الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

باقر البطون ...الحلقه 11

منذ دخول العسكرى لمكتبه صباح اليوم ، لإخباره عن وجود جثه بمكان مهجور ... و بدأ القلق يتسلل بداخله... خوفه من رؤية الجثه مقتوله بنفس الطرق المسبقه زاد عليه قلقه بعدم رد "ميار" على مكالماته.... وصل بسيارته لبنايه تحت الإنشاء مهجوره من عامين ... وجد سيارات الشرطه تملاء المكان....إناس ملتفين حول المكان كمتفرجين ... سياره إسعاف تستقبل دخول الجثه .... تقدم منهم "مازن" بخطى متباطئه ل يعلم سببها ... قبض قلبه بمجرد ان رأى الجثه محموله على "الترولى" إزدادت ضربات قلبه فظهر صوته محشرجا مهزوز و هو يتحدث قائلا
 "ايه اللى حصل"
ليرد عليه احد العساكر يقول
"جالنا إخباريه يا فندم من واحده ست انها لقت الجثه دى"
 "فين الست دى"
"اهى يا باشا"
إقترب مازن منها قليلا لتظهر امامه سيده هرمه بعقدها الخامس يملاء وجهها التجاعيد حادثها بصوت وخيم قائلا
"ايه اللى حصل "
"انا ساكنه فى العشه اللى هناك دى و كل يوم الصبح بمشى من الطريق ده و اطلع على المحطه ابيع شويه المناديل دول و استرزق منهم ... ببص بعينى جوه العماره لقيت واحده سايحه فى دمها..خفت و إترعبت فجريت عالمحطه لقيت امين شرطه واقف روحت مبلغاه"
"امممم...ماشوفتيش حاجه تانيه؟"
 "لا يا باشا"
"أمممم ..طيب"
 توجه لاحد العساكر الملتفين حول الجثه
"ورينى يابنى الجثه دى"
 ازال بيده عن وجهها الغطا الابيض ... ليقف جامدا مكانه ... محدقا بها ... حبيبته !! خطيبته !! فلم يمض على خطبتهما عدة ايام ... كيف ؟ من ؟ لماذا ؟ لجم لسانه فلم يستطع حتى السؤال عن وقت الوفاه ...
"ميار!!!"
ادمعت عيناه حين نطق بإسمها و كأنه افاق لتوه من صفعه حاده زلزلة كيانه كله.... جلس بجانبها .. ممسكا بيدها .. يبكى بهستيريا .. تأثر به الجميع .. ابعده بعض العساكر عنها بصعوبه .. حتى إستطاعوا وضعها بعربة الاسعاف.... اما هو ظل جالسا مكانه ينظر للعربه و هى تتحرك ... ليقف فجأه .. يتنهد بقوه .. يجفف عبراته .. يستقل سيارته ليتحرك خلف عربة الاسعاف.....
                     **************


أستيقظت ريم من نومها على صوت جرس المنزل المزعج ....نظرت ألى المنبه الموجود على الكومود بجانب الفراش ...ثم نهضت ببطئ فلم تكن تنوى ان تستيقظ الان بعد ما حدث معها البارحه .....نهضت وهى تحدث نفسها ...
"لازم اتصل بالمكتب "
كانت تسير بنصف وعى وهى تتمايل إلى أن أقتربت من الباب وفتحته ببطئ فلم تجد أحداً ...أصابتها الدهشه وقبل أن تغلق الباب وجدا ورقه  أمام الباب ...أنحنت لتلتقطها ثم وقف مره أخرى وفتحت الورقه وبدأت فى قرأة المكتوب بها ...ثم أزدادت علامات الدهشه على وجهها...فخرجت من باب الشقه ...لتنظر على السلم ل أعلى واسفل ثم عادت مره أخرى ...واغلقت باب الشقه وسارت الى غرفتها وهى تنظر الى هذه الورقه وتقول ....
"مين اللى بعتلى الورقه دى وايه معنى المكتوب فيها ده ؟ "
لم تستطيع ان تصل ألى أجابه أخرى ل سؤالها ...جلست على طرف الفراش وتذكرت ميار وما حدث ...فلم تعد تستطيع الذهاب اليها وسؤالها عن اى شئ بعدما حدث .... جلست قليلا تفكر بعد أن طار النوم من عينيها ....تحاول ان تجد تفسير للمكتوب بهذ الورقه .....وقع نظرها على حقيبتها الموضوعه على مكتبها الصغير لتجد (الكارت) الخاص بالصحفى يظهر منها ....
"أروح له يمكن يقدر يساعدنى ....بس لو روحتله لازم أحكيله له اللى حصل ...أروح ل مازن ...لالا مش هينفع أكيد هيحتاج دليل على كلامى ...لازم أوصل ل حاجه ويكون معايا دليل ...ساعتها بس هقول ل مازن كل حاجه ..."
هكذا حدثت نفسها ....صمتت قليلا ثم عادت تحدث نفسها مره أخرى ...
"أنا هروحله يمكن يقدر يساعدنى ....ومش هيعرف اى حاجه الا اللى انا عايزاه يعرفها "
نهضت مره اخرى واخذت المنشفه وتوجهت الى الحمام ...
                 ******************
كانت شاديه جالسه فى الانتريه تفكر فيما يحدث لها ...وفيما سوف يحدث ...ماذا يخبئ لها المستقبل ...بدأت فى تذكر أحداث قديمه مرت بها .....
.....فلاش باك.....
تجلس شاديه أمام سلالم أحد مبانى الجامعه الضخمه .... كانت شارده فلم ترى صديقتها سلمى وهى تقترب منها وتجلس بجانبها ..... أفاقت من شرودها بعد ان لمستها سلمى وهى تبسم لها ....
"مالك يا شوشو "
"مفيش "
"هتخبى عليا ...من أمتى بتخبى حاجه عنى "
"ماما واخواتى وحشونى أووى "
"طب ما تروحى تزوريهم ..أنتى ماشوفتهمش من أمتى؟"
"من بداية الترم ... يعنى بقالى حوالى شهر أو 40 يوم "
"حرام عليكى يا شاديه ...أكيد أنتى كمان وحشتيهم ...طب بتكلميهم "
"أكلمهم ازاى ... معندناش تليفون ...هو أحنا لاقين ناكل عشان يكون عندنا تليفون "
"معندكوش تليفون !!...أمال عايشين أزاى يابنتى ...يعنى فى الاجازه لما أحب اطمن عليكى أوصلك ازاى "
"انا هحاول أشوف شغلانه ....أكيد ماما محتاجه فلوس ...بصراحه انا مكسوفه من نفسى أووى ...بدل ما أشتغل وابعتلها فلوس هى اللى بتبعتلى "
"معلش يا شيماء فتره وهتعدى وان شاء الله تتخرجى وتبقى مدرّسه كبيره ويبقى معاكى فلوس كتير "
أبتسمت شاديه أبتسامه ممزوجه بالحزن ...صمتت سلمى قليلى ثم فتحت حقيبتها واخرجت بعد الاوراق النقديه ووضعتها فى يد شاديه ..
"ايه اللى بتعمليه ده يا سلمى ...انا مش بحكيلك عشان تديلى فلوس ...انا بس كنت محتاجه أفضفض لحد وانتى طلبتى أحكيلك "
"أنا عارفه يا شوشو ...بعدين هو انا لو محتاجه حاجه مش كنتى هتساعدينى "
"اساعدك ؟ "
"أه طبعا ...وبعدين ما انتى بتشرحيلى اى حاجه بتقف معايا ...هى دى مش مساعده ولا ايه ؟"
"بس ..."
"مفيش بس ...خدى الفلوس ولو أحتجتى حاجه قوليلى .."
تقترب منهم شيماء فتنهض سلمى مسرعه فلم تكن كل منهم تروق الى الاخرى ....
"هشوفك فى المحاضره متتأخريش "
"ماشى "
أبتعدت سلمى بينما أقتربت شيماء من شاديه وجلست بجانبها ...
"مالك فى ايه ...والبت دى كانت عايزه منك ايه ؟"
"يعنى هتعوز ايه منى ...مفيش كانت بتتكلم معايا "
"أنتى كنتى بتعيطى ...قوليلى لو البت دى قالتلك حاجه زعلتك ...انا هجيبلك حقك منها ...هى فاكرها نفسها مين ؟"
"حرام عليكى هى معملتش حاجه ...أنتى بتكريها كده ليه ؟"
"عشان دايما بتبصلنا من فوق زى ما يكون أحنا من طينا وهى من طينه تانيه ...المهم سيبك منها ايه اللى مزعلك "
"محتاجه شغل ...عايز اشتغل بأى طريقه لازم أبعت فلوس ل أمى "
"متقلقيش ...عندى ليكى مصلحه هتخلى الفلوس تجرى فى ايدك من غير شغل ولا بهدله "
"أزاى ده ؟"
"أنا هقولك على كل حاجه "
 أفاقت شاديه من ذكرياتها بعدما سمعت باب الشقه يُفتح وتدخل شيماء ....
"صباح الخير"
"صباح النور ...أحضرلك الفطار "
"لا انا هموت وانام ....انتى صاحيه بدرى كده ليه "
"مفيش كنت بفكرهعمل ايه فى الجاى "
"ووصلتى ل أيه "
"هرجع بلدنا "
"أيه !! "
                     ******************
خرجت من بيتها ثم إستقلت سياره أجرة ثم تحركت فى طريقها لجريده  "....." فى بداية الامر ترددت كثيرا حين وقفت امامها ... تخشى رؤيته او التحدث معه فيما يمكن اين يغوض فى سمعة شقيقتها ... لكن الرساله المبعوثه لها على بكرة الصباح دفعتها للامام طلبا لمساعدته ... فإن ساعدها هو افضل بكثير من ان يساعدها مازن ... توجهت لمكتب الاستعلامات تسأل عن يوسف ... بأى طابق هو ...لترد عليها الموظفه مشيره بيدها للطابق الثانى.... تصعد على الدرج بتردد ... تتقدم خطوه و تعود عشره الى ان وصلت للطابق....بدأت تبحث عنه و لم تجده ... سألت شخص مار بجانبها
"لوسمحت"
"افندم ؟"
"اااا...استاذ يوسف فوزى مكتبه فين"
"المكتب اللى هناك ده ... بس هو مش موجود"
 "طب ماتعرفش هو فين او هيجى امتى "
"لا والله معرفش "
"طيب متشكره جدا "
"العفو"
 تنهدت طويلا...ثم عادت لتهبط الدرج لتخرج من الجريده... اثناء فتحها للباب وجدته امامها ينظر لها بإستغراب شديد ... بينما تنظر له هى بإرتباك واضح ... دار الصمت بينهم...لم يتحدث ايا منهم للاخر... مجرد نظرات تفصح عما يدور بعقل كلا منهم
"ايه اللى جابها هنا...معقوله تكون جايه تحكيلى"
 "يارتنى ما جيت"
قطع يوسف ذالك الحوار الصامت ليقول
"انسه ريم ... إزيك"
 "الحمد لله...إزاى حضرتك"
"الحمد لله كويس.. خير حضرتك كنتى جيالى"
 "لا...اه ...يعنى"
"لا ولا اه !؟؟"
 "ايوه كنت جايه لحضرتك"
 "طب إتفضلى"
 "لا ماهو...مش عايزه نتكلم هنا"
 "طب تحبى نتكلم فين"
"ممكن نروح نتكلم فى اى مكان عام"
 "هههههههه طب ما ده برده مكان عام"
"لا مش قصدى...يعنى مكان هادى"
 "طيب إتفضلى "
بكافتريا عالنيل جلست معه على الطاوله ... شارده لا تعلم كيف ستبدأ كلامها
"ادينا بقينا فى مكان عام و هادى ... ممكن اعرف بقى حضرتك كنتى جيالى ليه ؟"
 اخرجت من حقيبتها تلك الرساله... مدت يدها اليه و هى ممسكه بها تقول بصوت مهزوز
"انا جاتلى دى
"ايه دى ؟"
"رساله"
 إلتقطها من يدها ... فتحها ... بدأ فى قرائتها ... ليتغير معالم وجهه لانه لم يفهم شى من الرساله ...
"انا عايزاك تساعدنى "
"معنديش مانع أكيد بس ممكن افهم ايه الرساله دى وايه اللى حصل بالظبط "
"انا هحكيلك كل حاجه وهقولك هتساعدى أزاى ؟"
بدأت ريم فى الحديث وظل يوسف منصت لها بأهتمام
                *******************
أمام المشرحه يقف خالد مع بعض العساكر بعدما عرف ما حدث ل مازن .... مر بعض الوقت ثم رأى خالد مازن يخرج من داخل غرفة التشريح وعلامات الانهيار ظاهره على وجهه ....اقترب خالد منه...
"مازن ....عامل ايه دلوقتى ...شد حيلك ....انا عرفت كل حاجه "
"ميار ...ميار ...أنا هتجنن ....أزاى وليه ...أيه علاقة ميار باللى بيحصل "
"أهدى يا مازن ...ممكن يكون القاتل بيعمل كده عشان نبطل ندور واره يمكن يكون حس انك وصلت لحاجه فبيحاول يهددك "
"وميار ذنبها ايه ....ليه يقتلها ...انا كنت قدامه كان يعمل فيا اللى هو عايزه بس كان يسيبها ...هى ملهاش ذنب "
"أمسك نفسك يا مازن انا عارف ان الموضوع صعب ....بس أوعدك أنى مش هسيب اللى عمل كده فى خطيبتك ينفد بعملته ...."
"وهيفيد بأيه يا فندم ...ميار هترجع "
"ايه اللى انت بتقوله ده يا مازن ....أنت راجل مؤمن وده قضا ربنا ....وبعدين انت لازم تنتقم من اللى عمل كده ...لازم القانون ياخد مجراه ...لازم القاتل ينال جزائه "
أرتفع صوت بكاء مازن مره أخرى وهو ينادى على ميار ....فحاول خالد أن يهدئه ....
"ياريت تقرير الطب الشرعى يكون فى حاجه مهمه...تقدر تفيدنا او توصلنا لحاجه ....قولّى انت بلغت أهلها ؟..."
" بعت عسكرى يبلغهم مقدرتش اروح ابلغهم ...انا لحد دلوقت مش مصدق اللى حصل "
"لازم تمسك نفسك قدامهم وتحاول تهديهم ...."
"مش هقدر يا فندم "
"لازم يا مازن ...لازم ...أنت فى مقام أبنهم دلوقتى ولازم تكون جنبهم فى ظرف زى ده "
قطع حديثهم صوت بكاء وعويل ياتى من بعيد ويقترب الصوت أكثر ف أكثر ...ألى أن رأي مازن والدي ميار واخيها ....أقترب منه والد ميار وهو يبكى ...
"ايه اللى حصل يا مازن يابنى ....بنتى فين "
نظر مازن اليهم ولم يستطع الرد عليه وظل يبكى هو الاخر ....ليخرج صوت من الأم ...
"بنتى فين ...انا عايزه اشوف ميار ...ياحبيبتى يابنتى ...أهاااااا ...يارب ..يارب صبرنى يارب "
أستمر البكاء مدة حاول فيها خالد أن يهدئهم ولكن محاولاته بائت بالفشل
                         ****************
 "انتى بتقولى ايه يا شاديه ؟"
"بلد أيه اللى نرجعلها "
"أنا هرجع لوحدى..خليكى انتى لو عايزه "
"لا انا ولا انتى هنرجع ....فيها ايه فى البلد غير القرف والفقر "
"فى أمى وأخواتى اللى بدأت انسى شكلهم ....فيها الامان اللى مبقتش حاسه بيه ...فيها انى خلاص تعبت ومبقتش قادره"
"مفكرتيش لما ترجعى البلد هتقوليلهم رجعتى ليه .....تقدرى تقوليلى هتصرفى عليهم ازاى؟ ....أخواتم ذنبهم ايه انهم يعيشوا فى الفقر والذل اللى احنا شوفناه "
"وانا كمان ذنبى ايه ؟ ...انا كمان كان نفسى اعيش حياتى ....انا مبقتش قادره انام ..."
"من ساعة ما فكرتى تقتلى ميار وانا كل يوم بحلم بسلمى "
"سلمى!!! "
"ايوه سلمى ....فاكراها "
صمتت شيماء ولم ترد ...
"انا مش هقدر اعيش هنا أكتر من كده ...انا عايزه أعيش مع امى يومين قبل ما أموت ...مش عايزه أموت بعيد عنها "
"وانا ؟ ...هتسيبينى ؟"
"تعالى معايا...تعالى نرجع بلدنا وندور على حاجه تانيه نشتغلها ...تعالى نقدم بشهادتنا فى اى مدرسه "
تعالت ضحكات شيماء وهى تقول ...
"مدرسه!!! ....ههههههه ...يعنى أنا هبقى مس شيماء وانتى مس شاديه وف اخر كل شهر نستنى ال 400 جنيه اللى حتى ميكفوش أكل وشرب "
"انا خلاص قررت.... انا هرجع البلد والنهارده "
                       *************
جلس خالد بجانب والد ميار أمام المشرحه على احد الكراسى الخشبيه ....
"قولى يا حج ...أخر مره شوفت ميار أمتى ؟"
رد الأب والدموع تتسابق مع كلماته ...
"أتغدينا سوا أمبارح وبعد الغدا دخلت أوضتها وانا نزلت أقعدت على القهوه ...رجعت بالليل لقيت أمها قلقانه بقولها فى ايه ...قالتلى ميار أتاخرت أووى ..."
"قولتلها وايه اللى خرجها بالليل كده ؟"
"قالتلى أنها راحت تشوف أخت صاحبتها عشان تعبانه"
"صاحبتها مين وساكنه فين ؟"
"معرفش بتقول اسمها ريم ...ريم الطوبجى ...معرفش ساكنه فين ...مين اللى عمل فى بنتى كده وعمل كده ليه "
"متقلقش يا حج ...هنقبض على القاتل وهينال جزائه فى أقرب وقت ...شد حيلك وربنا يصبرك "
أبتعد خالد قليلا وهو يفكر ويقول ل نفسه ...
"ايه علاقة ريم بالمجنى عليها ؟ ....وتعرفها منين ...انا لازم أسال مازن عن الموضوع ده "
                   ***************   

الخميس، 25 سبتمبر 2014

باقر البطون ....الحلقه 10


جلس مدحت أمام خالد بعدما قال له ما يشعر به ....
"يعنى قصدك أن مازن ملوش علاقه بالموضوع ...طب والرسايل والراجل اللى القاتل بعت معاه الرسايل ....أنت قولتلى أنه أول مره بعت الرسايل بطريقه غير معروفه ....والمره التانيه بعتها مع الراجل المجنون وده بعد ما قولت ل مازن على الراجل ده ....ليه القاتل ما بعتش الرسايل دى مع القاتل المره الاولى....أشمعنى بعد ما قولت ل مازن حصل كده "
"يا مدحت القصه اللى حكاها مازن طلعت غلط "
"أزاى ؟ "
"السفاح اللى مازن كان بيتكلم عنه كان بيقتل بنات الليل بس ....السفاح اللى عنده  قتل بنتين وشاب "
"أنت بتقول أيه ؟ "
"النهارده الصبح جاتلى أخباريه عن جثه أتقتل بنفس الطريقه .....الرابط الوحيد اللى بين ال3 جثث هو انهم كانوا فى جامعه واحده وأتخرجوا سوا "
"ممكن يكونوا كانوا يعرفوا بعض وحصلت حاجه فى الجامعه والقاتل بينتقم منهم "
"ممكن ...بس أحساسى بيقول أن مازن ملوش علاقه بالموضوع ده "
"بص يا خالد ...فى شغلنا لازم تحط أحتمال ل كل حاجه وتمشى ورا كل الخيوط لحد ما توصل للجانى "
"الخيط اللى قدامى دلوقتى أنى أروح الجامعه واعرف لو كان فى حاجه حصلت هناك ..."
"أنت قولت ل مازن على الجثه بتاعت الشاب ده "
"بصراحه مش عارف أقوله ولا لا ...انا كنت بحاول أخبى عنه أى معلومات ...انا كنت فعلا بشك فيه "
"مش عارف أقولك ايه ....بس انا من رأيى تشتغل على القضيه دى لوحدك ...متقولوش غير اللى أنت عايزه يعرفه بس "
"بصراحه انا مبقتش عارف أن أثق فى مين وأشك فى مين ...انا أوقات بشك فى كل الى حواليا...مش هتصدقنى لو قلتلك أنى أوقات بشك فيك "
"أيه !! ...بتشك فيا ؟ "
"يا مدحت انا شويه وهبدأ أشك فى نفسى ...خايف يكون عندى أنفصام ولا حاجه وانا اللى برتكب الجرايم دى "
تخرج ضحكه عاليه من مدحت ..فينظر اليه خالد بأستغراب ....
"بتضحك على أيه ؟"
"عليك ...جرى أيه يا خالد ...أول مره أشوفك عامل كده ... أنفصام ايه يا راجل ...زى ما بقولك حاول تراقب أى حد له علاقه بالقضيه أكيد هم هيوصلوك ل حاجه ...يعنى مثلا أهالى ألمجنى عليهم والراجل المجنون ده ...أنا مش مستريح له ....ومازن ...وانا كمان لو حبيت "
"أنت !!...على فكره أنا مقصدش أنى بشك فيك بس أنا بوضحلك القضيه دى أثرت عليا أزاى ؟ "
"فاهم يا صاحبى ...بس المهم فى كل ده أنك تكون مرتاح وهادى عشان تقدر تفكر كويس وتقدر توصل لحاجه "
نظر اليه خالد نظره طويله ثم قال ...
"ربنا يستر والقضيه دى تخلص على خير "
                      *****************
فى السياره تجلس ميار وهى تنظر الى شيماء التى تتحدث فى الهاتف وشاديه التى تجلس بجانب شيماء صامته ...لا يخرج منها صوت .....كانت شيماء تتحدث مع حاتم وتقول له ...
"يعنى أيه حاولت تعطلوها ....وهى جت ازاى ....أزاى تسيبوها ترجع قبل ما نكلمكوا ونقولكوا أننا خصنا كل حاجه ...كنا هنروح فى ستين داهيه بسببكوا ....خلاص اللى حصل حصل .....قابلنى عند عمارة ميار عشان تاخد عربيتك ....العنوان ...سجل العنوان ده عندك "
أغلقت شيماء الهاتف بعد ان قالت ل حاتم عنوان منزل ميار .....تنظر ميار اليهم فى أنتظار أن يقص عليها أحد ما حدث لهم ....كيف خرجوا من العماره ولم تمسك بهم ريم ....
"ممكن حد يقولى ايه اللى حصل ...وخرجتوا أزاى من غير ريم ما تشوفكوا ....لم يجيب عليها أحد بينما تذكرت شيماء ما حدث ...
...فلاش باك...
عادت شيماء بالشاى الى غرفة والدة مها وهى تبتسم ل شاديه لتطمئنها انها وجدت ما كانت تبحث عنه ....نظرت شاديه الى والدة مها ....
"ما قولتليش يا ماما ...مش محتاجه اى حاجه "
"ربنا يخليكى يابنتى "
"لو محتاجه حاجه قوليلى ....متعرفيش مها كانت غاليه عندى قد أيه ...و ومامتها تبقى مامتى "
" أبقى تعالى زورينى يا بنتى "
" حاضر ..حاضر يا حبيبتى "
جلست شيماء بجانبهم وتناولت كل منهما الشاى واستأذنوا للأنصراف ....
"أنا همشى بقى دلوقتى يا ماما ...هاجى أطمن عليكى تانى "
"ماشى يا بنتى...."
فتقترب منها شيماء لتودعها فتقول والدة مها ...
"أبقى تعالى أنتى كمان يا مى يا بنتى "
"مى !! ...حاضر يا طنط "
قالتها شيماء وهى تحاول منع نفسها من الابتسام ...
"خليكى يا ماما أحنا هنخرج لوحدنا ...خليكى مستريحه "
قالتها شاديه وهى تنظر لوالدة مها ...
"مع السلام يا بنات "
"مع السلامه "
خرجت شيماء وشاديه من الغرفه واتجهوا الى باب الشقه ...فاقتربت شيماء من شاديه وهى تقول لها ...
"مين مى دى ؟"
"أعمل ايه يعنى خفت أقولها أسامينا الحقيقيه ..فقولتها أنى أسمى علا وانتى مى "
"شاطره انك عملتى كده "
فتحت شيماء باب الشقه وخرجوا لتسمع صوت أقدام تصعد على السلم ببطئ وصوت أقدام أخرى تصعد بسرعه فتوقفت كل من شيماء وشاديه مكانهما ثم توقف الشخص صاحب الاقدام المسرعه وقال شخص منهم ....
"لو سمحتى ...الانسه ريم الطوبجى ساكنه هنا "
ليرد عليه صوت أنثوى ويقول ....
"أيوه مين حضرتك ؟"
"انا صحفى ...ممكن تقوليلى ساكنه فى أنهى شقه "
"أنا ريم ...ممكن اعرف حضرتك عايز أيه بالظبط "
"اهلا بيكى يا أستاذه ريم "
شعرت شيماء وشاديه بالارتباك ولم يعرفوا ماذا يفعلوا فى هذا المأزق فتشير شيماء الى شاديه بالصعود الى سطح المنزل ....تصعد كل منهما بخطوات خفيفه حتى لا تسمعهما ريم ....
على السطح تقف كل من شيماء وشاديه .....
"هنعمل ايه دلوقتى "
قالتها شاديه وهى تنظر الى شيماء ...لترد شيماء قائله ..
"هنعمل ايه يعنى ..هنستنى لحد ما تدخل الشقه وننزل بالراحه لحد ما نخرج ... الزفته ميار بتعمل ايه ؟ ...وازاى ما أتصلتش بينا "
أخرجت كل منهما هاتفه فوجدوا رسائل كثير تفيد بأن ميار حاولت الاتصال بهم أكثر من مره ....حاوت شيماء الاتصال ب ميار ....
"الو ....شفناها ...لا الحمد لله ملحقتش تشوفنا ....بعدين هقولك ايه اللى حصل ....الشقه مفيهاش شبكه ...الرسايل لسه واصله دلوقتى ...ماشى ماشى ...سلام دلوقتى "
أغلقت شيماء مع ميار لتسمع صوت نغمة رسايل الهاتف ....
"حاتم كمان أتصل بينا ....هكلمه لما أنزل ...مش هعرف أتكلم هنا "
قالتها شيماء وهى تنظر فى هاتفها ....أبتعدت شاديه بضع خطوات واقتربت من السلم مره أخرى لترى هل دخلت ريم شقتها أم مازالت واقفه مع هذ الصحفى .....لتجدها مازالت واقفه معه ....تعود لتقف بجانب شيماء ....بعد مده من الوقت خيم فيها الصمت ....نظرت شيماء الى شاديه ....
"مالك ؟"
"مفيش "
"كنتى سرحانه فى ايه ؟"
"فى أهالينا ...أد ايه هم غلابه ....بيشتغلوا ويتعبوا ويطلع عينهم عشان نتعلم كل ده عشان يشوفونا فى يوم من الايام حاجه كويسه يفرحوا بيها ...بس للأسف مبنقدرش حتى نسعدهم ونردلهم جزء من اللى عملوه معانا وعلى ما نحس بده يا يكونوا هم ماتوا قبل ما يفرحوا بينا أو نكون أحنا موتنا ونزود حزنهم وقهرهم ....شوفتى مامت مها عامله ازاى ؟ ...تفتكرى لو مها كانت  حاجه كويسه زى ريم كده ...أكيد مامتها كانت هتبقى فرحانه أنها شافت ولادها كده فى يوم من الايام ومش هتزعل على عمرها اللى ضاع فى تربيتهم ....أول مره النهارده أفكر فى ماما وبابا الله يرحمه ....أول مره أفكر أنى مقدرتش أكون البنت الكويسه اللى قدرت ولا هتقدر تفرحهم بتعليمها وشغلها شغلانه محترمه ولا هتقدر حتى تفرحهم بجوازها وانهم يشوفوا ولادها ...أنا زعلانه من نفسى أووى يا شيماء...أول مره أحس أنى زباله أوووى كده "
تقول شاديه هذه الكلمات ودموعها تسيل على خديها ...تقترب منها شيماء وتاخدها على صدرها ....
"مالك بس يا شاديه وايه اللى خليكى تفكرى كده ....تفتكرى ظروفنا كانت مساعدانا أننا نعمل غير كده ....اللى عملناه ده عملناه مجبرين مش أحنا اللى أخترنا بمزاجنا "
"مش قادره أسامح نفسى على اللى عملته فيهم حتى لو كان عشانهم .... أنتى عارفه أنا مش بروح أزورهم ليه ....عشان ببقى مكسوفه أبص فى عين ماما او حد من أخواتى  ....يسألأنى أنتى عملتى كده ليه ....ليه ظلمتينا معاكى .... أول مره أحس أنى نفسى أموت بس خايفه ... خايفه على ماما وأخواتى يتبهدلوا بعد ما أموت ...نفسى أخواتى يتخرجوا وماما تطمن عليهم وبعدها أموت ولا اروح فى ستين داهيه مش هتفرق "
"ما تقوليش كده يا شاديه ..... وانا هعيش ازاى من غيرك ...تفتكرى انى انا كمان مش حاسه بكل اللى بتقوليه ده ...بس هنعمل اليه ...ده قدرنا ونصيبنا ولازم نكمل لحد النهايه "
"النهايه ؟ ... أمتى هتيجى النهايه دى "
"لما نطمن على أهالينا ... أوعى تفتكرى أن اللى زينا ليها حق فى اى حاجه فى الدنيا ....أحنا ملناش حق ...أحنا سبب ...عايشين بس عشان أهالينا ما يموتوش من الجوع ...لو مش اهالينا كنا زمان نهيتنا جت من زمان ...أمسحى دموعى لسه طريقنا طويل ...لسه مجاش الوقت اللى نندم فيه على كل اللى عملناه ....انا أخدت عهدعلى نفسى أنى مش هندم على اى حاجه عملتها الا لما أطمن على أمى وأخواتى ....لازم يعيشوا عيشه كويسه ....عشان حتى لما أموت أبقى مطمنه عليهم ...كل اللى عايزاه منك أنك تقفى جنبى ومتسيينيش ... أنتى اللى بتقوينا على الدنيا دى ... أنتى أختى اللى أمى مولدتهاش "
تمسح شاديه الدموع وتبتعد عن شيماء لترى هل الطريق أمان لخروجهم أم لا .... فتنظر فلا تجد أحد على السلم ...تقترب من شيماء وتقول ...
"ريم دخلت الشقه ومفيش حد على السلم .....يلا نخرج من هنا بسرعه "
خرجوا من منزل ريم بسرعه واتجهوا اللى السياره فركبت كل منهم  وانطلقوا ...
ميار " ما تردوا عليا خرجتوا ازاى ؟"
فترد عليها شيماء ...
"مش لازم تعرفى كل اللى لازم تعرفيه أننا اخدنا المذكرات وريم مش هتقدر تهددك بعد كده "
تعطى شيماء المذكرات ل ميار التى تأخدها وهى تبتسم .... بينما شاديه تنظر من نافذة السياره الى الخارج وهى تفكر فيما حدث لها ول أهلها وما هو مصيرها ...
              ***************************
جلس يوسف على مكتبه الجديد فى جريدته الجديده ...جلس وحيد فلم يستطيع التعرف على أحد من زملائه نظرا لانه لا يجلس على مكتبه طويلا بينما يتنقل من مكان ل أخر بحثا عن التحقيقات المثيره ....تذكر يوسف ما دار بينه وبين ريم واستغرب من ردة فعلها عليه ....
...فلاش باك ...
اقترب يوسف من منزل مكون من أربعة أدوار ...وقف أمامه قليلا ثم أخرج الهاتف من جيب سرواله واجرى مكالمه بسرعه لانه رأي فتاه تدخل المنزل فسار خلفها مسرعا ل يسألها عن ريم الطوبجى ...دخل مسرعا وصعد بعض درجات من السلم إلى أن لحق بالفتاه ....
"لو سمحتى ...الانسه ريم الطوبجى ساكنه هنا "
ليرد عليه صوت أنثوى ويقول ....
"أيوه مين حضرتك ؟"
"انا صحفى ...ممكن تقوليلى ساكنه فى أنهى شقه "
"أنا ريم ...ممكن اعرف حضرتك عايز أيه بالظبط "
"اهلا بيكى يا أستاذه ريم ...انا كنت عايز اتكلم مع حضرتك بخصوص الانسه مها الله يرحمها "
"أنت عرفت عنوانى أزاى ؟"
"اللى يسأل ما يتوهش "
"واللى سألته ده مقلكش ليه اللى عايز تعرفوا عن مها ... ممكن تسيبونا فى حالنا مش كفايه اللى أحنا فيه "
"أنا أسف مش قصدى أضايق حضرتك ....كل اللى انا عايز أعرفوا ايه اللى حصل بالظبط للأنسه مها وازاى انتوا عرفتوا اللى حصل ووصلتوا ل ايه فى القضيه "
"وانت طبعا مستنى منى أنى أقولك على كل حاجه عشان تروح انت تنشرها ...أنا أسفه معنديش حاجه أقولهالك "
"أوعدك أنى مش هنشر حاجه الا لما القضيه تتقفل ويقبضوا على القاتل ....انا دورى انى اساعد البوليس انهم يوصلوا للقاتل مش أنى أنشر تحقيق مهم وخلاص ...على فكره انا عرفت عنوانك من مازن بيه المسئول عن القضيه ..."
"مازن !! "
"على العموم انا مش هضغط على حضرتك ...ده الكارت بتاعى فيه ارقام تليقوناتى كلها ....لو حضرتك قررتى أنك تتكلمى ياريت تكلمينى ولو محتاجه أى حاجه أنا ممكن أساعدك فيها "
أخرج يوسف بطاقة التعريف(الكارت) الخاصه به وقربها من ريم ....
"أنا أسمى يوسف ...يوسف فوزى ...صحفى فى جريدة (.....) ...أتمنى أنى أسمع صوتك فى أقرب وقت "
أخذت ريم منها بطاقة التعريف بدون ان تنطق بكلمه ثم أستاذن يوسف وخرج من المنزل ...بينما صعدت ريم ألى شقتها ...
افاق يوسف من شروده وفكره فى ما حث وقال ل نفسه ...
"لازم اقرب منها عشان أعرف منها كل حاجه ...لازم "
ثم سمع يوسف صوت هاتفه فامسكه بسرعه وأجاب عل ىالمتصل بصوت منخفض ....
"الو ..متقلقش كله تمام ...لا... بس هعرف كل حاجه فى اقرب وقت ....حاضر ...هبلغك بكل حاجه اول بأول ...مع السلامه "
                  *****************  
دخلت ريم الشقه وظلت تفكر فيما حدث بينها وبين الصحفى ....
"هيقدر فعلا يساعدنى أنى أوصل للقاتل  بس ده صحفى وممكن يفضحنى فى أى وقت لو عرف اى حاجه ...مش لازم ييعرف اى حاجه عن اللى حصل ل مها غير انها اتقتلت "
قالت ريم هذا الكلام وهى تقترب من غرفة والدتها ...دخلت غرفة والدتها ....
"انتى جيتى ياريم"
"ايوه يا ماما يا حبيبتى ....أحضرلك الغدا "
"لا يابنتى مليش نفس "
"أخدتى العلاج بتاعك "
"ايوه يا حبيبتى ....مالك يا ريم "
"مفيش يا ماما ...متقلقيش عليا انا كويسه ...اهم حاجه تاخدى بالك من نفسك ومن صحتك "
"ربنا يخليكى ليا يابنتى وافرح بيكى "
"ربنا يخليكى ليا انتى يا ماما ....انا هروح أغير هدومى وانام شويه وبعدين اصحى ونتغدا سوا "
"ماشى يابنتى ..شكلك تعبانه ..ربنا يقويكى "
اقتربت ريم من باب الغرف فسمعت صوت والدتها ...
"مش صحاب مها الله يرحمها جم زارونى النهارده "
التفتت ريم بسرعه وتوقعت ان تكون ميار هى من أتت ل زيارة والدتها ...
"صحابها مين "
"واحده أسمها علا والتانيه اسمها مى "
"علا ومى ...انا معرفش حد من صحاب مها بالاسم ده "
"وانا كمان اول مره اشوفهم يابنتى ....جم قعدوا معايا شويه وشربوا الشاى ولسه ماشين من شويه ....ممكن يكونوا قابلوكى على باب العماره بس أنتى ما اخدتيش بال منهم "
"لا ما شوفتش حد ...كانوا عايزين ايه ؟"
"كانوا بيطمنوا عليا ...بس طيبين أوى ...خصوصا اللى أسمها علا دى ....سندتنى لحد ما نيمتنى على السرير وصحبتها مى راحت عملت الشاى بنفسها "
"هى اللى عملت الشاى ؟"
"اه ...في أيه يابنتى ..هو حصل حاجه "
تغيرت ملامح وجه ريم بعد سماع كلام والدتها ...
"لا يا حبيبتى مفيش حاجه ..."
خرجت ريم من غرفة والدتها واقتربت من غرفتها بسرعه ....دخلت الغرفه وفتحت خزانة الملابس وأخرجت بعض الملابس وكانها تبحث عن شئ ...
"المذكرات ؟ .... أكيد أخدوا المذكرات "
ظلت ريم تبحث فى غرفتها ثم خرجت وبحث بداخل غرفة مها ولكن لم تجد شئ ....
"مفيش حد غيرها اللى أخد المذكرات ... أنا هوديكى فى ستين داهيه "
                  *****************
وصلت ميار وشيماء وشاديه امام منزل ميار فوجدت حاتم ورامى يجلسون فى سيارة رامى امام المنزل .....خرج حاتم من سيارة رامى واتجه الى شيماء .....نظرت شيماء الى ميار ....
"أظن ان كده أنتى فى الامان ...مفيش حد هيقدر يهددك ...."
"انا مش عارفه أشكركوا أزاى ؟"
"مش عايزين منك شكر ...كل اللى عايزاه منك انك تنسينا ...لانى لو شفتك مره تانيه أنا اللى هبلغ خطيبك بكل حاجه "
خرجت ميار من السياره ....وجلست شيماء فى المقعد الخلفى للترك المقود ل حاتم ....وقفت ميار امام المنزل لتودعهم ...التقت عينيها بعين شاديه الحزينه ....فحاولت شاديه الابتسام لها ....ثم أنتطلقت السياره باقصى سرعه ....قبل أن تتدخل ميار المنزل سمعت صوت الهاتف فاخرجته من حقيبتها وهى تقول ....
"أكيد مازن "
لتجد رقم هاتف ريم على الشاشه فتصدم ولم تعد تعرف ماذا تفعل اتجيب أم تتجاهل ...ولكنها قررت ان تجيب حتى تتخلص من هذا الحمل الثقيل "
"الو ...أيوه ياريم ..أحنا مش متفقين اننا هنتقابل بالليل "
"فين المذكرات "
"مذكرات ايه ؟"
"ما تكذبيش انا متأكده ان المذكرات معاكى ...."
"بقولك ايه أنا أستحملت جنانك كتير وكنت بقول عشان خاطر مها بس أنتى زودتيها خالص ...."
"لو المذكرات مكنتش عندى بالليل هقول ل مازن على كل حاجه "
"قبل ما تفكرى تعملى اى حاجه من دى ...فكرى فى مستقبلك ....مش خايفه الصحافه تعرف ان أختك كانت شغاله فى بيت دعاره "
"أخرسى ....أنا اختى أشرف منك ستين مره .... "
"مش هسمحلك تدمرى حياتى واقف أتفرج ....لو فكرتى تقولى حاجه ل مازن هقول كل حاجه للصحفى اللى كان واقف معاكى على السلم وعايز يعرف منك اى حاجه عن اللى حصل ل مها ...أنا بقى ممكن احكيله على كل حاجه ...وانتى عارفه أنى ممكن أوصله بسهوله "
صمتت ريم ولم تستطيع الرد على ميار ....
"أيوه أسكتى أحسن ...دورى عن اللى قتل اختك بس بعيد عنى ... "
قالت ريم هذه العباره ثم أغلقت الهاتف فى وجه ريم ..
                  ****************
جلست ريم فى غرفتها وهى تفكر ماذا سوف تفعل بعدما حدث ....لم تعد تملك سوى صوره لشخص مجهول كان على علاقه بأختها ....لا تعرف من اين تبدأ بعد ذلك ...أتقول كل شى ل مازن أم تحاول الوصول ل شئ أخر ...أم تظل  خلف ميار وتحاول ان تعرف منها كيف أصبحت أختها هكذا ومن هو هذا الشخص المجهول ...
                      **************
الساعه العاشره مساءً يجلس مازن وميار باحدد المطاعم ....بعد تناول العشاء جلس مازن يتناول القهوه ويفكر ...لاحظت ميار شروده وهى تتناول عصير الليمون ...
"مالك يا حبيبى "
"مفيش ...شوية حاجات فى الشغل "
"وانت من أمته الشغل بيأثر فيك كده ...مازن أنت سرحان ومش بتتكلم من أول الخروجه ....خرجنا ليه لما هنفضل قاعدين ساكتين كده ...هو أحنا خارجين عشان نتعشى بس "
"ليه بتقولى كده "
"من ساعة ما خرجنا من البيت وانت ساكت وكل ما أكلمك ترد على أد السؤال ....هو انا زعلتك فى حاجه "
"لا "
"طب فيه أيه بقى ..مكشر ليه "
"قولتلك مشاكل فى الشغل يا ميار "
"خلاص انت متعصب ليه  ... يلا بينا نروح "
"يلا "
ظهرت الدهشه على وجه ميار بعد تعامل مازن معها .فلم تكن تتوقع أن يقول لها هكذا ولكنها التمست له العذر ...ربما يوجد مشاكل بعمله وهى لا تدرى حقا ....
فى السياره ... ساد الصمت بينهم ....وقبل أن تصل ميار الى منزلها ...قالت ل مازن ...
"هشوفك بكره "
"مش عارف ...بابا تعبان شويه وهوديه للدكتور "
"الف سلامه عليه ...أبقى كلمنى كره وطمنى عليه "
"ماشى "
وصلت ميار امام منزلها فخرجت من السياره بعد انا ودعت مازن ...  ودخلت المنزله بسرعه .... لم تكن تتوقع هذه المعامله من مازن وهم فى أول يوم ل علاقتهم الرسميه ...وظلت تسأل نفسها طويلا ...
"يا ترى هيحصل ايه بعد الجواز ...وهقدر أتحمل حياة مازن وظروف شغله الغريبه دى ؟ "
                      ***************
بعد أسبوع .... يجلس مازن على مكتبه ....يحاول الاتصال ب ميار ولكن هاتفها لا يجيب .... فيسمع طرقات على الباب فيأذن بالدخول ....
فيدخل أحد العساكر ويقول له ....
"مازن بيه ....جالنا بلاغ عن جثه لقيوها فى مكان مهجور "
"جثة!! ...ربنا يستر وما تكونش مقتوله بنفس الطريقه "
                ********************