساعه 11 فى المحكمه "
"ياااه ...دا انا نسيت خالص ..... خلاص روحى أنتى "
صمتت ريم قليلا لتفكر ثم قالت ...
"لازم أكلم يوسف "
أخرجت هاتفها من حقيبتها وبدأت بالاتصال به ....
"الو ...صباح النور ....اها ...انا فى المكتب ....كنت عايزه أعرف وراك حاجه دلوقتى ...أصل أفتكرت أن عندى محكمه الساعه 11 وهتأخر شويه فلو ينفع نتقابل قبل المحكمه ...كويس أووى ...هنتقابل فين ...خلاص انا شويه وهخرج ...نتقابل هناك ...مع السلامه "
بعد أن انهت مكالمتها مع يوسف نظرت إلى الحقيبه وقالت ....
"انا مش عارفه هعمل ايه ...ولا هثبت الموضوع ده أزاى؟ ....يارب وفقنى أنى أوصل للقاتل فى اسرع وقت "
                        ****************
نهضت شاديه من الفراش واتجهت ناحية باب الغرفه وفتحته وخرجت متجهه إلى الحمام .....عندما مرت على غرفة شيماء سمعت صوتا يصدر من الداخل فاقتربت من غرفتها وفتحت الباب لتجد شيماء تبدل ملابسها ....
"أيه ده ...أنتى رايحه فين دلوقتى "
"مشوار مهم ...انا حاسه أنى هتجنن ما نمتش طول الليل "
"وانا كمان "
أنتهت شيماء من تبديل ملابسها وأمسكت حقيبتها وهاتفها المحمول التى وضعته هعلى أذنها بعد الاتصال بأحد ما ...
"بتكلمى مين ؟ ...ومشوار ايه اللى أنتى رأيحه ده "
"بعدين يا شاديه هقولك على كل حاجه "
"تانى ؟....تانى يا شيماء ...هتخبى عنى تانى "
"مش بخبى ولا حاجه ...انا بتصل ب حاتم من  أمبارح بالليل وتليفونه غير متاح ...انا قلقانه ...هروح أطمن عليه "
"أنتى قصدك أنه ممكن يكون حصله حاجه "
"مش عارفه ...انا مبقتش عارفه ايه اللى ممكن يحصل "
خرجت ريم من غرفتها وخرجت شاديه خلفها وهى تقول ...
"أبقى طمنينى "
"حاضر ...سلام "
"مع السلامه ...خلى بالك من نفسك ولو حصل حاجه كلمينى"
"حاضر "
خرجت شيماء من الشقه واغلقت شاديه الباب خلفها وعادت لتدخل الحمام ...وقفت قليلا تفكر وتحدث نفسها ....
"يا ترى اللى هعمله دى صح ولا غلط "
فكرت قليلا ثم أكملت كلامها ....
"مفيش حل تانى ....هو ده الحل الوحيد"
                    *******************
يجلس خالد فى مكتبه يفكر ثم يسمع طرقات على الباب ...
"أدخل "
قالها خالد وهو ينظر إلى الباب ....ليُفتح الباب ويدخل العسكرى ...
"تمام يافندم ...المخبر سعد بره وعايز يقابل سعادتك "
"خليه يدخل "
يخرج العسكرى ويدخل سعد ...
"تمام يا خالد باشا "
"خير يا سعد ...فى ايه ؟"
"راح النهارده السوق بدرى ووقف عند بياع السكاكين "
"وبعدين ؟"
"وقف يتكلم معاه ....كان واضح أن بياع السكاكين مخنوق منه ...المهم بعد ما مشى ...روحت لبياع السكاكين وعرفت منه حكاية الراجل ده "
"عرفت أيه "
"لما سألت بياع السكاكين عنه ...قالى أنه راجل مجنون بيجيله هنا كل فتره ويفضل يحكى له عن الجرايم اللى بتم عن طريق السكاكين اللى بيبعها وأنه هو السبب فى الجرايم دى لانه هو اللى بيبع السكاكين عشان يقتلوا بيها الناس ... "
"ماقلكش الراجل ده بيجيله من أمته "
"بيقول أول مره كنت من سنه أو أكتر ...بس فى البدايه كان بيسأله هو بيجيب السكاكين دى منين وفين أحسن مكان بيبع السكاكين ....بيقول أنه كان بيجاوبه لانه كان فاكر عاقل ...لكن بعد كده أكتشف أنه مجنون ودايما بيتكلم أن بيشوف جرايم وناس بتتقتل ...وف الفتره الاخيره بيقوله ..."
"بيقوله أيه ؟ ...أتكلم يا سعد "
"بيقوله أن فى واحد عايز يقتلنى ...وانه شافه وهو بيقتل عشان كده عايز يقتله "
"ماشى يا سعد روح أنت دلوقتى ...بس خليك مراقبه ولو عرفت أى حاجه بلغنى "
"تؤمر يا باشا "
خرج سعد من المكتب ....بينما شرد خالد قليلا ...كان يفكر فيما يفعله هذا الرجل ...لماذا يحاول أن يقنع الجميع بجنانه ....المجنونه لا يفعل مثل هذه الافعال ...المجنون دوما يشعر بأنه أعقل من أى أنسان أخر ....لماذا أختار بائع السكاكين ل يسأله ولماذا يسألأ عن أفضل أماكن بيع السكاكين ....حتما يوجد شئ ما خلف هذا الرجل ولابد لى أن اعرف ...من المحتمل ان يكون كل ما يقصه علينا حقيقه ....ثم حدث نفسه بصوت مسموع ...
"لازم أعرف الراجل ده يعرف أيه بالظبط وايه اللى بيحاول يعمله بالظبط "
                  *********************
يجلس يوسف يرشف قهوته فى أحدى الكافتيريات فى أنتظار قدوم ريم ....ينتظر بشغف ليعرف ماذا تريد أن تخبره ....ماذا حدث ولم يعلم به ...ولماذا لم تخبره فى الهاتف بالآمس ...هل الامر مهما لهذه الدرجه ....يقطع تفكيره رؤيته ل ريم تأتى من بعيد ....تقترب منه بينما ينظر ألأيها ويبتسم ....
"حمد لله على السلامه "
"الله يسلمك ...قاعد من بدرى "
"لا ... من شويه "
"فى حاجه مهمة لازم أقولك عليها ومحتاجه مساعدتك ورأيك ؟"
"فى أيه ...قلقتينى انا بفكر من أمبارح ومش عارف أتوقع ايه اللى حصل ...تشربى أيه الاول "
"ولا حاجه ..شكرا ..انا أمبارح بعد ما قفلت معاك عشان أفتح الباب ...خرجت فتحت البا ملقتش حد ..بس لقيت الورقه دى "
أخرجت ريم الرساله من حقيبتها وهى تقربها من يوسف ...
أخذها يوسف وبدأ فى قرأتها ومع القراءه أتسعت عيناه من الدهشه ....حتى أنتهى من القراءه ...
"أيه ده ...ده بجد ؟"
"مش عارفه ....تفتكر أن ده ممكن يكون حقيقه وان الحكايه دى تكون حقيقه ....تفتكر أن خالد يكون القاتل وبيعمل كده عشان ينتقم للبنت اللى كان بيحبها "
"ريم .... الكلام ده خطير أووى ومينفعش حد يعرف حاجه عنه ...خالد ده مش شخص عادى ...ده فرد من الشرطه والموضوع ده لو غلط هنروح فى ستين داهيه "
"أنا عارفه ...عشان كده قولت لازم أقولك عشان تقولى أعمل ايه ؟"
صمت يوسف قليلا ثم رد عليها ....
"لازم نتأكد الاول من الكلام ده ...لازم نعرف حبيبة خالد دى ماتت أزاى وايه علاقتها ب مها واصحابها وليه بيعمل كده؟"
"أنت شاكك أنها ممكن تكون مش حقيقيه ؟"
"ممكن ...ممكن يكون القاتل بيعمل كده عشان يشغلنا بقصه تانيه بعيده عن الحقيقه "
"تفتكر ؟ .... أنا مبقتش قادر أفكر خلاص ....حاسه ان دماغى هتقف مش عارف أعمل ايه بالظبط ...أركز فى الرساله دى ولا اركز مع شيماء وشاديه ولا مع مذكرات مها"
"مذكرات مها ؟"
"ايوه ...مها كانت كاتبه مذكراتها بس ميار سرقتها "
"فيها ايه المذكرات دى "
"ملحقتش أٌقرا كل اللى فيها ...بس أنا حاسه أنها فى حاجه مهمه بدليل خوف ميار منها ...كانت حاسه أن فى حاجه تخصها فى المذكرات دى "
"ممكن فعلا تكون فيها حاجه توصلنا للقاتل ..."
"أمبارح رحت بيت ميار على أمل أنى أعرف ادور عليها والاقيها بس معرفتش "
"أنا رأيى أننا منشغلش بألأنا بحاجات كتير ...نخلص من موضوع الرساله ده ولو موصلناش لحاجه نشوف شاديه وشيماء والمذكرات دى "
"هنعرف اللى مكتوب فى الرساله ده حقيقى ولا لا منين ؟"
"متقلقيش أنا هعرف كل حاجه وهبلغك "
"متشكره أووى ...أنا عارفه أنى بتعبك معايا بس انت اللى قولتلى لو أحتجت حاجه أكلمك "
"يا ستى وانا ماشتكتش ...أطلبى اللى أنتى عايزاه وانا تحت أمرك "
"ربنا يخليك ...ويارب تقدر توصل لحاجه مهمه "
"أن شاء الله ...أنا حاسس أنها هنقدر نوصل لحاجه "
"انا لازم أمش دلوقتى عشان الحلق اوصل المحكمه قبل ميعاد الجلسه "
"أنا كمان هخرج عشان اروح الجريده "
نهضوا بعد أن ترك يوسف ثمن القهوه بجانب الفنجان وساروا فى أتجاه الخروج ...ودعت ريم يوسف وأوقفت سياره أجره وصعدت بها ...بينما سار يوسف للجريده حيث ان المسافه الى الجريده ليست بعيده ....وهو فى الطريق يسمع صوت رنة هاتفه فيخرجه من جيب سرواله ...ليجد رقم بدون أسم فيجيب مسرعها وكأنه يعرف صاحب الرقم ..
"كنت لسه هتصل بيك ....فى حاجات جديده حصلت لازم أقولك عليها ...أيوه ...أنا عارف أنى مش هقدر أشوفك ...هبعتلك كل المعلومات بنفس الطريقه ....حاضر ...مع السلامه "
                   ***************
تجلس ريم فى سيارة الاجره ....تفكر فيما تفعله وعن قولها ل يوسف عن كل ما تعرف ....وتستنكر لا تستطيع أن تتحكم فى كلامها عندما تكون بجانبه ...لماذا تلجأ ألأيه عندما تقابلها اى مشكله ...فهى لم تعرفه ولم تراه الا من مده صغير ...ما هذا الشعور الذى بداخلها نحوه ...تذكرت أبتسامته لها عندما رأها فى الكافيتريا ....وكيف شعرت بحرج شديد من تلك الابتسامه ....تنتبه لصوت هاتفها يأتيها من داخل حقيبتها ....تخرجه من الحقيبه لتجد مكتوب على الشاشه (المكتب) ..
"ألو ...فى حاجه حصلت ....ماما كلتنى فى المكتب !! ...مقالتش عايزه ايه ...ماشى هكلمها ...شكرا ...انا رايحه المحكمه ..أبقى بلغى الاستاذ ...مع السلامه "
أنهت ريم مكالمتها مع سكرتيرة المكتب ..لتتصل بالمنزل ...تضع الهاتف على أذنها ...تسمع الجرس قليلا ثم صوت والدتها ...
"الو .."
"أيوه يا ريم "
"أيه يا ماما يا حبيبتى ...أنتى تعبانه ؟"
"لا يا حبيبتى أناكويسه متقلقيش عليا "
"اتصلوا بيا من المكتب وقالوا انك كلمتينى هناك "
"أها كلمتك عشان بعتولك أستدعا من القسم وبيقولوا أنك لازم تروحى النهارده ...."
"عملها خالد "
"بتقولى أيه يا ريم ...."
"ولا حاجه يا حبيبتى ...أنا هروح يا ماما واشوفهم عايزين أيه "
"ماشى يا حبيبتى خلى بالك من نفسك "
"حاضر يا حبيبتى ..وانتى كمان خلى بالك من نفسك ولو حصل حاجه أو أحتجتى أى حاجه كلمينى على الموبايل بتاعى "
"الرقم ضاع منى عشان كده كلمتك على المكتب "
"خلاص أنا هبقى أكلمك بعد ما أطلع من المحكمه عشان عندى جلسه هناك "
"ماشى يا بنتى ..ربنا معاكى وينصرك يارب "
"يارب يا ماما "
"مع السلامه "
"مع السلامه "
أنهت ريم المكالمه ثم حدثت نفسها قائله ...
"هعمل ايه معاه ده كمان ...لو عرف أنى شوفت ميار يوم الجريمه دى تبقى مصيبه ...ربنا يستر "
                      ******************
دخلت شيماء الشركه التى يعمل بها حاتم ...أقتربت من موظفين الاستقبال لتسألهم عن مكتبه ....
"صباح الخير "
"صباح النور يافندم ..."
"لو سمحتى كنت عايزه أعرف فين مكتب الاستاذ حاتم مهدى ؟"
"الاستاذ حاتم !! "
"ايه هو مجاش النهارده ولا ايه ؟"
"هو أنتى متعرفيش اللى حصل ولا ايه ؟"
"ايه اللى حصل ؟"
"الاستاذ حات الله يرحمه "
تقول موظفة الاستقبال هذه الجمله وهى تشير على ورقه على الحائط مكتوب عليها ....
"إنا لله وإنا لله راجعون ...لقد توفى إلى رحمة الله تعالى ... زميلنا الاستاذ حاتم مهدى ...نرجعوا الدعاء له بأن يتغمده الله برحمته وان يرزق أهله الصبر والسلوان ...تقام الجنازه الساعه 3 بمسجد ....."
بعد ما سمعته وقرأته لم تستطع أن تلفظ بشئ .... الا ان تقف مكانها وتنظر إلى الورقه المكتوبه ...
                        ********************
بعد مرور أكثر من 3 ساعات ... حضرت ريم إلى القسم ..... تخبر العسكرى بانها تريد مقابله الرائد خالد ... بعدما ارسل اليها لاستجوابها .... تسللت لمكتبه بعدما سمح لها العسكرى بالمرور ...
اقتربت من المقعد المجاور لمكتبه ... جلست قباله بتوتر لا تعلم سببه ... رحب بها خالد مصافحا اياها ... ثم يبدا معها  الاستجواب ....
-
"استاذه ريم حضرتك عرفتى طبعا باللى حصل لميار"
-
"احم ... اه ...عرفت"
-
"وصلنا معلومات ان ميار كانت على ميعاد معاكى عشان تقابليها "
"..........." -
" -
انسه ريم من فضلك ياريت تجاوبينى بصراحه"
" -
صراحه ايه .... حضرتك انا مش فاهمه حاجه ... و المفروض يعنى انى ماليش علاقه بالموضوع ده ... ليه حضرتك بتستجوبنى ..."
-
"امتى اخر مره قابلتى فبها ميار"
-
"مش فاكره ... تقريبا  قبل ماتموت باسبوع"
-
"انا عايز أعرف قابلتيها أمتى بالظبط ؟"
-"قبل أسبوع من موتها "
-"ايه اللى حصل ... او بمعنى اصح ابه الحوار اللى دار بينكم"
-
"عادى كلام عادى ماعتقدش انه يفيد"
"-
اى حاجه بالنسبه لحضرتك عاديه بالنسبه لنا احنا مهمه حتى لو صغيره"
-
"حضرتك عايز توصل لايه"
-
"انسه ريم ... حضرتك ما لاحظتيش اى حاجه على ميار متغيره"
-
"زى ايه"
-
"هو انا كل ما اسأل حضرتك سؤال تردى عليا بسؤال .... ياريت تجاوبينى دوغرى"
-
"احم ... لا ما لاحظتش حاجه"
نظر اليها مليا ... ثم اعتدل فى جلسته و هو يقول
-
"استاذه ريم احنا هنضطر نعمل لحضرتك تحليل و ناخد منك عينه دم لان ميار لما اتقتلت ... الطب الشرعى أثبت أن الدم الموجود على ملابسها مش دمها بس وان فى دم تانى موجود على الملابس واحتمال كبير يكون دم القاتل ...  "

صدمت ... بل لُجمّ لسانها ... احست بالريبه بعض الشيئ ... خشت ان يظنوا بها السوء ... حدقت به طويلا لتجده ناظرا اليها شزرا فعلمت حينها بأن ما خشته قد حدث بالفعل .... ولكنها تذكرت شيئا مهما ....تذكرت الجرح فى ذراع مازن والدماء التى كانت تتساقط منه وهروبه مسرعا منها  لتقول بصوت خفيض لا يسمعه أحد ...
"مااااازن !!!! "
                      **************

الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

باقر البطون ...الحلقه 15



تجلس شيماء فى الانتريه على مقعد مقابل لباب الشقه ....تنظر اليه تنتظر عودة شاديه ....تفكر فيما فعلته وتسأل نفسها ....لماذا فعلت هذا ...لماذا لم تخبر شاديه بما فعلته ....ثم تعود وتقول لنفسها مره أخرى ...ان شاديه كانت تشعر بالخوف الشديد وكان خوفها سوف يزداد أذا علمت بما حدث ....ثم تعود وتلوم نفسها على أخفائها ما فعلته ....
ظلت جالسه تفكر وتنتظر عودة شاديه ....ولكن بمرو الوقت ظل الامل يتلاشى بدأخلها ...أمسكت هاتفها وبحثت فى الاسماء الى أن وصلت إلى أسم شاديه حاولت الاتصال بها للأطمئنان عليها ثم ترراجعت فى أخر لحظه .....نهضت من مقعدها وأتجهت إلى غرفتها وقبل أن تجلس سمعت صوت المفتاح فى مزلاج باب الشقه فعادت مسرعه ونظرت الى الباب لتجد شاديه تدخل الشقه ....نظرت كل منهما إلى الاخر وساد الصمت بينهم ...
                    ********************
ظلت ريم تنظر إلى الفتاه العشرينيه ....ظلت صامته ...لا تعرف بماذا تجيبها ....تبادلت النظرات بينهم فقطعت ريم هذا الصمت وقالت ....
"أأأأ.... سمعت صوت حد تعبان فى الاوضه "
"أكيد بيتهيألك ...دى أوضة ميار ومقفوله ومفيش حد جوه "
"أه ...أنا أسفه "
"ولا يهمك ....دخلتى الحمام ؟"
"أيوه "
"طب تعالى أتفضلى أقعدى بره "
خرجت ريم لتجلس على نفس المقعد مره أخرى بينما ظلت الفتاه فى الداخل ....بعد مرور فتره زمنيه ليست بالقليله نهضت ريم  واقتربت من والدة ميار التى كانت تبكى بصوت عالِ ....عندما رأتها تذكرت والدتها وهى تبكى عندما علمت بقتل مها ....لمعت عين ريم من الدموع فحاولت أن تخفيها بسرعه وقامت بمواساة والدة ميار ثك خرجت من الشقه ونزلت الدرج ببطئ وهى تتذكر ميار وما حدث بينهم منذ أول يوم رأتها به ...شعرت بوخزه فى قلبها والدموع تسيل عل خديها .... تحدث نفسها وتقول كيف ل أنسان  أن يقتل أنسانا أخر هكذا ....بل ويكرر الجريمه بهذا الشكل وبدمٍ بارد ...لا ..مؤكد أن هذا ليس أنسانا ولا يحمل أى صفه م صفات البشر ...ظلت تفكر فيما يحدث ودموعها على خديها حت سارت خارج المنزل وأتجهت إلى منزلها
            **************************
"قصدك أنك عايز تفتش بيته ؟"
خرج هذا السؤال من مدحت الذى يجلس أمام خالد فى مكتبه  ....فأجابه خالد وهو ينظر إلى الرساله ....
"مفيش حل تانى ...الراجل غريب ...واللى بيحصل فيه حاجه مش مظبوطه ...أزاى الرساله وصلتله ومفيش حد غريب دخل العماره ... "
"ممكن يكون القاتل حد من سكان العماره وهو اللى بيبعتله الرسايل عشان كده سعد ما شافش حد غريب داخل العماره "
"أنا كمان فكرت فى كده ....عشان كده طلبت معلومات عن سان العماره والبواب .....بس فى حاجه تانيه ؟"
"حاجاة أيه ؟"
" ليه بيروح لبياع السكاكين ؟"
"ممكن فعلا يكون متأثر بالجرايم أو تكون حاله نفسيه "
"مش عارف ...الراجل ده فيه حاجه مش طبيعيه "
"ناوى تعمل ايه ؟ "
"هفتش بيته ...أكيد هوصل لحاجه "
"طب والرساله هتعمل فيها ايه ؟"
"مش عارف ....مش فاهم هو يقصد ايه ...كل اللى فهمته أن فى أتنين تانيه ماتوا فى نفس اليوم اللى لقينا فيه جسة ميار خطيبة زياد ...بس معرفش فين أو هم مين ؟"
"زياد .... هو عامل ايه دلوقتى "
"زياد كمان أنا مش فاهمه خالص ...تصدق أنه طلب منى أنى أوافق على طلب نقل ليه ؟"
"نقل !! ...عايز يتنقل ؟ ...فين ؟"
"أى مكان ...بيقول أنه عايز يبعد ؟"
"وانت قولتله أيه ؟"
"رفضت طبعا "
"كويس أنك عملت كده ....أستأذن انا بقى عشان معزوم على العشا عند حماتى ....أبقى بلغنى وصلت ل أيه "
"ماشى "
خرج مدحت من المكتب بينما ظل خالد ممسكاً الورقه بيده ويفكر فيما سوف يفعله ...
                        ***************
 "أنا عارف أنى غلطت أنى مقولتلكيش على كل حاجه ... بس أنا كنت خايفه عليكى "
قالت شيماء هذه الكلمات وهى تجلس بجانب شاديه فى الانتريه وتمسك يدها ....لتنظر أليها شاديه وتسألها ...
"خايفه عليا من أيه ؟"
"انا كنت دايما بحاول أقنعك أن اللى بيحصل ده ملوش علاقه باللى أحنا عملناه ...بس أنا أتأكدت أن اللى بيعمل كده حد عرف أللى حصل "
"أتأكدتى!! ...أتأكدتى أزاى ؟"
"أنا هحكيلك على كل حاجه من الاول .....
الموضوع بدأ بعد أنتحار ريهام ....رجعت من الشغل بدرى فى يوم وكنتى أنتى لسه مارجعتيش وأول ما دخلت الشقه لقيت ورقه على الاض ...أخدتها وفتحتها وقريت اللى مكتوب فيها "
"كان مكتوب فيها أيه ؟"
"مكتوب فيها ....أعرف كل شئ ...سوف تلقوا حتفكم قريبا ....قولت أكيد حد بيهزر ...وبعدها بدأت مكالمات من أرقام مختلفه ...كان بيقولى نفس الكلام المكتب فى الورقه ....كنت هتجنن وعايزه أعرف مين اللى بيعمل كده وعايز منى ايه ...وف مره لقيته بيقولى قتلتوها ليه ...انا هنتقهم منكوا كلكوا ...خفت وساعتها عرفت ان اللى بيعمل كده حد عرف اللى عملناه فى سلمى ....حاولت اعرفه بس مقدرتش وعرضت عليه فلوس رفض وبعدها عرفت أنه بيكلمك ...زاد القلق والخوف جوايا ولما ميار بلغتى باللى حصل ل مها حسيت أن اللى بيكلمنى هو اللى قتلها بس مقدرتش أقول لحد ... بس قررت أتأكد هو فعلا عارف اللى حصل ولا لا "
"عملتى ايه ؟"
"الحل الوحيد اللى كان قدامى ...أنى أتأكد جثة سلمى لسه مكانها ولا اختفت ...وطبعا عشان احنا طول اليوم مع بعض معرفتش اروح ...ملقتش قدامى غير أنى أقولك أنى بخرج مع زباين عشان أقدر اروح اشوف الجثه "
قالت شاديه وصوتها يرتجف من الخوف ...
"وبعدين ...ايه اللى حصل "
"طلبت من واحد زباينى أنى أخد عربيته أروح بيها مشوار أرجع ....أخدت العربيه ومشيت لحد ما وصلت لمدخل الصحرا فى المكان اللى دفنا فيه سلمى  "
"أنتى لسه فاكره المكان "
"تفتكرى حاجه زى دى ممكن تتنسى ...انا فاكر كل حاجه زى ما تكون حصلت أمبارح "
"وبعدين ...عملتى ايه "
" وصلت المكان وبدأت أحفر على كشافات العربيه ....فضتلت أحفر وأحفر ...تعبت من الحفر ...بس ملقتش الجثه "
"أيه !!! ...ملقيتيهاش ....أزى ؟!!"
"أنا كمان كنت هتجنن وقولت أكيد المكان ده غلط وفضلت  كل يوم أروح الماكان واحفر فى مكان تانى ...كنت بحفر وانا بتمنى أنى الاقى الجثه ....كل يوم كان بيعدى كنت بفقد الامل وكان بيزيد خوفى ....كنت بحس ان الموت قريب منى أوووى ...كنت عايزه اهرب ...بس مش عارفه أروح فين ولا اعمل ايه ولا اقولك ايه "
"وبعدين "
"االلى بيقتل عارف أنى بروح الصحرا عشان ادور على الجثه ...أوقات كنت بروح وبتمنى أنه يقتلنى ويدفنى فى الصحرا ....انا بموت من الخوف ومن أحساسى بالذنب كل يوم .... "
"كل ده حصل وانتى مخبيه عليا ... "
"كان غصب عنى ...صدقينى كان غصب عنى "
تدفقت الدموع من اعينهم وتعالا صوت بكائهم وضمت شاديه شيماء أليها ....حاولوا أخراج ما بدأخلهم فلم يعد بأمكانهم كتمانه بعد الان
                    ******************
تجلس ريم على الفراش فى غرفت تفكر فيما سوف تفعله ....وما سوف يحدث هل ستقبل كل من شيماء وشاديه مساعدتها  أم سيهربون ...قطع تفكيرها صوت هاتفها وهو يرن داخل حقيبتها ...نهضت واقتربت من الحلقيبه واخرجت الهاتف فوجدت أسم يوسف مكتوب على الشاشه فضغت على الزر لتجيب عىل يوسف وهى تعود لتجلس على الفراش مره أخرى ....
"الو  "
"مساء الخير "
"مساء الخير ...خير يا أستاذ يوسف فى حاجه "
"لا مفيش ..انا كنت عايز أطمن عملتى ايه النهارده "
"عملت ايه فى ايه ؟"
"مع شاديه وشيماء ؟"
"اها ..."
بدات ريم فى قص ما حدث مع شياء على يوسف ...ظل يوسف يستمع اليها حتى أنتهت من حديثها ثم قال ..
"تفتكرى هتكلمك ولا لا ؟"
"مش عارفه ...بس لو فكركوا كويس هيعرفوا أن مفيش قدامهم حل تانى "
أثناء حديث ريم مع يوسف تسمع صوت جرس الباب يأتى من الخارج
"انا لازم أقفل دلوقتى عشان فى حد على الباب "
"لو حصل حاجه كلمينى "
"أن شاء الله ...مع السلامه "
"مع السلامه "
أغلقت ريم الهاتف ونهضت من الفراشها ثم فتحت باب غرفتها واقتربت من باب الشقه وصت الجرس كان قد أنقطع من لحظات ....وقفت أمام الباب لتفتحه ولكن قبل أن تفتحه وجدت ورقه بيضا أمام الباب من الداخل ....أنحنت ل ألتقاط الورقه ثم أعتدلت وفتحت الورقه لقرأئتها ...وبعدما قرأتها ظهرت علامات الدهشع عليها ثم فتحت الباب بسرعه لترى من جلب هذه الورقه اليها فلم تجد أحد ....فأغلقت الباب وعادت مسرعه إلى غرفتها وأمسكت بهاتفها واتصلت ب يوسف ....أنتظرت لحظات حتى سمعت صوت يوسف يأتيها من الطرف الاخر ...
"ايه ...فى حاجه نسيتى تقوليها "
"مش هتصدق اللى حصل "
"أيه اللى حصل "
"خرجت أشوف مين اللى على الباب لقيت ورقه تحت الباب"
"مكتوب فيها ايه الورقه دى "
"مش هينفع الكلام فى التليفون ...لازم أشوفك بكره الصبح ضرورى "
"أوك ...نتقابل أمته ؟"
"اانا هكون فى المكتب من الساعه 11 .."
"وانا هخلص شغلى على 11.5 ...أعدى عليكى فى المكتب على 12 "
"تمام ...أشوف بكره ...مع السلامه "
"مع السلامه"
اقتربت ريم من الفراش وجلست عليه وهى تنظر الى الرساله الى تمسكها بيديها
                            ****************
"تفتكرى مين اللى يكون بيعمل فينا كده "
خرج هذا السؤال من شيماء وهى تنظر إلى شاديه التى تجلس بجانبها على الفراش ...لتجيب شاديه ...
"مش عارف ...بس السؤال الاهم هو عرف مكان الجثه منين ؟"
"عندك حق ؟ ...ممكن يكون حد مننا اللى بيعمل كده "
"حد مننا مين ؟"
"قصدى رامى أو حاتم "
"مش عارفه ...بس ممكن يكون حد من أهل سلمى "
"أهل سلمى ...أنتى عارف ان سلمى ملهاش غير باباها ومامتها واخوها ....واخوها مسافر بره "
"ممكن يكون رجع ويكون هو اللى بيعمل كده "
"وعرف أزاى مكان الجثه وعرف منين  مين اللى عمل كده"
"مش عارفه "
"انا أخر مره سألت على باباها ومامتها عرفت أنهم سابوا الشقه اللى كانوا عايشين فيها ومفيش حد عارف هم راحوا فين ...يعنى حتى مش هنقدر نعرف حاجه عن أهلها "
"هنعمل ايه دلوقتى ... "
"مش عارفه ...فى كل الحالات الموت ورانا "
"وريم "
"ريم عايزه تعرف مين اللى قتل أختها ...ومش هتساعدنا "
"لو قلنا على الحقيقه يمكن تقدر تساعدنا "
"تفتكرى بعد ما تعرف أننا كنا السبب فى اللى حصل ل أختها هتوافق تدافع عننا "
" انا مبقتش عارفه حاجه .....يعنى هنعمل ايه مع ريم "
"هنكلمها ونقابلها "
"وبعدين "
"هنعرف منها هى عايزه مننا ايه بالظبط "
                 **************************
دخلت منال غرفتها ثم أقتربت من فراشها وجلست عليه ....تشعر بألم فى قدميها من الوقوف طول اليوم ل أستقبال المعزيين ...تذكرت منال أبنة خالتها ميار التى قتلت بطريقه وحشيه وماتت ...لم تستوعب موتها فى البدايه وانهارت ولكنها حاولت ان تتمالك نفسها بعد ذلك حتى تستطيع أن تواسى خالتها ....تذكرت الحوار الذى دار بينها وبين ميار فى أخر لقاء لهم ....
....فلاش باك ...
"منال ...انا عايزاكى تخبى الصندوق ده عندك ولو حصلى حاجه أفتحيه"
"فيها ايه الصندوق ده ...وحاجة ايه اللى هتحصلك "
"أى حاجه ....أفتحيه ونفذى المكتوب جواه .... "
"ميار ...هو فيه ايه ...ايه اللى بيحصل "
"مفيش حاجه "
"أزاى مفيش حاجه "
"هبقى أقولك على كل حاجه بعدين ...خلى بالك من الصندوق ده كويس أووى ..انا لازم أمشى دلوقتى عشان هقابل مازن "
"ماشى ...سلميلى عليه "
 تذكرت ريم هذا الظرف فاقتربت من الكومود الموجود بجانب السرير وفتحته ثم أخرجت منه الصندوق الصغير ونظرت اليه طويلا ....بدأت فى فتح الصندوق .... فنظرت بداخله لتجد ورقه واسفلها مظروف ...التقطت الورقه لتجد المظروف مكتوب عليه ...
"ألى الاستاذه ريم الطوبجى "
                            **************