الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

باقر البطون ....الحلقه ال19

أقتربت ريم من شاديه بعد انا قالت شاديه لها ....
.."ساعدينى ارجوكى " 
" فى ايه..ايه الى حصل ؟؟"
"شيماء .... مختفيه من امبارح ومش عارفه ايه اللى حصلها "
"اهدى بس واحكيلى ايه اللى حصل ..."
تنظر شاديه الى ريم ثم ألى والدتها ...فتفهم ريم انها لا تستطيع ان تقول شئ امام والدتها ..فنظرت ريم ألى والدتها التى فهمت الرساله ...فاستأذنت وذهبت ألى غرفتها ....كررت ريم سؤالها مره اخرى...
"ايه اللى حصل ...اتكلمى ما تخافيش " 
اذدرت شاديه ريقها ثم بدات تقص ما حدث بالمس على ريم وأثناء قصها لما حدث كانت ريم تطرح الاسئله من حين الى اخر حتى تستوعب ما تقوله وتستطيع مساعدتها... 
"يعنى انتى متعرفيش الزبون ده ولا تعرفى عنوانه ولا رقم العربيه ...."
"معرفش حاجه ...انا ماشوفتهاش وهى بتركب عربيته...كل اللى اعرفه رقم موبايله" 
"استنى ..." 
اخرجت ريم هاتفها المحمول من الحقيبه...ثم اخذت تعبث به قليلا ثم وضعته على اذنها وانتظرت حتى اجابها الطرف الاخر..
"الو...لو سمحت يا يوسف كنت عايزه اطلب منك خدمه ...خير ما تقلقش ...لو تعرف حد فى شركات المحمول كان فى رقم عايزه اعرف مين صاحبه ...هقولك بعدين ... هبعتلك الرقم فى رساله ....هترد عليا امته ...اوك تمام ...هستنى اتصالك ..مع السلامه "
تنظر شاديه محاوله فهم مكالمة ريم ..فتوفر ريم عليها عناء التفكير وتقول لها ....
" انا كلمت واحد هيحاول يعرفلنا مين صاحب الرقم ده ...يارب يوصل لحاجه"
ثم تبدأ ريم فى ارساله الرقم إلى يوسف ....
"يارب"
تنظر ريم الى شاديه وعينيها الباكيتين والتى يظهر الخوف منهما ..
"انتى خايفه عليها اوى كده ليه ...ممكن تكون بتزور حد وهترجع او بتشترى حاجه بس تليفونها فصل شحن "
"لا عمرها ما اتاخرت عليا كل ده وكانت تكلمنى لو هتتاخر ...انا حاسه انه حصلها حاجه " 
" ليه بتقولى كده ...فى حاجه انتى مخبيها عليا ؟"
صمتت شاديه ولم تتكلم ....
"اتكلمى عشان اقدر اساعد شيماء واساعدك ....خطف شيماء له علاقه بموت مها ؟ .... انتى عارفه مين اللى قتل مها؟ ....اتكلمى يا شاديه ...ممكن تكوت دى فرصتك الاخيره عشان تتكلمى ...مين اللى بيقتل ...وبيعمل كده ليه ...ومها ...ايه علاقتها بيكوا ...كانت بتشتغل معاكوا فعلا ولا لا؟" 
لم تعد شاديه قادره على السكوت اكثر من ذلك ...خوفها على نفسها وعلى شيماء دفعها لان تتكلم ..... فربما تكون فرصتها الخيره للكلام وطلب الغفران...
"انا هقولك على كل حاجه ومش هطلب منك تساعدينى ...كل اللى بطلبه منك انك تسامحينى ...بعد الكلام اللى هتسمعيه منى نظرتك هتختلف لكل حاجه بتحصل حواليكى ...."
"انا متأكده من ده ...كفايه انى اعرف اختى كانت بتشتغل معاكو ولا لا ...واعرف اتقتلت ليه " 
اخذت شاديه نفسا عميقا ثم بدء بالكلام ...
"الحكايه بدأت لما سبت كفر الشيخ وجيت القاهره عشان ادخل كلية الاداب على أمل انى ابقى مدرسه واقدر اصرف على اهلى....بعد ما جيت بكام اسبوع بدأت أتعود على حياة الجامعه وزى ما انتى عارفه كل واحد بيتعرف على اصحاب من نفس الطبقه بتاعته ...انا كنت من الطبقه الضايعه ...طبقه تحت خط الفقر بمراحل ....فى الوقت ده اتعرفت على شيماء وكانت اول حد اتعرف عليه من ساعة ما وصلت القاهره ... كانت انسانه جدعه وطيله ...من حبها ليا وخوفها عليا كنت بحس انها اختى او امى ....انا كمان حبيتها واتعودت على وجودها فى حياتى وبقت شئ اساسى ومانا وهى منقدرش نعيش من غير بعض ....فاتت اول سنه واتوفى بابا وظروفنا بقت صعبه جدا لدرجة انى فكرت اسيب الدراسه واشتغل عشان اصرف على اهلى...فى الوقت ده شيماء كانت بتشتغل فى مطعم وعرضت عليا اروح معاها واهى شغلانه هتدخلي فلوس كويسه جنب الدراسه ...فى بداية السنه التانيه اتعرفت على سلمى " 
قاطعتها ريم مستفهمه ...
"سلمى مين؟"
"هتعرفى كل حاجه ....اسمعينى للأخر وانتى هتعرفى كل اللى عايزه تعرفيه "
"ماشى كملى"
"اول مره شوفت سلمى فيها ....كنت فى محاضر وفجأه لقيتها واقفه قدامى بتمدلى ايديها وبتعرفنى بنفسها.....كانت سمعت من زمايلى انى احسن واحده تبيض محاضرات ....سلمى كانت انسانه جميله ورقيقه ....كان ليها اصحاب كتير بنات ...مكنتش بتؤمن بالصداقه بين ولد وبنت ...المهم كانت كل يوم تصور منى المحاضرات ... ولما عدى النرم الاول وجابت تقدير كويس فيه قربت منى اكتر ....كنت مستغربه ازاى بنت زى سلمى تصاحبنى انا ...سلمى كانت من عيله غنيه ....وده كان واضح من لبسها وعربيتها .....مشكلة سلمى الوحيده انها مقدرتش تفهم شيماء ....وشيماء بدأت تغير منها وحست انها هتاخدها منها ومن هنا بدات المشكله ....مع مرور الايام بدات علاقتى تقوى مع سلمى وشيماء تزيد كره ليها ....المطعم الى كنا بنشتغل فيه اتقفل وبدات المسافه بينى وبين شيماء تزيد ومبقتش اعرف حاجه عنها وف بوم وانا قاعده فى الجامعه...كنت قاعده بفكر هعمل ايه ...كنت محتاجه فلوس وماما واخواتى محتاجين مصاريف ...
...فلاش باك.....


تجلس شاديه أمام سلالم أحد مبانى الجامعه الضخمه .... كانت شارده فلم ترى صديقتها سلمى وهى تقترب منها وتجلس بجانبها ..... أفاقت من شرودها بعد ان لمستها سلمى وهى تبسم لها ....
"مالك يا شوشو "
"مفيش "
"هتخبى عليا ...من أمتى بتخبى حاجه عنى "
"ماما واخواتى وحشونى أووى "
"طب ما تروحى تزوريهم ..أنتى ماشوفتهمش من أمتى؟"
"من بداية الترم ... يعنى بقالى حوالى شهر أو 40 يوم "
"حرام عليكى يا شاديه ...أكيد أنتى كمان وحشتيهم ...طب بتكلميهم "
"أكلمهم ازاى ... معندناش تليفون ...هو أحنا لاقين ناكل عشان يكون عندنا تليفون "
"معندكوش تليفون !!...أمال عايشين أزاى يابنتى ...يعنى فى الاجازه لما أحب اطمن عليكى أوصلك ازاى "
"انا هحاول أشوف شغلانه ....أكيد ماما محتاجه فلوس ...بصراحه انا مكسوفه من نفسى أووى ...بدل ما أشتغل وابعتلها فلوس هى اللى بتبعتلى "
"معلش يا شيماء فتره وهتعدى وان شاء الله تتخرجى وتبقى مدرّسه كبيره ويبقى معاكى فلوس كتير "
أبتسمت شاديه أبتسامه ممزوجه بالحزن ...صمتت سلمى قليلى ثم فتحت حقيبتها واخرجت بعد الاوراق النقديه ووضعتها فى يد شاديه ..
"ايه اللى بتعمليه ده يا سلمى ...انا مش بحكيلك عشان تديلى فلوس ...انا بس كنت محتاجه أفضفض لحد وانتى طلبتى أحكيلك "
"أنا عارفه يا شوشو ...بعدين هو انا لو محتاجه حاجه مش كنتى هتساعدينى "
"اساعدك ؟ "
"أه طبعا ...وبعدين ما انتى بتشرحيلى اى حاجه بتقف معايا ...هى دى مش مساعده ولا ايه ؟"
"بس ..."
"مفيش بس ...خدى الفلوس ولو أحتجتى حاجه قوليلى .."
تقترب منهم شيماء فتنهض سلمى مسرعه فلم تكن كل منهم تروق الى الاخرى ....
"هشوفك فى المحاضره متتأخريش "
"ماشى "
أبتعدت سلمى بينما أقتربت شيماء من شاديه وجلست بجانبها ...
"مالك فى ايه ...والبت دى كانت عايزه منك ايه ؟"
"يعنى هتعوز ايه منى ...مفيش كانت بتتكلم معايا "
"أنتى كنتى بتعيطى ...قوليلى لو البت دى قالتلك حاجه زعلتك ...انا هجيبلك حقك منها ...هى فاكرها نفسها مين ؟"
"حرام عليكى هى معملتش حاجه ...أنتى بتكريها كده ليه ؟"
"عشان دايما بتبصلنا من فوق زى ما يكون أحنا من طينا وهى من طينه تانيه ...المهم سيبك منها ايه اللى مزعلك "
"محتاجه شغل ...عايزه اشتغل بأى طريقه لازم أبعت فلوس ل أمى "
"متقلقيش ...عندى ليكى مصلحه هتخلى الفلوس تجرى فى ايدك من غير شغل ولا بهدله "
"أزاى ده ؟"
"أنا هقولك على كل حاجه .....بس المهم تفتحى مخك معايا واحنا هنعيش حياله عمرنا ما كنا نحلم بيها "
"أفتح مخى أزاى ؟
"قبل ما أقولك لازم تعرفى أنى عشان بحبك وحاسه باللى أنتى بتمرى بيه مكنتش هقولك الكلام ده ....."
"كلام ايه ...اتكلمى يا شيماء ...."
"بصى بقى ....عشان تقدرى تصرفى على أمك واخواتك وانا كمان أقدر ابعت فلوس ل أهلى ....لازم نضحى ....والا هنموت أحنا وهم من الجوع "
"نضحى !! ؟ ...نضحى بأيه ؟"
"نضحى بنفسنا ...عشان نقدر نعيش اللى باقى من حياتنا وعشان اهالينا يقدروا يعيشوا هم كمان "
"انا مش فاهمه حاجه ايه الالغاز اللى بتتكلمى بيها دى ؟"
" انا عندى شغلانه ليكى بس محتاجه مننا شوية تنازلات "
"تنازلات ازاى يعنى ؟ ....وشغلانة ايه دى اللى فيها تنازلات من البدايه ؟ ....شيماء انتى قصدك ايه ....أوعى يكون اللى بفكر فيه صح ؟"
"مش زى ما أنتى فاكره كده ....دى حاجه بسيطه ...هنقضى وقت لطيف مع شباب حلوين وهناخد اللى أحنا عايزينه ...."
"أنتى أكيد أتجننتى ؟"
"أتجننت ....أنتى فاكره هنشتغل ايه بالظبط ....أحنا يادوب هنسليهم بس ....بس الحاجات التانيه دى ملناش فيها "
"واضح أنك منمتيش كويس أمبارح ....أنا همشى عشان الحق المحاضره ...سلام "

نهضت شاديه وابتعدت عن شيماء ....التى ظلت جالسه مكانها ....تفكر فى طريقه أخرى لاقناع شاديه بما تودها أن تفعله "

يقطع حديث شاديه صوت هاتف ريم .....تلتقطه ريم بسرعه لتجده المتصل بها يوسف ....فترد عليه بسرعه ....
"خير يا يوسف .... وصلت لحاجه ؟ ....كنت حاسه ....شكرا ليك يا يوسف ...تعبتك معايا .....حاضر هبقى أكلمك ....مع السلامه "

تضع ريم الهاتف أمامها ثم تنظر إلى شاديه ....فتسألها شاديه ...
"عرف صاحب الرقم ؟ "
"للأسف الرقم مش متسجل ....."
"يعنى ايه ؟ ....يعنى مش هنقدر نعمل حاجه ....هنسيب شيماء كده ...منعرفش حيه ولا ميته ؟"
"أهدى بس...واحنا هنفكر سوا يمكن نوصل لحاجه "
تنهض شاديه من مجلسها وتاخد حقيبتها ....فتنهض ريم هى الاخرى وتسألها ...
"أنتى رأيحه فين ؟ ...أستنى "
"هرجع الشقه ....يمكن تكون رجعت .....وحتى لو مرجعتش هستناها هناك"
"ما قولتليش ايه اللى حصل بعد كده ....وايه اللى خلاكى توافقى تشتغلى الشغلانه دى؟ "
"مش هيفرق معاكى أنا وافقت ليه .....كل اللى يهمك أذا كانت أختك مظلومه ولا لا "
صمتت ريم قليلا لتكمل شاديه حديثها ....
"كلنا أتظلمنا....كل واحد فينا اتعرض للظلم بطريقه مختلفه وف الاخر الشغلانه دى جمعتنا ....كنا بنحاول ننسى بيها الظلم اللى أتظلمناه ....الا واحده بس كلنا أشتركنا فى اللى حصلها "
"قصدك ايه ؟"
"ولا حاجه "
سارت شاديه فى أتجاه باب الشقه ...متجاهله نداء ريم عليها ....ثم خرجت واغلقت باب الشقه خلفها ....
                   ...........................................................
بينما كان خالد يفكر فى ما سوف تقوله الفتاه التى تدعى هاجر ...هل سيساعده أم لا ... بينما كان يفكر ...مد يده ليفتح أحد الادارج واخرج منه ملف ...قام بفتح الملف واخرج منه أخر رساله أرسلها القاتل بواسطة جلال ...بدأ فى قرأتها ثانيه عسى أن يسطيع أن يفهم شيئاً منها ..... حاول التركيز فى كلماتها ....من يقصد برأس الافعى وجزعها ...وهل تمكن من الوصول اليهم أم لا .....وما سبب حدوث هذا ...لماذا يفعل هكذا ....كل هذه الاسئله كانت تدور داخل عقل خالد ....ثم أخذ يقول لنفسه ...
"أكيد راس الافعى وجزعها دول شخصين هم السبب فى اللى بيحصل ده كل ....بس هقدر اعرف كل ده أزاى ... لازم اوصل ل هاجر ....أكيد هتساعدنى أنى افهم سر الرساله دى"
             ...............................................
يسير يوسف فى طريقه الى منزله ويبدوا علي وجهه القلق ...يخرج هاتفه ويحاول الاتصال باحد ما ....فلم يجيبه ...يكرر الاتصال أكثر من مره ولكن لم يلقى رد....يحدث نفسه بغضب ....
"رد بقى ...حرام عليك ...هتودينا فى ستين داهيه "
كرر الاتصال مره أخرى فسمع صوت يجيبه....
"الوو ... أنت فين ؟ ....لازم تهرب .....لا ...لازم تهرب فى اسرع وقت ....أجازة ايه ...ممكن فى اى لحظه تلاقيهم بيبقبضوا عليك .... ما تنساش تبقى تكلم ماما ...عشان بتسأل عليك دايما ...أنا مش لاقى حجج اقولهالها ...ماشى ...سلام "
                    ******************
جلس ريم بجانب والدتها على الفراش ...تفكر فيما سمعته وعرفته ....تنظر اليها والدتها قاطعه تفكيرها...
"بتفكرى فى ايه يا ريم "

"هاا....ولا حاجه يا ماما ...انتى متأكد انها هى ؟"

"ايوه يابنتى ...هى "

عادت ريم لتفكر مره اخرى في الكلام الذى سمعته من شاديه ومن والدتها بعد ذلك ...حاولت ان تربط الاحداث ولكن علق بعقلها بعض الاسئله ... من هى سلمى ؟...وما علاقاتها بما حدث ؟ ... ولماذا بدات شاديه حكايتها بالكلام عنها؟ ...ولماذا اتت شاديه الى هنا من قبل ؟......ولماذا قالت لها والدتها ان اسمها كان مختلفا أيضا .. ...ماذا كانت تريد ؟...كانت لابد ان نحصل على اجابات لاسئلتها ...نهضت مستأذنه والدتها ان تخرج على ان تعود قبل ان تنام ...
             ************************************


يقف سعد المخبر امام مكتب خالد ..يقول للعسرى الواقف على الباب...
"
بلغ خالد بيه انى عايز اقابله "
يفتح العسكرى الباب بعد انا يطرقه ....يدخل المكتب ثم يخرج بعد لحظات ليسمح له بالدخول .....يدخل سعد لبقف امام خالد بعد ان ادى التحيه ...ينظر اليه خالد وهو يقول ...
"
خير يا سعد ...فى حاجه حصلت ؟"
"
الراجل اللى اسمه جلال ده " 
"
ماله...عمل ايه"
"
طلع بيخدعنا طول الفتره اللى فاتت"
 
"أزاى ؟ ...أتكلم يا سعد ؟"
"الراجل ده طلع هو اللى بيكتب الرسايل وبيبعتها "
"متأكد ؟؟؟"
"أيوه يا فندم ...أنا شوفت الكمبيوتر اللى بيطبع عليه الرسايل بنفسى ؟"
"قولى ايه اللى حصل بالظبط ؟"

                  ****************************
طرقات مستمره على باب شقة شاديه وشيماء ...ولكنها لم تجد رد من الطرف الاخر ...استمرت فى الطرق والضغط على زر الجرس...
داخل الشقه لا توجد حركه ....كل شىئ يوجد كما هو .....تظنها فارغه اذا لم تنتبه الى الجسد الملقى بجانب الفراش فى احدى الغرف …..
لم تجد ريم امامها الا حل واحدا وهو الذهاب الى الشرطه وتقول لهم كل ما تعرفه ....وتطلب منهم مساعدتها ....