سالم بيوصل لمكان ضلمه فى الصحرا وبيفُك ساره
من العربيه....وبيحفر قبرها قدامها.....
"كان نفسى القبر ده يكون اتنين....بس
اتني اللى بتضحى بنفسك عشان خاطر كلب ما يستاهلش"
ساره بتبص لسالم وهو بيحفر قبرها ....بتحاول
تتكلم بس مش قادره....بعد محاولات منها لاخرج الكلام...
"أنا.....أنا هقولك على كل حاجه"
سالم بيبصلها مسستنيها تتكلم....
"عندى طلب واحد منك....بعد ما اقولك على كل حاجه تقتلنى"
سالم بيستغرب من طلبها هو كان فاكر انها
هتطلب انه مايقتلهاش....
سالم ماردش....ساره هتبدأ تحكى...فجاءه لقت
سالم واقع على الارض وبيظهر ناصر من وراه وماسك شومه فى ايده.....بيجرى على ساره
وبيفك ايديها...
"قومى بسرعه يا ساره"
"هنروح فين "
"انتى لازم تهربى"
ناصر شال ساره وركبها عربيته وركب ومشى بسرعه.....
**********************************
رجاء قاعده جنب أياد فى المستشفى وماسكه ايده
وبتدعيله...وأدهم قاعد على كرسى جنب السرير....بعد شويه بيفوق أياد...
"حمدلله على السلامه يابنى....انتى كويس
يا أياد"
أدهم بيقرب من أياد...
"عامل أيه يا أياد"
اياد ماردش وكل اللى بيفكر فيه ملك...
"ملك ....ملك فين "
"أهدى يا حبيبى انت لسه تعبان"
"ارجوكوا ماتخبوش عليا....ملك حصلها ايه
...أبوس أيدك يا أدهم خلينى اشوفها"
أدهم عنيه بتتملى بالدموع ...
"انا أسف يا أياد....ملك ماتت"
".مـ ا تـ ت؟.....مـ لـ ك"
أياد من صدمته بيبص لـ رجاء....
"البقاء لله يا بنى...شد حيلك يا
حبيبى"
أياد نايم على سرير مش بيتكلم.....لكن دموعه
بتعبر عن كل الكلام اللى عايز يقوله...
********************************
ناصر بيوصل السرايه.....ساره بتبصله....
"أحنا جينا هنا ليه؟"
"استنى 5 دقايق وهرجعلك تانى"
ساره قاعده فى العربيه ومن خوفها بتبص
حواليها....ناصر راجع وماسك فى ايده حاجه...بيركب العربيه ...
"أمسك يا ساره...البسى الجلابيه والطرحه
دول"
ساره بتلبس الجلابيه والطرحه....وناصر بيمشى
بالعربيه....بعد نص ساعه بيوصلوا محطة القطر..
"انزلى يا ساره "
"هنروح فين يا ناصر؟"
"لازم تسيبى البلد ...أهربى روحى
اسكندريه أقعدى عند حد من صحابك....خُدى الفلوس دى.....ودِه رقم تليفونى....اول ما
توصلى اتصلى بيا وطمنينى عليكى....ولو أحتجتى اى حاجه كلمينى وانا هتصرف
وهبعتهالك......ما تروحيش عند خالك...أكيد هيدوروا عليكى هناك.....خلى بالك من نفسك
كويس"
ناصر نزل من عربيته وراح فتح باب العربيه لـ
ساره ومسك ايديها ونزلها من العربيه....ساره بتنزل وهى متردده وخايفه...
"أنا خايفه "
"ماتخافيش يا ساره...أكيد اى حاجه
هتحصلك هتكون اهون من اللى هيحصلك لو استنيتى هنا"
بتنزل ساره وهى ماسكه فى أيد ناصر وبيدخلوا
المحطه....
"القطر هيقوم ....اركبى يا ساره...وانسى
كل اللى حصل هنا ... روحى فى مكان مفيش حد يعرفك فيه..... وابدئى حياه جديده....
متصدقيش حد ولا تثقى فى حد ..."
"دى أول مره أخرج من البلد وانا عارفه
انى مش هارجع تانى.....خليهم يسامحونى وسامحنى انت كمان"
"أدعى ربنا انه يسامحك.....هو أحن عليكى
من اى حد"
ساره بتقرب من باب القطر وبترفع رجليها علشان
تركب وهى بتبص لـ ناصر.....بترجع ساره بسرعه وبتحضن ناصر...وبترجع تركب
القطر....بتقف على بابه...ناصر بيقولها...
"مع السلامه يا ساره "
ساره بتبص له والقطر بيمشى وهى بتبعد عن ناصر
وعن اهلها وعن بلدها وعن كل الناس اللى عاشت معاهم طول عمرها....دموعها
بتنزل....بتدخل ساره القطر وبتدور على مكان تقعد فيها ...بتحاول تدور على مكان
بعيد عن اى راجل....بتلاقى كرسى قاعد فيه واحده وابنها وجنبها شابه فى أواخر
الثلاثينات....
بتقعد جنبهم....اول ما شافوها استغربوا من
شكلها...بسبب الجروح اللى فى وشها واثار
الضرب ....ساره بتهرب بأنظارها منهم وبتفكر فى اللى حصلها....وبتقول لنفسها..
"هو انا كده مش هشوف لا أخواتى ولاأهلى...انا اكيد بحلم....وماما دلوقتى هتيجى تصحينى والحلم ده
هينتهى.....يارب أكون بحلم.."
بتحس ساره بأيد بتطبطب عليها...
"ساره ...يلا دكتوره.....أبوكى واخواتك
مستنينك تحت...مش عايزين يفطروا من غيرك....فوقى بقى يا ساره"
"يا انسه...يا انسه "
بتفوق ساره مخضوضه وهى بتقول
"ماما" وبتبص حواليها...بتلاقى نفسها فى القطر والناس اللى جنبها
بيبصولها وواحد واقف قدامها....
"تذاكر؟"
ساره بتطلع فلوس من جيبها وهى بتدى الفلوس
للكمسرى بيقع من جيبها كل الفلوس اللى أخدتها من ناصر...بتقرب الشابه اللى قاعده
قدامها وبتلم الفلوس....
"مش تخلى بالك يا حبيبتى....حد يمشى
بالفلوس دى كلها فى جيبه "
بتدى الفلوس لـ ساره.... بتاخدهم ساره وتحطهم فى
جيبها...
"انتى نازله فين يا حبيبتى "
"ايه....انا...مش عارفه.....قصدى
..اسكندريه "
"لسه بدرى....هننزل سوا....كملى نوم
ولما نوصل هصحيكى....انا كمان نازله اسكندريه"
ساره مش بترد عليها ومركزه مع الطفل الصغير
وهو بياكل...حاسه بجوع كبير جدا بتحط ايدها على بطنها...
الشابه اللى قدامها بتلاحظ انها جعانه
...بتطلع ساندوتش من معاها وبتديه لساره....
"أتفضلى"
"لا...شكرا...انا مش جعانه"
"خدى متتكسفيش ....الطريق لسه طويل
وهتجوعى"
بتاخد ساره السندوتش منها وبتاكله زى ما تكون
بقالها سنه ماكلتش....
"شكلك جعانه أوووى"
ساره ماردش عليها ....مركزه فى الاكل....بعد
ما خلصت السندوتش....الشابه اللى معاه طلعت كل السندوتشات اللى معاها....وعطيتها
لها....ساره كملت اكل من جوعها....وبعد ما شبعت بصت لها وشكرتها...
"بالهنا والشفا....شكلك كنتى جعانه
أوووى...لازم تاكلى كويس علشان اللى فى بطنك"
ساره بتبصلها بخوف....
"انتى عرفتى منين أنى حامل"
"أحنا ستات زى بعض ونفهم فى الحاجات دى
كويس...أومال جوزك فين؟"
"جوزى؟!"
"أكيد مستنيكى فى اسكندريه صح؟"
ساره بتسكت شويه وبعدين بترد عليها...
"اه...هو مستنينى فى اسكندريه"
ساره مستغربه من الست دى وبتقول لنفسها ...
"هى بتسأل الاسئله دى ليه وعايزه منى
ايه"
"أنتى اسكندرانيه"
"لا...انا من المنيا "
"غريبه...اللى شوفك يقول انك اسكندرانيه
....حتى كلامك اسكندرانى "
بتسكت ساره وبتبص على مكان تانى تقعد فيه
وتبعد عن الست دى....
"انا أختك مديحه....وانتى أسمك
ايه؟"
"اسمى؟؟؟!....اسمى جميله "
"جميله وانتى جميله فعلا.....هو ايه سبب
الجروح اللى ف وشك دى ...هو انتى حصلتلك حادثه ولا ايه بالظبط"
بتقوم ساره علشان تدور على مكان تانى تقعد
فيها....مش بتلاقى بتضطر تقعد مكانها....بتقرب من الشباك وبتبص وبتفتكر كل اللى
حصلها وبتستغرق فى نوم عميـــــــــق...
"جميله...جميله"
بتحس ساره بأيد بتبطب عليها....
"اصحى...وصلنا اسكندريه....انتى مانمتيش
بقالك كام يوم "
بتقوم ساره وبتمشى ومديحه ماشيه وراها...ساره
واقفه على باب القطر...وبتبص للناس وللمحطه وحاسه انها اول مره تيجى اسكندريه....
"يلا يا جميله انزلى"
بتنزل ساره وهى بتبص حواليها...مديحه واقفه
بعيد عنها وبتبصلها.....ساره بتبص ومش عارفه تروح فين ولا تعمل ايه....مديحه
واقفه بتتكلم مع واحد ...ساره عملت نفسها انها مش شايفها....بعد 5 دقايق...بيقرب
واحد من ساره وبيسرق الفلوس اللى معاها وبيزقها على الارض وبيجرى....ساره بتصرخ...
"الحقونى...حرامى"
بتجرى مديحه عليها....وبتقربى منها...
"انتى كويسه؟"
"انا كويسه بس دا سارق كل الفلوس اللى
معايا "
مديحه "الحقونا يا ناس ...أمسكوا الحرامى"
لكن الناس كل واحد ماشى فى حاله والحرامى بيهرب...
بتفتكر ساره الورقه المكتوب فيها رقم تليفون
ناصر...
بتقوم بسرعه وبتدور فى هدومها...
"الورقه....سرق الورقه كمان"
بتعيط ساره...
"ورقة ايه...المهم سلامتك"
ساره بتبصلها....ومستغربه...بتقول لنفسها
"الست دى عايزه منى ايه"
"أومال جوزك فين ...انتى مش قولتى انه
مستنيكى فى اسكندريه"
ساره مش عارفه ترد تقول لها ايه....
"تعالى معايا وانا ...اوصلك للمكان اللى
انتى عايزاه"
"لا شكرا "
******************************
رجاء بتفتح باب الشقه وبتدخل ووراها أدهم
ساند أياد...بتخرج أروى من أوضتها...
بتشوف شكل أياد ودراعه المكسور والجروح اللى
فى وشه بتعيط...
أدهم بيدخل أياد أوضته وبينمه على
سريره...رجاء بتدخل وراهم....
"مستريح يا أياد ؟"
"أنا عايز انام"
"ثوانى احضرلك فطارك علشان تاخد العلاج
وبعدين أبقى نام براحتك "
"مليش نفس.."
"خلاص يا ماما ...سيبيه براحته"
"يابنى لازم ياخد علاجه "
"سيبيه يرتاح دلوقتى واما يصحى يبقى ياكل وياخد علاجه...بتخرج رجاء ...أدهم بيقول لـ أياد...
"لو أحتجت حاجه نادى عليا....انا هسيب
الباب مفتوح"
بيطفى أدهم النور وبيخرج.....بيلاقى رجاء
حاضنه أروى والاتنين بيعيطوا...
"ايه اللى انتوا بتعملوا ده يا
ماما...أحنا ما صدقنا انه هدى"
"غصب
عنى يا بنى....مش قادره أمسك نفسى...مفيش أغلى من الضنا"
"أحنا لازم نتماسك ونحاول نخرجه من
الوضع اللى هو فيه"
"تفتكر أنه هيرجع زى ألاول تانى...هيرجع
أياد بتاع زمان"
"أن شاء الله هيرجع أحسن من الاول....بس
أحنا لازم نصبر ونساعده.....اللى حصله مش شويه....واى حد مكانه كان هيحصله أكتر من
كده"
"يارب أحمي لى ولادى....ومتصيبنيش فى حد
فيهم "
********************************
ساره قاعده قدام محطة مصر فى
اسكندريه....بتبص للناس وبتفكر هتروح فين ....تروح لحد من صحابها ...
"بس أكيد هيسألونى على اللى جرا
لى...وانا مش هقدر اقولهم حاجه ....أروح فين دلوقتى...حتى ناصر مش هقدر أوصله
تانى....يارب ....ساعدنى يارب"
بتقرب منها مديحه وبتقعد جنبها....ساره
بتبصلها وبعدين بتبص قدامها تانى...وبتقولها...
"أنتى عايزه منى ايه؟"
"أنا عايز أساعدك"
"أنا مش عايزه حد يساعدنى"
"انا عارفه انك مش مستنيه جوزك"
ساره بتبصلها...
"وكمان عارفه انك مش متجوزه"
"أنتى بتقولى ايه....أنتى أكيد مجنونه
"
"أهدى بس وأسمعينى "
"انا من اول ما شوفتك وانا عرفت
حكايتك"
"حكاية ايه...."
"حكاية هروبك من بلدكوا فى نص الليل"
"وانتى عرفتى منين؟"
"علشان انا عيشت نفس اللى انتى
عيشتيه....اتضحك عليا من واحد كنت بحبه واضطريت انى أهرب واسيب أهلى واروح أعيش فى
بلد معرفش حد فيها....وانى اربى ابنى لوحدى من غير أب .....علشان كده انا عايزه
اساعدك"
ساره بتبصلها وبتعيط....
"انتى كمان حصلك كده"
"مش قولتلك انا عارفه ايه اللى
حصلك....الظاهر اننا مكتوب علينا الغربه وأحنا فى بلدنا ....بس انتى ممكن يكون حظك
أحسن من حظى....أنتى لقيتى اللى يساعدك ويقف جنبك...لكن أنا ملقتش حد يساعدنى
"
"هتساعدينى ازاى ؟"
*****************************
حلوه أوووى الحلقه....مستنين الحلقات الجايه
ردحذفشكرااا :)
حذف