نظرت ميار إلى نفسها فى المرآه وتذكرت الحديث الذى دار بينهما ....
....فلاش باك...
"أنتى عارفه يا ميرو يا حبيبتى يوم فرحك أنا اللى هعملك المكياج بنفسى وطبعا لازم أكون عارفه العريس وموافقه عليه .... "
"أكيد طبعا...انا مش هوافق عليه الا لما تشوفيه وتقوليلى رأيك "
"ربنا يخليكى ليا "
"ربنا يسعدكوا ....هو هيتقدملك أمتى "
"هو مستنى أخلص جامعه ويجى يتقدم ... ان مبسوطه ...مبسوطه أووى يا ميرو "
"انتى طيبه وتستاهلى كل خير"
أفاقت ميار من شرودها على صوت والدتها التى فتحت الباب وقالت لها ....
"أنتى لسه مجهزتيش يا ميار ...الناس زمانهم جايين يابنتى "
"لسه بدرى يا ماما ....على العموم انا هجهز بسرعه "
"مالك يابنتى ....فى حاجه حصلت ...شكلك متضايق ؟"
"خايفه يا ماما "
"من أيه يا حبيبتى ....مش ده مازن اللى كنت قالبه دماغى بيه ...أنتى غيرتى رأيك ولا ايه ؟"
"مغيرتش رأيى ...مش عارفه حاسه أنى قلبى مقبوض كده "
"أنتى أكيد محسوده ...تعالايا حبيبتى أما أرقيكى "
"محسوده على أيه بس يا ماما "
"يابنتى عين الناس مابترحمش "
"متقلقيش عليا ....شوفى بس بابا ومحمد جهزوا ولا لسه وانا هجهز بسرعه "
"ماشى يا بنتى ...ربنا يقدملك اللى فيه الخير "
خرجت الام من الغرفه بينما نظرت ميار للمرآه مره أخرى وعادت الى شرودها وهى تتذكر الحوار الذى دار بينها وبين أحدى صديقاتها ....وتذكرت مها وريهام وكيف كانوا أصدقاء مقربين ولكن ما حدث فرق بينهم .....نزلت دمعه من عينيها رغما عنها وهى تقولى بصوت خفيض ...
"سامحونى "
********
أمام العماره التى تسكن بها ريم تقف سياره مازن ....كان مازن يجلس بها وبجانبه ريم التى ضعفت قوتها بعد الكلام الذى سمعت فى الصباح ....
"هتقدرى تطلعى لوحدك ولا أوصلك لحد الشقه "
"لا هقدر ....متشكره أووى على كل اللى عملته "
"العفو ...لو أحتجتى أى حاجه ياريت تبلغينى "
"أكيد ...شكرا مره تانيه ...كنت عايزه اقولك أتفضل بس واضح أنك مستعجل "
"شكرا بس فعلا ورايا مشوار مهم...ياريت لو وصلتى لاى حاجه بخصوص الصور اللى أخدتيها ياريت تبلغينى علطول"
"أن شاء الله "
فتحت ريم باب السياره ونزلت منها متجهه إلى مدخل العماره ....تسير ببطىء تشعر ب صداع بسيط فى رأسها ولكنها تقاومه وتسير ....ظل مازن يراقبها حتى صعدت السلم وأختفت عن ناظريه .....نظر الى ساعة يده فوجد الساعه الثامنه مساءً ...
"ياااه ...انا كده هتاخر ... "
أخرج هاتفه من جيب سرواله وبحث فى الاسماء الى أن وصل الى أسم ميار واتصل بها ...
"الوو...أيوه يا حبيبى ....لا مفيش حاجه ....هاجى بس أحتمال أتأخر شويه ....صدقينى مفيش حاجه هبقى أحكيلك أيه اللى أخرنى ...هحاول أجى فى الميعاد بس لو أتخرت شويه أعتذرى ل عمى لحد ما أجى ...مع السلامه يا حبيبى "
أغلق مازن الهاتف ثم أتجه بسيارته ألى أقرب محل للحلويات ليشترى بعض الشوكلاته ....
*********
تقف شيماء بجانب شاديه فى الاستقبال ....تحاول شيماء الاتصال بأحد ما ولكنه لا يرد ...
"أنتى بتتصلى بمين ؟"
"الزفت حاتم ....بتصل بيه من بدرى ومش بيرد وبعدها قفل تليفونه "
"تلاقيه مشغول ...أكيد لما يفضى هيكلمك "
"وممكن يكون عايز يخلع من الموضوع ويسيبنا نتصرف لوحدنا "
"تانى يا شيماء "
"انا فكرت فى الموضوع ....ووصلت لحل هيرضيكى "
"حل أيه "
"مش هتشتركى معانا فى اى حاجه ....وملكيش دعوه بأى حاجه هتحصل ...انا هخلص كل حاجه انا وهما "
"انا نصحتك كتير ...أنتى حره ...ياريت فعلا ميبقاش ليا علاقه بالموضوع ولا عايزه أعرف هتنفذوا أمته ولا فين ولا أزاى "
"بس لو الموضوع ده أتعرف بأى طريقه رجلك هتيجى معانا ...أنتى أه مش هتشتركى معانا بس لو حصل حاجه الكل لازم يشيل "
نظرت شاديه اليها ثم أدارت وجهها بعيدا عنها ...تنظر اليها مره أخرى لتجدها تحاول الاتصال مره أخرى ...
"ياريت تروحى تكلميه فى الحمام ...لو حد عدى وشافك ماسكه الموبايل هنا مش هيحصل كويس "
تبتعد شيماء بعيدا عن شاديه وهى تحاول الاتصال بحاتم ...تنظر شاديه اليها وتقول بصوت مسموع ...
"مش هسيبك تعملى الى أنتى عايزاه ....مش أنتى لوحدك اللى بتقدرى تفكرى ....هتشوفى أنا هعمل ايه يا شيماء "
**********
" ممكن أعرف ايه اللى حصل بالظبط ..."
جاء هذا السؤال من أحد الضباط الموجودين بشقة أسلام ....بعد أن قام رامى بأبلاغ الشرطه بما حدث...
"أحنا جينا نسأل على أسلام ....خبطنا على الباب كتير بس مردش ....نزلت سألت البواب قاله أنه ماشافوش من يومين ....بصراحه حسينا أن فيه حاجه مش مظبوطه ....كسرنا الباب ودخلنا ...لما دخلنا الشقه كانت ضالمه ...دورنا على المفتاح عشان نشغل النور فاصطدمت بحاجه ووقعت ...حسيت انى وقعت فى مكان فى مياه ..المهم قمت وقفت ...كان رامى وصل لمفتاح النور ....بعد ما رجع النور لقيت أيدى غرقانه بالدم ...وبصينا لقينا أسلام مقتول وغرقان فى الدم ....من الصدمه معرفناش نتصرف ...بعد شويه أتصل رامى بالشرطه "
قالها حاتم وهو يحاول ان يتماسك بعد الصدمه التى تعرض اليها ....نظر اليهم الضابط مره أخرى وهو يسألهم ....
"البواب قالنا أنه أخر مره شافه كان طالع الشقه ومعاه واحده ....وفريق البحث أكدلى أنه كان معاه واحده هنا فعلا .... عندكوا فكره مين دى ؟"
أشار كل منهم برأسه بالنفى ....ليكمل الضابط أسألته ...
"القتيل كان له أى أعداء ؟"
نظر كل منهم إلى الاخر ثم أجاب رأمى ....
"لا ....أسلام كان ملوش علاقه بحد ...ومكنش بيحب المشاكل "
"تفتكروا اللى قتله قتله ليه ؟....من الواضخ أن اللى قتله مكنش غرضه السرقه ....زى ما أنتوا شايفين الشقه .."
أجاب رامى ...
"ما أعرفش "
نظر أليهم الضابط نظرة شك ثم قال لهم ....
"سؤال أخير ....ممكن أعرف كنتوا جايين للمجنى عليه ليه ؟"
ظهر التوتر على وجه حاتم بينما حاول رأمى أن يجيبه بشئ من الثقه ...
"عادى ...أسلام صاحبنا من زمان ...وكنا متفقين اننا هنتقابل ....ولما أتصلت بيه وتليفونه غير متاح ...قررنا نيجى نطمن ونشوفه مش بيرد ليه "
"على العموم سيبيوا ارقام تليفوناتكوا والعنوان عشان لو أحتجنا لكوا بعد كده ...أتفضلوا أمضوا على أقوالكوا ...."
أقترب كل منهم من الكاتب ليمضى على أقواله وتسجيل العنوان ورقم الهاتف الخاص بكل منهم ....سال رامى الضابط .....
"هو ايه اللى هيحصل مع جثة أسلام ؟"
"هتتنقل المشرحه عشان الطب الشرعى يفحصها ....وهنحاول نوصل ل أهله ونبلغهم بكل اللى حصل "
خرج كل من حاتم ورامى من الشقه ....بينما أقترب الضابط من أحد أفراد البحث الجنائى .....
"قدرتوا توصلوا لحاجه "
"القاتل أستخدم اله حاده ...والجريمه تمت من السعه 2 صباحا للساعه 5 صباحا والواضح أنه محصلش مقاومه من المجنى عليه ....مفيش اى أثار للمقاومه ظاهره ....فى أحتمال من الاتنين ....البنت اللى كانت سهرانه مع المجنى عليه قتلته وسرقت موبايله وهربت بس الاحتمال ده ضعيف لانها لو عايزه تسرق كانت سرقة المحفظه والفلوس اللى فيها ...الاحتمال التانى أنها بعد ما خرجت دخل القاتل ونفذ جريمته وهرب وده الاحتمال الاقوى .....طبعا مقدرناش نحدد القاتل دخل أزاى بعد كسر باب الشقه عن طريق الشابين اللى أكتشفوا الجثه وكمان لقينا شباك المطبخ مفتوح ....وده بردوا يحير ...لانه يا أما المجنى عليه نسى يقفله أو فى حد فتحه للقاتل .....واضح ان الجريمه دى أتخطط لها كويس ...وكويس أووى كمان "
"يعنى موبايل المجنى عليه مختفى ؟"
"للأسف ....واضح أنه كان عليه حاجه تدين القاتل "
"يعنى أيه ...مش هنقدر نمسك المجرم اللى عمل كده ؟ ...انا عايز تحليل كامل لللى حصل .....أكيد سايب وراه دليل "
"لو وصلنا ل أى حاجه هنبلغ حضرتك علطول "
أبتعد الضابط عنه واخد ينظر ألى الشقه محاولا أيجاد أى دليل على القاتل ...
***********
بعد خروج حاتم ورامى من العماره ...طلب حاتم من رامى ان ينقله الى المنزله لانه لم يعد يستطيع قيادة سيارته بعدما حدث ... جلس حاتم بجانب رامى وساد الصمت بينهم لفتره ...وقبل ان يصل حاتم ألى منزله ....نظر ألى رامى الذى بدا عله الذهول والشرود ...
"هنعمل ايه ؟"
"فى ايه ؟"
"لازم نبلغ شيماء باللى حصل ... "
"شيماء دى هى السبب فى كل اللى حصل وكل اللى بيحصلنا"
"لازم نعرف مين اللى بيعمل فينا كده ...مين اللى عايز يقتلنا؟"
"أنت بتقول ايه ؟"
"أيوه أنا حاسس أن الدور هيكون عليا المره الجايه .....انا مش هستنى لما الاقى حد جاى يقتلنى وانا مش عارف أعمل حاجه "
"وهنعمل ايه دلوقتى "
"نتقابل ونشوف هنعمل ايه ...لازم نوصل لحل ونعرف ايه اللى بيحصل بالظبط ...أكيد شيماء عندها معلومات ممكن تفيدنا "
"تفتكر أن اللى بيحصل ده ...له علاقه باللى أحنا عملناه ؟"
"أكيد ...تقدر تقولى أزاى ده يحصل ل 3 مننا فى مده قصيره كده "
"كلمها وقولها أننا لازم نتقابل بكره ....متقولهاش اى حاجه الا لما نتقابل "
أخرج حاتم الهاتف من جيب سرواله ...ثم قام بفتحه وحاول الاتصال ب شيماء ..
**********
جلست ريم فى غرفتها بعدما أطمئنت على والدتها واطعمتها وناولتها العلاج .... أمسكت حقيبتها واخرجت مذكرات مها ....بدأت تشعر بالخوف من هذه المذكرات ...
"يا ترى مخبيه أيه تانى ؟"
قالتها ريم وهى تفتح المذكرات ....عسى أن تجد بداخلها شيئا عن ما حدث لها أو ما كانت تفعله ....او عن حبيبها المجهول ....أخذت تقلب فى الصفحات الى أن توقف وبدأت فى القراءه .....
"كنت أشعر بالحياه وهو بجانبى ....ولكن بعد أن أختفى من حياتى أشعر بأن روحى سُلبت منى .....لم يعرف أن تركه لى سيقتلنى ....من بعده لم اشعر بالحب مره أخرى ....كنت أشعر بوحده شديده بعد سفره ....سافر بدون ان يودعنى ... لا أعرف لماذا فعل بى هكذا ....هذا هو جزاء عشقى له .... الان الحب الذى بداخلى اليه تحول الى شعله من الغضب والكره ...هو السبب فيما حدث لى ..نعم أحمله المسئوليه ....تركه لى أضعفنى ...جعلنى صيدا سهلا .... فى البدايه لم أشعر بخطورة ما فعلته ....لم أشعر بأننى رميت بنفسى الى الجحيم ....وقبل أن انقذ نفسى كانت النار قد التهمتنى ...ميار أنتى من حاولتى تخفيف ما حدث لى ... كنت أقرب صديقه لى ...كنتى حاملة أسرارى ...ماذا حدث لكى تفعلى بى ما فعلتى .... لماذا فعلتى بى هكذا ....لن أسامحك أبدا عن ما فعلتيه ... العفو كلمه محوتها من قاموسى ...وبعد ما حدث لا أريده أن يعفو عنى ....يريد ان يقتلنى ...أتمنى ذلك بشده ....انا مستعده ..هذا هو السبيل الوحيد للتخلص من ضميرى ....لم أعد أعرف طعما للراحه ....أنتظرك ...أنتظرك بشده....أرجوك.... ارحمنى من هذا العذاب واقتلنى "
أقفلت ريم المذكرات ....والدموع تنزل من عينيها ....تشعر بان عقلها سوف ينفجر ...لم تعد تستطيع التفكير ....تشعر بأنها تقرأ مذكرات أنسانه لم تكن تعرفها يوما .....شعرت بالم يعتصر قلبها ...بكت بصوت مكتوم ...لم تعد تتحمل ...لم تتوقع أن تواجه هذا فى يوم من الايام ..... هدأت بعد فتره وحاولت تمالك نفسها وبدأت تفكر ماذا تفعل ومن أين تبدأ ولكن لم تجد مفتاح لهذا اللغز سوى ميار ....نظرت الى المنبه بجانبها فوجدت الساعه العاشره والنصف مساءً ....نهضت بسرعه ...فتحت خزانة الملابس ....وقامت بتبديل ملابسها بسرعه ووضعت المذكرات بحقيبتها وخرجت بعد أن أطمئنت ان والدتها نامت .....
***********
كانت ميار تجلس على كرسى فى الانتريه ويجلس على الكرسى المقابل مازن ....كل منهما يبتسم الى الاخر .... يشعر بأن قلبه يرقص من الفرحه ... يتمنى أن يقف العالم ولا يتحرك حتى يستمتع كل منهم بهذا الحدث .... قال مازن وهو يبتسم ....
"ميار ...انا حاسس انى بحلم "
"حلمنا أتحول لحقيقه "
"دى أحلى حقيقه فى حياتى ....مش قادر أوصفلك أحساسى ...كلام الدنيا كله مش هيقدر يوصف اللى انا حاسسس بيه ...."
"انا كمان نفسى أصرخ واقول بصوت عالى ....أنى بحبك "
صمتت ميار وتغيرت ملامحها وكانها تذكرت شيئا ما أحزنها فلاحظ مازن ....
"فى ايه يا حبيبتى مالك "
"كنت عايزه أطلب منك طلب"
"طلب ! ...أنتى تؤمرى وانا أنفذ "
"لو ف يوم زعلتك أو عملت حاجه غلط سامحنى ....أكيد كان غصب عنى وعايزاك تعرف حاجه واحده بس ...أنى بحبك وهفضل مخلصه ليك لحد ما أموت "
"ايه الكلام الغريب اللى بتقوليه ده "
"الكلام ده انت هتفهمه بعد كده "
"فى ايه يا ميار ...فى حاجه حصلت منى خلاكى تقولى كده"
"مفيش حاجه "
تقترب والدة ميار وهى تمسك بهاتف ميار وتقول لها ....
"خدى يابنتى ...موبايلك بيرن من بدرى "
"شكرا يا ماما "
أخذت ميار الهاتف ونظرت لتجد على الشاشه رقم ....هذا الرقم تعرفه جيدا .... تعلم جيدا أنه رقم ريم ولكنها لا تريد أن تجيب ...بعد أنتهاء الاتصال تأتى رساله ....تقوم ميار بفتحها لتجدها من ريم وتقول لها فيها ....
"ردى عليها والا هعملك فضيحه "
نظرت ميار الى مازن بسرعه وحاولت الابتسام ...ثم نظرت ألى الاشخاص الذين يجلسون على مقربه منها وهم والدها وأخيها محمد ووالدتها ووالد مازن ووالدته ...أشارت ألى أخيها الذى يجلس معهم ....أنتبه لها ...
"فى أيه يا ميار ؟"
قالها مازن بحيره من تصرفات ميار ..
"مفيش يا حبيبى ...زمايلى فى المدرسه بيكلمونى عشان يباركولى ...كنت قايله لهم أنك جاى النهارده ...هرد عليهم بسرعه واجى "
أقبل محمد فطلبت منه أن يجلس مع مازن الى أن ترد على الهاتف .....نهضت ميار وأختفت من أمام مازن ودخلت غرفتها فسمعت صوت هاتفها مره أخرى فأجابت بسرعه ......
"الو ...فى ايه ؟ ..أيه ؟ ...واقفه تحت العماره ؟...لا مش هقدر أنزل عندنا ضيوف ومش هقدر استأذن وأنزل ....حرام عليكى عايزه منى أيه ...يعنى ايه تطلعى ....الموضوع ده مش ممكن يتأجل لبكره ؟ ...خلاص انا نازله ..مش هتأخر "
خرجت ميار من غرفتها وحاولت أن تتسلل دون أن يراها أحد ...فتحت باب الشقه ببطئ وقبل أن تخرج سمعت صوت والدتها وهى تنادى عليها بصوت خفيض ...
"ميار ..رايحه فين "
"جايه يا ماما ...لو حد سأل عليا قوليلهم أنى بتكلم فى الموبايل فى الاوضه "
"فهمينى بس أنتى رايحه فين وسايبه الناس اللى جوه دى "
"لما أرجع يا ماما ...5 دقايق وهرجع "
"يا دى الفضايح "
خرجت ميار من الشقه وعادت والدتها لتجلس مع الضيوف ....نزلت ميار بسرعه لتجد ريم تقف أمام العماره ...اقتربت منها وهى تقول لها ....
"فى ايه ....جايه لى دلوقتى ليه ؟"
"فى حاجه مهمه عايز اعرفها منك "
"حاجة ايه ؟"
"أنتى عذراء ؟"
***********
....فلاش باك ...
خرجت الفتاه من غرفة النوم وخرج خلفها اسلام .... قالت بلسان غير مفهوم من تأثيرالكحول ...
"مش كنت سيبتنى أبات معاك بدل ما تنام لوحدك "
"مش هينفع صدقينى ...مستنى ضيف مهم "
"وهو اللى مستنى ضيف ويشرب ويبهدل نفسه كده "
"اصل الضيف ده لازم اقابله وانا مش فايق "
"مين الضيف الغريب ده "
"معرفوش "
"ومعرفوش ده هيجى أمته ؟"
أنطلقت ضحكه منهم وعندما أقترب من الباب نظر اسلام للفتاه وقال لها بوجه قلق ...
"هتوحشينى"
واقبل عليها ليقبلها ....
"فى ايه ...مالك ؟"
"مفيش ...يلا أمشى بقى "
فتح الباب واخرجها من الشقه ثم أغلقه خلفها وعاد إلى الانتريه ليكمل تناول الكحول والمكيفات ....فى حدود الثالثه فجرا أنقطعت الكهرباء ....ظل أسلام جالسا مكانه دون ان يتحرك أو يقوم بأشعال شمعه أو مصباح كهربى حتى ....
قال بصوت ضعيف ....
"انا عارف أنك هنا ...أنا مستنيك من زمان "
ليجيبه صوت متحشرج وكانه يأتى من مكان بعيد ....
"أنا عارف أنك تعبان ..أنا جاى النهارده عشان اريحك "
"انا شارب حاجات كتير أووى عشان محسش بأى حاجه ....كل اللى عايزه منك تخلصنى سرعه "
"للأسف كل اللى انت خدته مش هيمنع الالم اللى هتحس بيه .....الموت بالنسبه لى مش متعه ...المتعه انى أشوفك بتتعذب وانت بتموت ....جه وقت الحساب على كل اللى عملتوه "
وقف اسلام مكانه وسار بأتجاه الصوت يريد أن يرى صاحب الصوت قبل أن يقتله .... ثم أقترب منه الشخص الاخر ببطىء وانفاس اسلام تعلوا ...صرخ أسلام صرخه عاليه بعدما شعر بأن أحشائه تسقط من بطنه ....حاول ألامساك بها ولكنه لم يستطع سار بضع خطوات حتى وصل الى الصاله ....فتحرك الشخص الاخر من خلفه واقترب منه ثم قام بذبحه من الخلف ......فسقط أسلام على الارض وهو ينتفض ...ظل ينتفض وتسيل الدماء من رقبته وخرجت أحشائه من بطنه .....الى أن هدأت حركته تماما
***********
....فلاش باك...
"أنتى عارفه يا ميرو يا حبيبتى يوم فرحك أنا اللى هعملك المكياج بنفسى وطبعا لازم أكون عارفه العريس وموافقه عليه .... "
"أكيد طبعا...انا مش هوافق عليه الا لما تشوفيه وتقوليلى رأيك "
"ربنا يخليكى ليا "
"ربنا يسعدكوا ....هو هيتقدملك أمتى "
"هو مستنى أخلص جامعه ويجى يتقدم ... ان مبسوطه ...مبسوطه أووى يا ميرو "
"انتى طيبه وتستاهلى كل خير"
أفاقت ميار من شرودها على صوت والدتها التى فتحت الباب وقالت لها ....
"أنتى لسه مجهزتيش يا ميار ...الناس زمانهم جايين يابنتى "
"لسه بدرى يا ماما ....على العموم انا هجهز بسرعه "
"مالك يابنتى ....فى حاجه حصلت ...شكلك متضايق ؟"
"خايفه يا ماما "
"من أيه يا حبيبتى ....مش ده مازن اللى كنت قالبه دماغى بيه ...أنتى غيرتى رأيك ولا ايه ؟"
"مغيرتش رأيى ...مش عارفه حاسه أنى قلبى مقبوض كده "
"أنتى أكيد محسوده ...تعالايا حبيبتى أما أرقيكى "
"محسوده على أيه بس يا ماما "
"يابنتى عين الناس مابترحمش "
"متقلقيش عليا ....شوفى بس بابا ومحمد جهزوا ولا لسه وانا هجهز بسرعه "
"ماشى يا بنتى ...ربنا يقدملك اللى فيه الخير "
خرجت الام من الغرفه بينما نظرت ميار للمرآه مره أخرى وعادت الى شرودها وهى تتذكر الحوار الذى دار بينها وبين أحدى صديقاتها ....وتذكرت مها وريهام وكيف كانوا أصدقاء مقربين ولكن ما حدث فرق بينهم .....نزلت دمعه من عينيها رغما عنها وهى تقولى بصوت خفيض ...
"سامحونى "
********
أمام العماره التى تسكن بها ريم تقف سياره مازن ....كان مازن يجلس بها وبجانبه ريم التى ضعفت قوتها بعد الكلام الذى سمعت فى الصباح ....
"هتقدرى تطلعى لوحدك ولا أوصلك لحد الشقه "
"لا هقدر ....متشكره أووى على كل اللى عملته "
"العفو ...لو أحتجتى أى حاجه ياريت تبلغينى "
"أكيد ...شكرا مره تانيه ...كنت عايزه اقولك أتفضل بس واضح أنك مستعجل "
"شكرا بس فعلا ورايا مشوار مهم...ياريت لو وصلتى لاى حاجه بخصوص الصور اللى أخدتيها ياريت تبلغينى علطول"
"أن شاء الله "
فتحت ريم باب السياره ونزلت منها متجهه إلى مدخل العماره ....تسير ببطىء تشعر ب صداع بسيط فى رأسها ولكنها تقاومه وتسير ....ظل مازن يراقبها حتى صعدت السلم وأختفت عن ناظريه .....نظر الى ساعة يده فوجد الساعه الثامنه مساءً ...
"ياااه ...انا كده هتاخر ... "
أخرج هاتفه من جيب سرواله وبحث فى الاسماء الى أن وصل الى أسم ميار واتصل بها ...
"الوو...أيوه يا حبيبى ....لا مفيش حاجه ....هاجى بس أحتمال أتأخر شويه ....صدقينى مفيش حاجه هبقى أحكيلك أيه اللى أخرنى ...هحاول أجى فى الميعاد بس لو أتخرت شويه أعتذرى ل عمى لحد ما أجى ...مع السلامه يا حبيبى "
أغلق مازن الهاتف ثم أتجه بسيارته ألى أقرب محل للحلويات ليشترى بعض الشوكلاته ....
*********
تقف شيماء بجانب شاديه فى الاستقبال ....تحاول شيماء الاتصال بأحد ما ولكنه لا يرد ...
"أنتى بتتصلى بمين ؟"
"الزفت حاتم ....بتصل بيه من بدرى ومش بيرد وبعدها قفل تليفونه "
"تلاقيه مشغول ...أكيد لما يفضى هيكلمك "
"وممكن يكون عايز يخلع من الموضوع ويسيبنا نتصرف لوحدنا "
"تانى يا شيماء "
"انا فكرت فى الموضوع ....ووصلت لحل هيرضيكى "
"حل أيه "
"مش هتشتركى معانا فى اى حاجه ....وملكيش دعوه بأى حاجه هتحصل ...انا هخلص كل حاجه انا وهما "
"انا نصحتك كتير ...أنتى حره ...ياريت فعلا ميبقاش ليا علاقه بالموضوع ولا عايزه أعرف هتنفذوا أمته ولا فين ولا أزاى "
"بس لو الموضوع ده أتعرف بأى طريقه رجلك هتيجى معانا ...أنتى أه مش هتشتركى معانا بس لو حصل حاجه الكل لازم يشيل "
نظرت شاديه اليها ثم أدارت وجهها بعيدا عنها ...تنظر اليها مره أخرى لتجدها تحاول الاتصال مره أخرى ...
"ياريت تروحى تكلميه فى الحمام ...لو حد عدى وشافك ماسكه الموبايل هنا مش هيحصل كويس "
تبتعد شيماء بعيدا عن شاديه وهى تحاول الاتصال بحاتم ...تنظر شاديه اليها وتقول بصوت مسموع ...
"مش هسيبك تعملى الى أنتى عايزاه ....مش أنتى لوحدك اللى بتقدرى تفكرى ....هتشوفى أنا هعمل ايه يا شيماء "
**********
" ممكن أعرف ايه اللى حصل بالظبط ..."
جاء هذا السؤال من أحد الضباط الموجودين بشقة أسلام ....بعد أن قام رامى بأبلاغ الشرطه بما حدث...
"أحنا جينا نسأل على أسلام ....خبطنا على الباب كتير بس مردش ....نزلت سألت البواب قاله أنه ماشافوش من يومين ....بصراحه حسينا أن فيه حاجه مش مظبوطه ....كسرنا الباب ودخلنا ...لما دخلنا الشقه كانت ضالمه ...دورنا على المفتاح عشان نشغل النور فاصطدمت بحاجه ووقعت ...حسيت انى وقعت فى مكان فى مياه ..المهم قمت وقفت ...كان رامى وصل لمفتاح النور ....بعد ما رجع النور لقيت أيدى غرقانه بالدم ...وبصينا لقينا أسلام مقتول وغرقان فى الدم ....من الصدمه معرفناش نتصرف ...بعد شويه أتصل رامى بالشرطه "
قالها حاتم وهو يحاول ان يتماسك بعد الصدمه التى تعرض اليها ....نظر اليهم الضابط مره أخرى وهو يسألهم ....
"البواب قالنا أنه أخر مره شافه كان طالع الشقه ومعاه واحده ....وفريق البحث أكدلى أنه كان معاه واحده هنا فعلا .... عندكوا فكره مين دى ؟"
أشار كل منهم برأسه بالنفى ....ليكمل الضابط أسألته ...
"القتيل كان له أى أعداء ؟"
نظر كل منهم إلى الاخر ثم أجاب رأمى ....
"لا ....أسلام كان ملوش علاقه بحد ...ومكنش بيحب المشاكل "
"تفتكروا اللى قتله قتله ليه ؟....من الواضخ أن اللى قتله مكنش غرضه السرقه ....زى ما أنتوا شايفين الشقه .."
أجاب رامى ...
"ما أعرفش "
نظر أليهم الضابط نظرة شك ثم قال لهم ....
"سؤال أخير ....ممكن أعرف كنتوا جايين للمجنى عليه ليه ؟"
ظهر التوتر على وجه حاتم بينما حاول رأمى أن يجيبه بشئ من الثقه ...
"عادى ...أسلام صاحبنا من زمان ...وكنا متفقين اننا هنتقابل ....ولما أتصلت بيه وتليفونه غير متاح ...قررنا نيجى نطمن ونشوفه مش بيرد ليه "
"على العموم سيبيوا ارقام تليفوناتكوا والعنوان عشان لو أحتجنا لكوا بعد كده ...أتفضلوا أمضوا على أقوالكوا ...."
أقترب كل منهم من الكاتب ليمضى على أقواله وتسجيل العنوان ورقم الهاتف الخاص بكل منهم ....سال رامى الضابط .....
"هو ايه اللى هيحصل مع جثة أسلام ؟"
"هتتنقل المشرحه عشان الطب الشرعى يفحصها ....وهنحاول نوصل ل أهله ونبلغهم بكل اللى حصل "
خرج كل من حاتم ورامى من الشقه ....بينما أقترب الضابط من أحد أفراد البحث الجنائى .....
"قدرتوا توصلوا لحاجه "
"القاتل أستخدم اله حاده ...والجريمه تمت من السعه 2 صباحا للساعه 5 صباحا والواضح أنه محصلش مقاومه من المجنى عليه ....مفيش اى أثار للمقاومه ظاهره ....فى أحتمال من الاتنين ....البنت اللى كانت سهرانه مع المجنى عليه قتلته وسرقت موبايله وهربت بس الاحتمال ده ضعيف لانها لو عايزه تسرق كانت سرقة المحفظه والفلوس اللى فيها ...الاحتمال التانى أنها بعد ما خرجت دخل القاتل ونفذ جريمته وهرب وده الاحتمال الاقوى .....طبعا مقدرناش نحدد القاتل دخل أزاى بعد كسر باب الشقه عن طريق الشابين اللى أكتشفوا الجثه وكمان لقينا شباك المطبخ مفتوح ....وده بردوا يحير ...لانه يا أما المجنى عليه نسى يقفله أو فى حد فتحه للقاتل .....واضح ان الجريمه دى أتخطط لها كويس ...وكويس أووى كمان "
"يعنى موبايل المجنى عليه مختفى ؟"
"للأسف ....واضح أنه كان عليه حاجه تدين القاتل "
"يعنى أيه ...مش هنقدر نمسك المجرم اللى عمل كده ؟ ...انا عايز تحليل كامل لللى حصل .....أكيد سايب وراه دليل "
"لو وصلنا ل أى حاجه هنبلغ حضرتك علطول "
أبتعد الضابط عنه واخد ينظر ألى الشقه محاولا أيجاد أى دليل على القاتل ...
***********
بعد خروج حاتم ورامى من العماره ...طلب حاتم من رامى ان ينقله الى المنزله لانه لم يعد يستطيع قيادة سيارته بعدما حدث ... جلس حاتم بجانب رامى وساد الصمت بينهم لفتره ...وقبل ان يصل حاتم ألى منزله ....نظر ألى رامى الذى بدا عله الذهول والشرود ...
"هنعمل ايه ؟"
"فى ايه ؟"
"لازم نبلغ شيماء باللى حصل ... "
"شيماء دى هى السبب فى كل اللى حصل وكل اللى بيحصلنا"
"لازم نعرف مين اللى بيعمل فينا كده ...مين اللى عايز يقتلنا؟"
"أنت بتقول ايه ؟"
"أيوه أنا حاسس أن الدور هيكون عليا المره الجايه .....انا مش هستنى لما الاقى حد جاى يقتلنى وانا مش عارف أعمل حاجه "
"وهنعمل ايه دلوقتى "
"نتقابل ونشوف هنعمل ايه ...لازم نوصل لحل ونعرف ايه اللى بيحصل بالظبط ...أكيد شيماء عندها معلومات ممكن تفيدنا "
"تفتكر أن اللى بيحصل ده ...له علاقه باللى أحنا عملناه ؟"
"أكيد ...تقدر تقولى أزاى ده يحصل ل 3 مننا فى مده قصيره كده "
"كلمها وقولها أننا لازم نتقابل بكره ....متقولهاش اى حاجه الا لما نتقابل "
أخرج حاتم الهاتف من جيب سرواله ...ثم قام بفتحه وحاول الاتصال ب شيماء ..
**********
جلست ريم فى غرفتها بعدما أطمئنت على والدتها واطعمتها وناولتها العلاج .... أمسكت حقيبتها واخرجت مذكرات مها ....بدأت تشعر بالخوف من هذه المذكرات ...
"يا ترى مخبيه أيه تانى ؟"
قالتها ريم وهى تفتح المذكرات ....عسى أن تجد بداخلها شيئا عن ما حدث لها أو ما كانت تفعله ....او عن حبيبها المجهول ....أخذت تقلب فى الصفحات الى أن توقف وبدأت فى القراءه .....
"كنت أشعر بالحياه وهو بجانبى ....ولكن بعد أن أختفى من حياتى أشعر بأن روحى سُلبت منى .....لم يعرف أن تركه لى سيقتلنى ....من بعده لم اشعر بالحب مره أخرى ....كنت أشعر بوحده شديده بعد سفره ....سافر بدون ان يودعنى ... لا أعرف لماذا فعل بى هكذا ....هذا هو جزاء عشقى له .... الان الحب الذى بداخلى اليه تحول الى شعله من الغضب والكره ...هو السبب فيما حدث لى ..نعم أحمله المسئوليه ....تركه لى أضعفنى ...جعلنى صيدا سهلا .... فى البدايه لم أشعر بخطورة ما فعلته ....لم أشعر بأننى رميت بنفسى الى الجحيم ....وقبل أن انقذ نفسى كانت النار قد التهمتنى ...ميار أنتى من حاولتى تخفيف ما حدث لى ... كنت أقرب صديقه لى ...كنتى حاملة أسرارى ...ماذا حدث لكى تفعلى بى ما فعلتى .... لماذا فعلتى بى هكذا ....لن أسامحك أبدا عن ما فعلتيه ... العفو كلمه محوتها من قاموسى ...وبعد ما حدث لا أريده أن يعفو عنى ....يريد ان يقتلنى ...أتمنى ذلك بشده ....انا مستعده ..هذا هو السبيل الوحيد للتخلص من ضميرى ....لم أعد أعرف طعما للراحه ....أنتظرك ...أنتظرك بشده....أرجوك.... ارحمنى من هذا العذاب واقتلنى "
أقفلت ريم المذكرات ....والدموع تنزل من عينيها ....تشعر بان عقلها سوف ينفجر ...لم تعد تستطيع التفكير ....تشعر بأنها تقرأ مذكرات أنسانه لم تكن تعرفها يوما .....شعرت بالم يعتصر قلبها ...بكت بصوت مكتوم ...لم تعد تتحمل ...لم تتوقع أن تواجه هذا فى يوم من الايام ..... هدأت بعد فتره وحاولت تمالك نفسها وبدأت تفكر ماذا تفعل ومن أين تبدأ ولكن لم تجد مفتاح لهذا اللغز سوى ميار ....نظرت الى المنبه بجانبها فوجدت الساعه العاشره والنصف مساءً ....نهضت بسرعه ...فتحت خزانة الملابس ....وقامت بتبديل ملابسها بسرعه ووضعت المذكرات بحقيبتها وخرجت بعد أن أطمئنت ان والدتها نامت .....
***********
كانت ميار تجلس على كرسى فى الانتريه ويجلس على الكرسى المقابل مازن ....كل منهما يبتسم الى الاخر .... يشعر بأن قلبه يرقص من الفرحه ... يتمنى أن يقف العالم ولا يتحرك حتى يستمتع كل منهم بهذا الحدث .... قال مازن وهو يبتسم ....
"ميار ...انا حاسس انى بحلم "
"حلمنا أتحول لحقيقه "
"دى أحلى حقيقه فى حياتى ....مش قادر أوصفلك أحساسى ...كلام الدنيا كله مش هيقدر يوصف اللى انا حاسسس بيه ...."
"انا كمان نفسى أصرخ واقول بصوت عالى ....أنى بحبك "
صمتت ميار وتغيرت ملامحها وكانها تذكرت شيئا ما أحزنها فلاحظ مازن ....
"فى ايه يا حبيبتى مالك "
"كنت عايزه أطلب منك طلب"
"طلب ! ...أنتى تؤمرى وانا أنفذ "
"لو ف يوم زعلتك أو عملت حاجه غلط سامحنى ....أكيد كان غصب عنى وعايزاك تعرف حاجه واحده بس ...أنى بحبك وهفضل مخلصه ليك لحد ما أموت "
"ايه الكلام الغريب اللى بتقوليه ده "
"الكلام ده انت هتفهمه بعد كده "
"فى ايه يا ميار ...فى حاجه حصلت منى خلاكى تقولى كده"
"مفيش حاجه "
تقترب والدة ميار وهى تمسك بهاتف ميار وتقول لها ....
"خدى يابنتى ...موبايلك بيرن من بدرى "
"شكرا يا ماما "
أخذت ميار الهاتف ونظرت لتجد على الشاشه رقم ....هذا الرقم تعرفه جيدا .... تعلم جيدا أنه رقم ريم ولكنها لا تريد أن تجيب ...بعد أنتهاء الاتصال تأتى رساله ....تقوم ميار بفتحها لتجدها من ريم وتقول لها فيها ....
"ردى عليها والا هعملك فضيحه "
نظرت ميار الى مازن بسرعه وحاولت الابتسام ...ثم نظرت ألى الاشخاص الذين يجلسون على مقربه منها وهم والدها وأخيها محمد ووالدتها ووالد مازن ووالدته ...أشارت ألى أخيها الذى يجلس معهم ....أنتبه لها ...
"فى أيه يا ميار ؟"
قالها مازن بحيره من تصرفات ميار ..
"مفيش يا حبيبى ...زمايلى فى المدرسه بيكلمونى عشان يباركولى ...كنت قايله لهم أنك جاى النهارده ...هرد عليهم بسرعه واجى "
أقبل محمد فطلبت منه أن يجلس مع مازن الى أن ترد على الهاتف .....نهضت ميار وأختفت من أمام مازن ودخلت غرفتها فسمعت صوت هاتفها مره أخرى فأجابت بسرعه ......
"الو ...فى ايه ؟ ..أيه ؟ ...واقفه تحت العماره ؟...لا مش هقدر أنزل عندنا ضيوف ومش هقدر استأذن وأنزل ....حرام عليكى عايزه منى أيه ...يعنى ايه تطلعى ....الموضوع ده مش ممكن يتأجل لبكره ؟ ...خلاص انا نازله ..مش هتأخر "
خرجت ميار من غرفتها وحاولت أن تتسلل دون أن يراها أحد ...فتحت باب الشقه ببطئ وقبل أن تخرج سمعت صوت والدتها وهى تنادى عليها بصوت خفيض ...
"ميار ..رايحه فين "
"جايه يا ماما ...لو حد سأل عليا قوليلهم أنى بتكلم فى الموبايل فى الاوضه "
"فهمينى بس أنتى رايحه فين وسايبه الناس اللى جوه دى "
"لما أرجع يا ماما ...5 دقايق وهرجع "
"يا دى الفضايح "
خرجت ميار من الشقه وعادت والدتها لتجلس مع الضيوف ....نزلت ميار بسرعه لتجد ريم تقف أمام العماره ...اقتربت منها وهى تقول لها ....
"فى ايه ....جايه لى دلوقتى ليه ؟"
"فى حاجه مهمه عايز اعرفها منك "
"حاجة ايه ؟"
"أنتى عذراء ؟"
***********
....فلاش باك ...
خرجت الفتاه من غرفة النوم وخرج خلفها اسلام .... قالت بلسان غير مفهوم من تأثيرالكحول ...
"مش كنت سيبتنى أبات معاك بدل ما تنام لوحدك "
"مش هينفع صدقينى ...مستنى ضيف مهم "
"وهو اللى مستنى ضيف ويشرب ويبهدل نفسه كده "
"اصل الضيف ده لازم اقابله وانا مش فايق "
"مين الضيف الغريب ده "
"معرفوش "
"ومعرفوش ده هيجى أمته ؟"
أنطلقت ضحكه منهم وعندما أقترب من الباب نظر اسلام للفتاه وقال لها بوجه قلق ...
"هتوحشينى"
واقبل عليها ليقبلها ....
"فى ايه ...مالك ؟"
"مفيش ...يلا أمشى بقى "
فتح الباب واخرجها من الشقه ثم أغلقه خلفها وعاد إلى الانتريه ليكمل تناول الكحول والمكيفات ....فى حدود الثالثه فجرا أنقطعت الكهرباء ....ظل أسلام جالسا مكانه دون ان يتحرك أو يقوم بأشعال شمعه أو مصباح كهربى حتى ....
قال بصوت ضعيف ....
"انا عارف أنك هنا ...أنا مستنيك من زمان "
ليجيبه صوت متحشرج وكانه يأتى من مكان بعيد ....
"أنا عارف أنك تعبان ..أنا جاى النهارده عشان اريحك "
"انا شارب حاجات كتير أووى عشان محسش بأى حاجه ....كل اللى عايزه منك تخلصنى سرعه "
"للأسف كل اللى انت خدته مش هيمنع الالم اللى هتحس بيه .....الموت بالنسبه لى مش متعه ...المتعه انى أشوفك بتتعذب وانت بتموت ....جه وقت الحساب على كل اللى عملتوه "
وقف اسلام مكانه وسار بأتجاه الصوت يريد أن يرى صاحب الصوت قبل أن يقتله .... ثم أقترب منه الشخص الاخر ببطىء وانفاس اسلام تعلوا ...صرخ أسلام صرخه عاليه بعدما شعر بأن أحشائه تسقط من بطنه ....حاول ألامساك بها ولكنه لم يستطع سار بضع خطوات حتى وصل الى الصاله ....فتحرك الشخص الاخر من خلفه واقترب منه ثم قام بذبحه من الخلف ......فسقط أسلام على الارض وهو ينتفض ...ظل ينتفض وتسيل الدماء من رقبته وخرجت أحشائه من بطنه .....الى أن هدأت حركته تماما
***********
ايه الجمال والروعه دى بصراحه انا بندمج لدرجة انى بحس انى معاهم انت مبدع وموهوب ربنا يوفقك . بس بقالى يومين منتظراها تعبت من الانتظار والنبى متتاخر علينا كده ربنا يوفقك ..................امل
ردحذفلو سمحت الحلقة التامنة امتى وايه هى مواعيد تنزيل الحلقات ؟ شكرا
ردحذفالحلقات بتنزل يوم ويم أن شاء الله .....الحلقه الثامنه هتنزل الخميس بالليل :) :)
حذف