تجلس شيماء فى
الانتريه على مقعد مقابل لباب الشقه ....تنظر اليه تنتظر عودة شاديه ....تفكر فيما
فعلته وتسأل نفسها ....لماذا فعلت هذا ...لماذا لم تخبر شاديه بما فعلته ....ثم
تعود وتقول لنفسها مره أخرى ...ان شاديه كانت تشعر بالخوف الشديد وكان خوفها سوف
يزداد أذا علمت بما حدث ....ثم تعود وتلوم نفسها على أخفائها ما فعلته ....
ظلت جالسه تفكر
وتنتظر عودة شاديه ....ولكن بمرو الوقت ظل الامل يتلاشى بدأخلها ...أمسكت هاتفها
وبحثت فى الاسماء الى أن وصلت إلى أسم شاديه حاولت الاتصال بها للأطمئنان عليها ثم
ترراجعت فى أخر لحظه .....نهضت من مقعدها وأتجهت إلى غرفتها وقبل أن تجلس سمعت صوت
المفتاح فى مزلاج باب الشقه فعادت مسرعه ونظرت الى الباب لتجد شاديه تدخل الشقه
....نظرت كل منهما إلى الاخر وساد الصمت بينهم ...
********************
ظلت ريم تنظر إلى
الفتاه العشرينيه ....ظلت صامته ...لا تعرف بماذا تجيبها ....تبادلت النظرات بينهم
فقطعت ريم هذا الصمت وقالت ....
"أأأأ....
سمعت صوت حد تعبان فى الاوضه "
"أكيد
بيتهيألك ...دى أوضة ميار ومقفوله ومفيش حد جوه "
"أه ...أنا
أسفه "
"ولا يهمك
....دخلتى الحمام ؟"
"أيوه "
"طب تعالى
أتفضلى أقعدى بره "
خرجت ريم لتجلس
على نفس المقعد مره أخرى بينما ظلت الفتاه فى الداخل ....بعد مرور فتره زمنيه ليست
بالقليله نهضت ريم واقتربت من والدة ميار
التى كانت تبكى بصوت عالِ ....عندما رأتها تذكرت والدتها وهى تبكى عندما علمت بقتل
مها ....لمعت عين ريم من الدموع فحاولت أن تخفيها بسرعه وقامت بمواساة والدة ميار
ثك خرجت من الشقه ونزلت الدرج ببطئ وهى تتذكر ميار وما حدث بينهم منذ أول يوم
رأتها به ...شعرت بوخزه فى قلبها والدموع تسيل عل خديها .... تحدث نفسها وتقول كيف
ل أنسان أن يقتل أنسانا أخر هكذا ....بل
ويكرر الجريمه بهذا الشكل وبدمٍ بارد ...لا ..مؤكد أن هذا ليس أنسانا ولا يحمل أى
صفه م صفات البشر ...ظلت تفكر فيما يحدث ودموعها على خديها حت سارت خارج المنزل
وأتجهت إلى منزلها
**************************
"قصدك أنك
عايز تفتش بيته ؟"
خرج هذا السؤال من
مدحت الذى يجلس أمام خالد فى مكتبه
....فأجابه خالد وهو ينظر إلى الرساله ....
"مفيش حل
تانى ...الراجل غريب ...واللى بيحصل فيه حاجه مش مظبوطه ...أزاى الرساله وصلتله
ومفيش حد غريب دخل العماره ... "
"ممكن يكون
القاتل حد من سكان العماره وهو اللى بيبعتله الرسايل عشان كده سعد ما شافش حد غريب
داخل العماره "
"أنا كمان
فكرت فى كده ....عشان كده طلبت معلومات عن سان العماره والبواب .....بس فى حاجه
تانيه ؟"
"حاجاة أيه
؟"
" ليه بيروح
لبياع السكاكين ؟"
"ممكن فعلا
يكون متأثر بالجرايم أو تكون حاله نفسيه "
"مش عارف
...الراجل ده فيه حاجه مش طبيعيه "
"ناوى تعمل
ايه ؟ "
"هفتش بيته
...أكيد هوصل لحاجه "
"طب والرساله
هتعمل فيها ايه ؟"
"مش عارف
....مش فاهم هو يقصد ايه ...كل اللى فهمته أن فى أتنين تانيه ماتوا فى نفس اليوم
اللى لقينا فيه جسة ميار خطيبة زياد ...بس معرفش فين أو هم مين ؟"
"زياد .... هو
عامل ايه دلوقتى "
"زياد كمان
أنا مش فاهمه خالص ...تصدق أنه طلب منى أنى أوافق على طلب نقل ليه ؟"
"نقل !!
...عايز يتنقل ؟ ...فين ؟"
"أى مكان
...بيقول أنه عايز يبعد ؟"
"وانت قولتله
أيه ؟"
"رفضت طبعا
"
"كويس أنك
عملت كده ....أستأذن انا بقى عشان معزوم على العشا عند حماتى ....أبقى بلغنى وصلت
ل أيه "
"ماشى "
خرج مدحت من
المكتب بينما ظل خالد ممسكاً الورقه بيده ويفكر فيما سوف يفعله ...
***************
"أنا عارف أنى غلطت أنى مقولتلكيش على كل
حاجه ... بس أنا كنت خايفه عليكى "
قالت شيماء هذه
الكلمات وهى تجلس بجانب شاديه فى الانتريه وتمسك يدها ....لتنظر أليها شاديه وتسألها
...
"خايفه عليا
من أيه ؟"
"انا كنت
دايما بحاول أقنعك أن اللى بيحصل ده ملوش علاقه باللى أحنا عملناه ...بس أنا
أتأكدت أن اللى بيعمل كده حد عرف أللى حصل "
"أتأكدتى!!
...أتأكدتى أزاى ؟"
"أنا هحكيلك
على كل حاجه من الاول .....
الموضوع بدأ بعد
أنتحار ريهام ....رجعت من الشغل بدرى فى يوم وكنتى أنتى لسه مارجعتيش وأول ما دخلت
الشقه لقيت ورقه على الاض ...أخدتها وفتحتها وقريت اللى مكتوب فيها "
"كان مكتوب
فيها أيه ؟"
"مكتوب فيها
....أعرف كل شئ ...سوف تلقوا حتفكم قريبا ....قولت أكيد حد بيهزر ...وبعدها بدأت
مكالمات من أرقام مختلفه ...كان بيقولى نفس الكلام المكتب فى الورقه ....كنت هتجنن
وعايزه أعرف مين اللى بيعمل كده وعايز منى ايه ...وف مره لقيته بيقولى قتلتوها ليه
...انا هنتقهم منكوا كلكوا ...خفت وساعتها عرفت ان اللى بيعمل كده حد عرف اللى
عملناه فى سلمى ....حاولت اعرفه بس مقدرتش وعرضت عليه فلوس رفض وبعدها عرفت أنه
بيكلمك ...زاد القلق والخوف جوايا ولما ميار بلغتى باللى حصل ل مها حسيت أن اللى
بيكلمنى هو اللى قتلها بس مقدرتش أقول لحد ... بس قررت أتأكد هو فعلا عارف اللى
حصل ولا لا "
"عملتى ايه
؟"
"الحل الوحيد
اللى كان قدامى ...أنى أتأكد جثة سلمى لسه مكانها ولا اختفت ...وطبعا عشان احنا
طول اليوم مع بعض معرفتش اروح ...ملقتش قدامى غير أنى أقولك أنى بخرج مع زباين
عشان أقدر اروح اشوف الجثه "
قالت شاديه وصوتها
يرتجف من الخوف ...
"وبعدين
...ايه اللى حصل "
"طلبت من
واحد زباينى أنى أخد عربيته أروح بيها مشوار أرجع ....أخدت العربيه ومشيت لحد ما
وصلت لمدخل الصحرا فى المكان اللى دفنا فيه سلمى "
"أنتى لسه
فاكره المكان "
"تفتكرى حاجه
زى دى ممكن تتنسى ...انا فاكر كل حاجه زى ما تكون حصلت أمبارح "
"وبعدين
...عملتى ايه "
" وصلت
المكان وبدأت أحفر على كشافات العربيه ....فضتلت أحفر وأحفر ...تعبت من الحفر
...بس ملقتش الجثه "
"أيه !!!
...ملقيتيهاش ....أزى ؟!!"
"أنا كمان
كنت هتجنن وقولت أكيد المكان ده غلط وفضلت
كل يوم أروح الماكان واحفر فى مكان تانى ...كنت بحفر وانا بتمنى أنى الاقى
الجثه ....كل يوم كان بيعدى كنت بفقد الامل وكان بيزيد خوفى ....كنت بحس ان الموت
قريب منى أوووى ...كنت عايزه اهرب ...بس مش عارفه أروح فين ولا اعمل ايه ولا اقولك
ايه "
"وبعدين
"
"االلى بيقتل
عارف أنى بروح الصحرا عشان ادور على الجثه ...أوقات كنت بروح وبتمنى أنه يقتلنى
ويدفنى فى الصحرا ....انا بموت من الخوف ومن أحساسى بالذنب كل يوم .... "
"كل ده حصل
وانتى مخبيه عليا ... "
"كان غصب عنى
...صدقينى كان غصب عنى "
تدفقت الدموع من
اعينهم وتعالا صوت بكائهم وضمت شاديه شيماء أليها ....حاولوا أخراج ما بدأخلهم فلم
يعد بأمكانهم كتمانه بعد الان
******************
تجلس ريم على
الفراش فى غرفت تفكر فيما سوف تفعله ....وما سوف يحدث هل ستقبل كل من شيماء وشاديه
مساعدتها أم سيهربون ...قطع تفكيرها صوت
هاتفها وهو يرن داخل حقيبتها ...نهضت واقتربت من الحلقيبه واخرجت الهاتف فوجدت أسم
يوسف مكتوب على الشاشه فضغت على الزر لتجيب عىل يوسف وهى تعود لتجلس على الفراش
مره أخرى ....
"الو "
"مساء الخير
"
"مساء الخير
...خير يا أستاذ يوسف فى حاجه "
"لا مفيش
..انا كنت عايز أطمن عملتى ايه النهارده "
"عملت ايه فى
ايه ؟"
"مع شاديه
وشيماء ؟"
"اها
..."
بدات ريم فى قص ما
حدث مع شياء على يوسف ...ظل يوسف يستمع اليها حتى أنتهت من حديثها ثم قال ..
"تفتكرى
هتكلمك ولا لا ؟"
"مش عارفه
...بس لو فكركوا كويس هيعرفوا أن مفيش قدامهم حل تانى "
أثناء حديث ريم مع
يوسف تسمع صوت جرس الباب يأتى من الخارج
"انا لازم
أقفل دلوقتى عشان فى حد على الباب "
"لو حصل حاجه
كلمينى "
"أن شاء الله
...مع السلامه "
"مع السلامه
"
أغلقت ريم الهاتف
ونهضت من الفراشها ثم فتحت باب غرفتها واقتربت من باب الشقه وصت الجرس كان قد
أنقطع من لحظات ....وقفت أمام الباب لتفتحه ولكن قبل أن تفتحه وجدت ورقه بيضا أمام
الباب من الداخل ....أنحنت ل ألتقاط الورقه ثم أعتدلت وفتحت الورقه لقرأئتها
...وبعدما قرأتها ظهرت علامات الدهشع عليها ثم فتحت الباب بسرعه لترى من جلب هذه
الورقه اليها فلم تجد أحد ....فأغلقت الباب وعادت مسرعه إلى غرفتها وأمسكت بهاتفها
واتصلت ب يوسف ....أنتظرت لحظات حتى سمعت صوت يوسف يأتيها من الطرف الاخر ...
"ايه ...فى
حاجه نسيتى تقوليها "
"مش هتصدق
اللى حصل "
"أيه اللى
حصل "
"خرجت أشوف
مين اللى على الباب لقيت ورقه تحت الباب"
"مكتوب فيها
ايه الورقه دى "
"مش هينفع
الكلام فى التليفون ...لازم أشوفك بكره الصبح ضرورى "
"أوك
...نتقابل أمته ؟"
"اانا هكون فى
المكتب من الساعه 11 .."
"وانا هخلص
شغلى على 11.5 ...أعدى عليكى فى المكتب على 12 "
"تمام
...أشوف بكره ...مع السلامه "
"مع
السلامه"
اقتربت ريم من
الفراش وجلست عليه وهى تنظر الى الرساله الى تمسكها بيديها
****************
"تفتكرى مين
اللى يكون بيعمل فينا كده "
خرج هذا السؤال من
شيماء وهى تنظر إلى شاديه التى تجلس بجانبها على الفراش ...لتجيب شاديه ...
"مش عارف
...بس السؤال الاهم هو عرف مكان الجثه منين ؟"
"عندك حق ؟
...ممكن يكون حد مننا اللى بيعمل كده "
"حد مننا مين
؟"
"قصدى رامى
أو حاتم "
"مش عارفه
...بس ممكن يكون حد من أهل سلمى "
"أهل سلمى
...أنتى عارف ان سلمى ملهاش غير باباها ومامتها واخوها ....واخوها مسافر بره
"
"ممكن يكون
رجع ويكون هو اللى بيعمل كده "
"وعرف أزاى
مكان الجثه وعرف منين مين اللى عمل
كده"
"مش عارفه
"
"انا أخر مره
سألت على باباها ومامتها عرفت أنهم سابوا الشقه اللى كانوا عايشين فيها ومفيش حد
عارف هم راحوا فين ...يعنى حتى مش هنقدر نعرف حاجه عن أهلها "
"هنعمل ايه
دلوقتى ... "
"مش عارفه
...فى كل الحالات الموت ورانا "
"وريم "
"ريم عايزه
تعرف مين اللى قتل أختها ...ومش هتساعدنا "
"لو قلنا على
الحقيقه يمكن تقدر تساعدنا "
"تفتكرى بعد
ما تعرف أننا كنا السبب فى اللى حصل ل أختها هتوافق تدافع عننا "
" انا مبقتش
عارفه حاجه .....يعنى هنعمل ايه مع ريم "
"هنكلمها ونقابلها "
"وبعدين
"
"هنعرف منها
هى عايزه مننا ايه بالظبط "
**************************
دخلت منال غرفتها ثم أقتربت من فراشها وجلست عليه ....تشعر بألم فى قدميها من الوقوف طول اليوم ل أستقبال المعزيين ...تذكرت منال أبنة خالتها ميار التى قتلت بطريقه وحشيه وماتت ...لم تستوعب موتها فى البدايه وانهارت ولكنها حاولت ان تتمالك نفسها بعد ذلك حتى تستطيع أن تواسى خالتها ....تذكرت الحوار الذى دار بينها وبين ميار فى أخر لقاء لهم ....
....فلاش باك ...
"منال ...انا عايزاكى تخبى الصندوق ده عندك ولو حصلى حاجه أفتحيه"
"فيها ايه الصندوق ده ...وحاجة ايه اللى هتحصلك "
"أى حاجه ....أفتحيه ونفذى المكتوب جواه .... "
"ميار ...هو فيه ايه ...ايه اللى بيحصل "
"مفيش حاجه "
"أزاى مفيش حاجه "
"هبقى أقولك على كل حاجه بعدين ...خلى بالك من الصندوق ده كويس أووى ..انا لازم أمشى دلوقتى عشان هقابل مازن "
"ماشى ...سلميلى عليه "
تذكرت ريم هذا الظرف فاقتربت من الكومود الموجود بجانب السرير وفتحته ثم أخرجت منه الصندوق الصغير ونظرت اليه طويلا ....بدأت فى فتح الصندوق .... فنظرت بداخله لتجد ورقه واسفلها مظروف ...التقطت الورقه لتجد المظروف مكتوب عليه ...
"ألى الاستاذه ريم الطوبجى "
**************
زياد ؟ o.O
ردحذففى انتظار الحلقه الجايه بقى ..
ردحذف