الجمعة، 20 مارس 2015

ساره ...الجزء الثانى ...الحلقه 1

فى المقابر ....تجلس ساره امام مقبره تبكى وتنهمر الدموع على خديها ...تتحدث الى من يرقد بالداخل وكانها تعاتبه .....
"لماذا تركتنى وذهبت ....لماذا لم تنتظر عودتى ....اهكذا تريد معاقبتى؟...لم تكن قاسيا علي يوما ...اعلم اننى مذنبه....وانى ارتكبت خطأ لا يغتفر ...ولكن ما حدث كان رغما عنى ...هذا الشيطان هو من دمر حياتى ....اعرف انك تحبنى ...اعلم اننى السبب فى موتك ....لن اسامح نفسى يوما ....لن انساك ولن اتعود على غيابك ......اريد ان اقول لك شيئا اخيرا ....اتمنى ان ارقد بجانبك....لا اريد هه الحياه الظالمه ...يكفى ما فعلته بى إلى الان ....كانوا يقولون ان من يبكى كثيرا يصبح اكثر سعاده....وانا بكيت كثيرا ....لماذا لم اصبح سعيده ....اشعر وكأن قلبى يحترق ...اتألم كثيرا ....سامحنى ...ارجوك "
تزاد نبرة بكائها ثم تقل بعد سماع خطوات شخص ما تقترب منها ....تلتفت اليه ثم تنظر الى القبره مره اخرى ....فيخرج صوتا من الشخص الواقف خلفها ...
"ساره ....علينا الذهاب ...قبل ان يرانا احد "
مسحت الدموع عن خديها ثم نهضت ببطئ ...والتفتت اليه وقالت ...
"اريد ان اذهب إلى عائلتى "
"ماذا! !!...من المؤكد انكى فقدتى عقلك ...اتعى ما تقولين؟ "
"اريد ان اراهم ....لن استطيع العيش بدونهم بعد الان ... "
"سوف يقتلونك فور رؤيتهم لك "
" ليفعلوا بى ما شاؤوا ..."
" ساره اعلم انكى تشتاقين اليهم ولكن يجب ان تفكرى اولا ...هذا ليس الوقت المناسب ...فصحتك لن تتحمل ....اذا لم تفكرى بنفسك ففكرى بالطفل الذى تحملينه باحشائك ....اذا سألوكى عنه فماذا ستقولين ... ..واأسألوكى عن والده فهل ستخبريهم باننى والده ...واذا طلبوا منك وثيقة عقد الزواج فماذا ستفعلى؟ ...ارجوكى فكرى قليلا .....بقى القليل لنتزوج ...وبعدها ساذهب اليهم واقول لهم انك زوجتى ...ساسطيع حمايتك منهم بصفه رسميه ...فقط اصبرى قليلا ..... "
صمتت ولم تعد لديها قدره على التفكير ....سمعت صوته مره ااخرى ..." هيا بنا ...سوف نتاخر عن موعد القطار وسنضطر للاتظار للمساء "
سارت معه وهى مسلوبة الاراده.....لا تعرف هل تذهب إلى عائلتها ام إلى محطة القطار ...خطوتها متردد ...هل تسير معه أم تعود الى عائلتها مره أخرى ...شعرت بخوف من لقائهم برغم شوقها اليهم .....لم تجد امامها حل الا العوده معه مره أخرى ....الى مصيرها الغير معلوم ....تبتعد عن قريتها واهلها للمره الثانيه ....تتسأل فى نفسها ....هل سااطتيع العوده يوما اليهم ؟ .....هل سيستطيعوا نسان ما فعلت بهم .....اشتقت إلى أمى كثيرا ....أريدها أن تاخدنى وتضمنى الى صدرها ....اريد ان الهو مع اولاد أخى ثانيه ....أريد التحدث الى أختى مطولا ...أشتاق إلى أبى ....وأخى سالم ....اشتاق الى بيتنا ....أشتاق إلى غرفتى ....ملابسى القديمه ....إلى متى سيتستمر البعد ....ياربى أعطنى القوه لاتحمل البلاء.... وجدت ساره نفسها أمام محطة القطار مره أخرى ....فتذكرت يوم هروبها الاول ....لو لم تهرب ...لم عانت كل هذه المعاناه ...لما فعلت كل هذه الاخطاء ...لما جرحت كل هذه القلوب ....ماحدث لها فى عام واحد ...يحتاج الى اعمار اخرى فوق عمرها لتستوعبه وتستطيع تقبله .....مره عام على وقوفها فى نفس محطة القطار....لم يتغير اى شئ فى المحطه ....الوجوه الحزينه والبائسه وبائع الجرائد وبائع الشاى ...الاشخاص الذين يحملون صناديق لتلميع الاحذيه ....لم يتغير اى شئ باستثناء الشخص الذى يرافقها ....نظرت خلفها ...نظره أخيره إلى قريتها ....ففرت دمعه من عيناها ....ثم سارت مع الشخص المرافق الذى صعد إلى القطار ومد يده اليها لتصعد هى الاخرى ....نظرت اليه نظرة تردد ...ففهم ما تعنيه هذه النظره ....
"سنعود ...ثقى بى ...ولكن فى الوقت المناسب "
مدت يدها له ليلتقطها ...ساروا سويا داخل العربه ليبحثوا عن مقعدين متجاورين ....فوجدا مقعدا فارغا فى نهاية العربه ...طلب منها الجلوس بجنب النافذه وجلس هو بجانب ....بعد لحظات بدأ القطار فى الانطلاق ....أمسك الشخص المرافق يدها ووضعا بين كفيه وقام بتقبيلها حتى يطمئنها ....لم تكترث لما فعله ...فشوقها لعائلتها لا تستطيع تجاهله ....وضعت رأسها على طرف النافذه....ثم بدأت تتذكر ماحدث لها منذ هروبها ....منذ عام .....تذكرت كل الاشخاص الذين مروا بحياتها ...عائلتها ...سليم ...مديحه ...شمس ...فيفى ...رشا ...سلامه ...سهى ...الجده ...حازم ...جدتها ...رجاء ...اروى ...رنا ...أياد ..مراد ...محمد ...حسين ...سحر...وادهم...مر كل ماحدث على عقلها سريعا حتى توقفت عند موقف لن تنساه أبدا ....
.....فلاش باك (قبل 9 أشهر) ...
لم تستطيع تصديق ما حدث لها ....لا تعرف هل ترى حلم بأنها أصبحت ترى ....أم أنها حقيقه ....سمعت اصوات عاليه بالخارج ....أقتربت من باب غرفتها...وضعت يدها على المقبض ...فتحت الباب ببطئ لترى اشخاص يقفون أمام سلم الطابق الثانى ....الصوره غير واضحه ....الاشياء امامها مهزوزه ....والوجوه غير مكتمله ...حاولت التركيز أكثر...أغمضت اعينها وفتحتها أكثر من مره حتى تتضح الرؤيه ....رأيت سيده فى أواخر الاربعينات أو أوائل الخمسينات ورجل فى أواخر الخمسينات يقف بجانبها ...بينما يقف شابين وجها لوجه أمامهم ....اقتربت ساره بخطوات بطيئه منهم ...فرأتها السيد فاقبلت عليها مسرعه قائله ....
"رايحه فى يابنتى ...ما ناديتيش عليا ليه وانا أعملك اللى أنتى عايزاه ....؟"
نظرت ساره اليها مبتسمه...فعلمت رجاء أنها اصبحت ترى بعد الان ....
"انت شايفانى يا ساره "
لتشير اليها ساره برأسها أى ...نعم...
فتضمها رجاء اليها وتحضنها من سعادتها ...فتقول ساره ...
"انا مش مصدقه أنى رجعت اشوف تانى "
"الحمد لله يابنتى ...الحمد لله "
"يا حسين ...يا أدهم ...ساره فتحت "
اقبل عليهم حسين بسرعه مهنئا ساره ....
"الف حمدلله على السلامه يا ساره يابنتى ..."
لم يعى أدهم ما قالته والدته الا بعد مده ...فنظر اليها بسرعه ...فوجدها محتضنه والدته ...لم تنتبه ساره له ...فهى ارادت ان تشارك احد فرحتها ...ولكن سمعت صوت يقول ....
"انا كنت متأكد أنك هتعمل اى حاجه عشان تبعدنى عن اروى ...بس ده بعدك يا أدهم ...فاهم ...أنا ما سرقتش حاجه ولو عندك دليل أنى سرقت الفلوس ...أتفضل روح بلغ عنى ...."
نظرت ساره الى مصدر الصوت فرأت أدهم ينظر اليها ....وتجد خلفه شاب علمت بانه محمد ...أستطاعت تميزه ن صوته ...ولكنها عادت لتنظر لأدهم مره أخرى ....تشعر بأن وجهه مألوف ...تشعر بأنها رأته من قبل ....قطع تفكيرها صوت محمد وهو يقول ....
"مش هنسى لك اللى عملته ده يا أدهم ...."
قال محمد هذا الكلام ثم صعد الى اعلى ....فوجد أروى تقف على الطرف العلو للسلم وتستمع الى ما حدث ...عندما رأته ...سألته ...
"فى ايه يامحمد ....ايه اللى حصل ؟...فلوس أيه اللى أبيه أدهم بيتكلم عليها "
نظر اليها محمد ثم دخل غرفته ...فدخلت أروى خلفه واغلقت باب الغرفه ....
بالاسفل ...أدهم ينظر إلى ساره وهى تبادله النظرات ...تقول رجاء لها ....
"تعالى ..تعالى يابنتى ...أقعدى "
تحركت ساره معها وتحرك خلفهم حسين بينما ظل أدهم يقف مكانه وينظر اليها ...نظرت رجاء له ثم قالت ...
"فى ايه يا أدهم ؟...واقف كده ليه ...مش تيجى تبارك ل ساره ؟"
اقترب أدهم منهم بخطوات بطيئه وهو يحاول أن يدير وجهه عنها ....يقول لها بصوت منخفض ....
"حمدلله على سلامتك "
لترد عليه بنفس النبره ...
"الله يسلمك "
بدأت رجاء بطرح اسئلتها على ساره كيف أيصرت من جديد وهى ترى جيد الان ....على الطرف الاخر يقف أدهم وكأن أحدا ضربه على رأسه فافقده توازنه ...لم يعد يعرف ماذا يقول أو ماذا يفعل....لاحظ حسين أرتباكه فقال له ...
"مالك يا أدهم ؟"
ليرد عليه قائلا ...
"هاا...لا مفيش حاجه ....انا خارج اشم هوا فى الجنينه "
سار أدهم ناحية الباب فقال له حسين ...
"أستنى يا أدهم يابنى ..أنا جاى معاك..."
ثم نظر الى ساره وقال ....
"حمدلله على السلامه مره تانيه يابنتى "
"الله يسلمك "
ثم خرج حسين خلف أدهم ....وترك ساره فى تفكيرها ومحاولاتها لتذكر....أين رأت أدهم من قبل ؟
                    ...................................
تجلس سحر فى سيارتها ....تبكى وتضرب بيدها فى عجلة القياده ....تحاول أنت تخرج حزنها فى اى شئ ولكن لا شئ يجدى نفعا ....بعد لحظات فُتح باب السياره وصعدت اليها صديقتها منى ....
"خير يا سحر ..فى ايه ؟ ...قلقتينى عليكى "
"حاسه أنى هموت يا منى "
"بعد الشر عليكى يا حبيبتى ....ليه بتقولى كده ؟...تعالى نطلع فوق ..."
"انا مش هقدر أخلف يا منى ...مش هقدر أخلف "
"أهدى بس يا سحر وفهمينى كل حاجه بالراحه "
"أفهمك ايه ؟...أنى مبقتش نافعه فى حاجه وانى عمرى ما هسمع كلمة ماما وان أدهم هيسيبنى ....انا هتجنن يا منى مش عارفه أعمل ايه "
"أهدى بس يا سحر "
"أهدى ايه ....أنا مش عارفه أعمل ايه .... وادهم ...أدهم لما يعرف هيقول ايه ؟ ...أكيد هيسيبنى "
"سحر سيبك من ادهم وفكرى فى نفسك ....أنتى روحتى للدكتور ؟"
"ياريت ما روحت ....كان اهون عليا أنى اعيش على امل ...أحسن ما كل الامال تتقطع ...."
"أستهدى بالله بس يا سحر وان شاء الله هنلاقى حل ...الطب يتطور كل يوم ...واللى مالوش علاج النهارده بكره يتعالج بسهوله "
"أنا حاسه أن ربنى بيعاقبنى عشان كذبت على أدهم ..."
"أيه الكلام اللى بتقوليه ده ... أستغفرى ربنا واهدى "
"أنا لازم اقول ل أدهم على كل حاجه ....لازم يعرف الحقيقه "
"حقيقة أيه ...سحر أنتى أتجننتى ...أدهم لو عرف الحقيقه هيسيبك وللأبد ..."
"فى الحالتين هيسيبنى ...لازم أدفع حساب اللى عملته ...لازم اقوله على كل حاجه "
أدارات محرك سيارتا وبدأت فى الانطلاق ولم تكترث إلى توسلات صديقتها لها بألا تذهب إلى أدهم وهى على هذه الحاله ...
                  ************************
يجلس أياد أمام رنا فى مكتبه ....
"ممكن أفهم ليه قدمتى استقالتك ؟ ...بحكم زمالتنا يعنى ..فى حد زعلك هنا ؟"
"أيوه "
"مين ؟"
"دكتور معانا فى المستشفى "
"عملك ايه ؟"
"كل ما أحاول أقرب منه ...يبعد هو ...مش عارفه ليه بيعمل معايا كده ...هو أنسان محترم ومثقف وانا عجبه بيه....بس مش هقدر استحمل أكون موجوده معاه فى نفس المكان وهو ش شايفنى خالص "
"ممكن يكون مش واخد باله ...ما حاولتيش تظهرى له أو تعبرى له عن مشاعرك ؟"
"مابيدينيش فرصه ...كل ما اتكلم معاه عن الحب يغير الموضوع ...زى ما يكون فى حاجه مخبيها ومش عايز حد يعرفها "
"مش عارف اقولك "
"ما تقولش حاجه ...انا هطلب منك طلب واحد قبل ما أمشى "
"طلب ايه "
"تسلمله الورقه دى "
"هو مين ده ...؟"
"هتلاقى أسمه مكتوب على الجواب من بره ... ياريت ما تشوفش الاسم الا بعد ما أخرج "
أخرجت رنا الرساله من حقيبتها ووضعتها أمام أياد على المكتب ثم أستأذنت والدموع تملأ عيناها وخرجت مسرعه ....نظر أياد إلى الرساله مندهشا ن تصرف رنا الغريب ...أخذ الرساله وادارها ليرى اسم الدكتور المرسل اليه ...فاندهش عندما وجد مكتوب عليها من الخارج ...
"رسالتى أليك"
                    ...................................
يجلس محمد على الفراش ويضع راسه بين كفيه ...تقترب أروى منه وتجلس بجانبه ....
"محمد يا حبيبى ...أهدى ...أبيه أدهم طيب ...أكيد ميقصدش حاجه "
"لخرج رأسه من بين كفيه ونظر اليها ....
"أنتى لسه بتدافعى عنه ؟"
"مش عارفه أقول ايه ...معلش يا حبيبى أستحمل عشان خطرى ...."
"خلاص مابقتش قادر استحمل ...مش كفايه معملتهم ليا على أنى شحات ....كمان يتهمونى بالسرقه "
"حقك عليا يا حبيبى ....انا هكلم ماما واخليها تكلم أبيه أدهم وتخليه يجى يعتذرلك "
"انامش عايز أعتذار من حد ...كل اللى أنا عايزه أنهم يعاملونى ك جوزك مش أبن البواب ...الكل يزعقله ويهينه وهو ما يقدر يتكلم ولا يقول لللى بيظلمه لا....بس أنا مش هسكت وبكره يشوفوا أبن البواب هيعمل ايه "
                   ..............................

هناك 30 تعليقًا:

  1. تحفةةة تحفةةة ربنا يوفقك ^______^

    ردحذف
  2. اخيـــــــــــــراااااااااااا حمد الله ع السلامه :)

    ردحذف
  3. روووعة الحلقة
    منتظرة الحلقة الثانية بسرررعة

    ردحذف
  4. روووعة الحلقة
    منتظرة الحلقة الثانية بسرررعة

    ردحذف
  5. روووعة الحلقة
    منتظرة الحلقة الثانية بسرررعة

    ردحذف
  6. جميله جدا انا خلصتها كلها فى يوم بجد تحفه

    ردحذف
  7. حلوة بس خلي الحوارات كلها عامية لان بالفصحي انا حاسة بتفرج ع كارتون المواقف بالفصحي الحوار بالعامية كده احسن

    ردحذف
  8. فين باقي الحلقات

    ردحذف
  9. حلوةة اووي .. قراتهاا كلهاا ف يوم وااحد ^^
    بس كمل بقي .. :‘))

    ردحذف
  10. حلووووو جدا ياريت تكمل

    ردحذف
  11. جميييلة ^ ____ ^

    ردحذف
  12. تحفة بجد ^ ^

    ردحذف
  13. جميله جدا
    بس فين باقي الحلقات

    ردحذف
  14. ممكن باقي الحلقات لو سمحت

    ردحذف
  15. حلوة جدا ياريت ماتتأخرش علينا ف باقي الحلقات

    ردحذف
  16. حلوة جدا ياريت ماتتأخرش علينا ف باقي الحلقات

    ردحذف
  17. جميله الجزءالثانى حينزل امتى

    ردحذف
  18. بااقى الحلقاات هتنزل امتى انا تعبت 🐸

    ردحذف
  19. رؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤعه فين الباقي

    ردحذف
  20. رااائعه ...الجزء الاول من الروايه وانهتها في ٥ ساعات ..والفضول هيموتني اعرف ايه اللي هيحصل بعد كده .. استمر واحسنت 👍

    ردحذف
  21. لا بجد كده كتير فين الباقى ؟؟

    ردحذف
  22. بجد اكتر م شهرين مستنين باقي الحزء التاني كده كتير بجد

    ردحذف
  23. جميله جدا.. ياريت تكمل .. وربنا يوفقك في.حياتك العمليه

    ردحذف
  24. جميلة جدا والاحداث مشوقة

    ردحذف

اترك رأيك بكل صراحه ...